مظاهرات حاشدة أمام البيت الأبيض ضد سياسات بايدن الداعمة للحرب على غزة
احتشد آلاف المتظاهرين المنددين بالإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وضد الموقف الأمريكي وسياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعم لها، السبت، قرب البيت الأبيض في العاصمة واشنطن.
وهتف المتظاهرون «من العاصمة إلى فلسطين، نحن الخط الأحمر»، ورفعوا لافتة طويلة كتبت عليها أسماء الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية، مع دخول حرب الإبادة في غزة شهرها التاسع.
يتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة، ويرى قسم من الأميركيين أنه لا يفعل ما يكفي للتأثير على الحكومة الإسرائيلية والطريقة التي تنفذ بها حملتها العسكرية في غزة.
ويدعم بايدن إسرائيل بشكل غير مشروط منذ بداية الحرب في غزة، لكنه اعتبر في مارس/آذار، أن هجوما كبيرا على رفح يشكل «خطا أحمر» لا ينبغي تجاوزه.
لكن رغم الغارة القاتلة في مايو/أيار الماضي على هذه المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، اعتبر البيت الأبيض أن «الخط الأحمر» لم يتم تجاوزه.
وشارك في التظاهرات عدد من أفراد الجيش الأميركي المتقاعدين. وقالت متقاعدة أشارت إلى اسمها بـ”هويلبو”، إنهم موجودون هنا لأنهم ضد الإبادة الجماعية وضد الدعم الأميركي لإسرائيل في قتل الفلسطينيين، وإنهم يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة.
وشهدت التظاهرات مناوشات مع شخص هتف لإسرائيل، وحاول دفع أحد المتظاهرين الذين طالبوا الشرطة التي حضرت بكثافة بالقبض عليه. وقالت الطالبة لانا، التي تمثل ائتلاف طلاب الجامعات من أجل فلسطين، في كلمة لها، “طلاب الجامعات يطالبون بوقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف استثمارات الجامعات في شركات داعمة لإسرائيل”.
«نفاق» الرئيس الأمريكي
وقال المتظاهر زيد مهداوي (25 عاما) من ولاية فيرجينيا المجاورة: «لم أعد أصدق أي شيء يقوله جو بايدن».
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس: «الخط الأحمر في خطابه هراء»، منددا بـ«نفاق» الرئيس الأمريكي و«جبنه»، على حد قوله.
وقالت المتظاهرة تالا ماكيني (25 عاما) إنها تأمل أن ينتهي النزاع قريبا، لكن من الواضح «أن رئيسنا لا يفي بكلماته».
وحمل المتظاهرون، وأغلبهم يرتدون ملابس حمراء، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: «خط بايدن الأحمر كذبة» و«قصف الأطفال ليس دفاعا عن النفس».
وقالت تالا ماكيني: «من المخيب جدا للآمال أن يكون لدينا رئيس لا يفي بكلمته»، مؤكدة أنها لن تصوت لترامب ولا لبايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بل لمرشح ثالث.
وعزز البيت الأبيض الإجراءات الأمنية بإقامة سياج إضافي قبل التظاهرة التي شارك فيها متظاهرون من مناطق بعيدة مثل ماين وفلوريدا.
وقبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية التي ستضعه في مواجهة منافسه وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، يتعرض بايدن لضغوط لتأمين دعم الناخبين المسلمين والشباب الذين يصوتون تقليديا للحزب الديمقراطي.