معايير مزدوجة… الاتحاد الأوروبي يدرج رئيس “حماس” في غزة على قائمة عقوباته
السعودية تؤكد أن ما تفعله إسرائيل الآن يعرّض السلام للخطر
في قرار وصفه مراقبون بأنه استمرار لازدواجية المعايير الغربية تجاه ما يجري من حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، قرر الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إدراج رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، بقائمة عقوباتها رداً على الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل في أكتوبر الماضي، فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن “ما تفعله إسرائيل الآن يعرّض السلام للخطر”.
وسيخضع السنوار الآن لتجميد أمواله وأصوله المالية الأخرى في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، ويحظر على الشركات والمؤسسات العاملة في الاتحاد الأوروبي توفير الأموال والموارد الاقتصادية له.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الثلاثاء، إن “على حماس إلقاء أسلحتها، حتى لا تشعر إسرائيل بأنها مهددة”، مؤكدة دعم بلادها لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكننا نؤيد أيضاً أن تغير استراتيجيتها حتى لا يتعرض العديد من المدنيين إلى القتل”.
وأضافت بيربوك في جلسة حوارية بعنوان “تأمين عالم غير آمن” خلال فعاليات منتدى “دافوس” أن ما يحدث في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي، “كارثة بالنسبة لإسرائيل، وللمدنيين في غزة، وللعالم بأسره”.
وتابعت: “نحن نعمل على مستوى وزراء الخارجية دون توقف، لمنع أن تحرق هذه الشرارة المنطقة بأكملها. نحن نشعر بتداعياتها على الأوضاع في أوكرانيا، وفي أوروبا”.
تأمين عالم غير آمن
وخلال فعاليات منتدى “دافوس”، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء، إن استمرار المعاناة في غزة سيؤدي إلى حلقات من التصعيد، مشيراً إلى أن “ما تفعله إسرائيل الآن يعرّض السلام للخطر”.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان في جلسة حوارية بعنوان “تأمين عالم غير آمن” أن “الأولوية يجب أن تكون لخفض التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة بأكملها، ونحن منخرطون في العمل على هذا الأمر، وجزء من ذلك، هو الانخراط مع كافة الأطراف المعنية”.
وأضاف: “نشعر بقلق كبير بخصوص الأمن الإقليمي بشكل عام، وحرية الملاحة في البحر الأحمر، فهذا أمر يؤثر علينا جميعاً”.
ولفت وزير الخارجية السعودي، إلى أن “الهجمات في البحر الأحمر متصلة بالحرب في غزة، وهناك حاجة لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع”، موضحاً: “يجب أن نركز على الحرب في غزة ليس فقط بسبب ما يحدث في البحر الأحمر، ولكن أيضاً بسبب تأثيرها على الفلسطينيين، وعلى الأمن الإقليمي”.
وتابع: “رأينا نحو 30 ألف مدني قُتلوا في غزة، وما زلنا نرى مدنيين يُقتلون كل يوم، كما لا تزال هناك قيود على وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وبصراحة لا نرى أي إشارة على وجود هدف استراتيجي تزعم إسرائيل أنها تريد تحقيقه، وقد تحقق”.
وقف فوري لإطلاق النار في غزة
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أنه “لا بد أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتمهيد الطريق لعملية ذات مصداقية تمكّن السلطة الفلسطينية، وتمكننا من أن نخوض في عملية تقودنا إلى تحقيق السلام في المنطقة، وهذا أمر سيحل الكثير من التحديات في المنطقة، ولكن الاستمرار في الوضع الحالي، واستمرار المعاناة في غزة، سيقود على الأغلب إلى حلقات مستمرة من التصعيد”.
وقال إن “أولويتنا وتركيزنا تتمثل في إيجاد مسار لتخفيف التصعيد، وهذا يكون عبر وقف إطلاق النار في غزة، ومن خلال حوار جدي في المنطقة، كما يجب أن نركز على الأزمة الراهنة وهي المعاناة الحاصلة في غزة، وهذه المعاناة مستمرة، ولا نرى أي مؤشرات حقيقية على انتهاء ذلك”.
وأضاف: “أشعر بالأسف لأن المجتمع الدولي كان يتجه نحو وقف إطلاق النار، وإدخال المزيد المساعدات الإنسانية، وهذا ما يجب فعله، ولكن لم يُنجز ما يكفي، لأن القتل مستمر، والمعاناة مستمرة في غزة”.
وتعليقاً على تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشأن ارتباط الأمن والسلام في إسرائيل بالأمن والسلام بالنسبة للفلسطينيين، قال: “هذا أمر دعمته المملكة منذ عام 1981. نحن ندعم ذلك بالكامل. نحن نتفق على أن السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، ولكن ذلك لن يتحقق ذلك إلا إذا تحقق السلام للفلسطينيين عبر إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما نعمل عليه مع الإدارة الأميركية، ويزداد الأمر أهمية في سياق ما يحدث في غزة”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المملكة يمكن أن تعترف بإسرائيل في إطار اتفاق سياسي أوسع بعد حل الصراع الفلسطيني، قال الأمير فرحان بن فيصل: “بالتأكيد”.
تجنب التصعيد في منطقة البحر الأحمر
ولفت إلى أن “ما تفعله إسرائيل في غزة يهدد السلم والأمن الإقليميين في المنطقة، وهناك مسار نحو مستقبل أفضل للمنطقة وللفلسطينيين ولإسرائيل، وهذا المسار يتحقق عبر السلام، ونحن ملتزمون بذلك بالكامل”.
وأردف الأمير فيصل بن فرحان: “الخطوة الأولى لتحقيق السلام هي وقف إطلاق النار، وهذا يعني وقفه من جميع الأطراف، ولكن يجب أن يكون هذا نقطة انطلاق لعملية سلام مستدامة، وهو ما لن يتحقق إلا من خلال تحقيق العدل للشعب الفلسطيني”.
ودعت السعودية، الجمعة، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، بشأن العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في اليمن.
وقالت الخارجية السعودية في بيان إن “المملكة تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.
وأضافت: “وإذ تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث”.