مفاوضات مصرية إثيوبية “عاجلة” للاتفاق على ملء سد النهضة
أفاد بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتفاقا على البدء بمفاوضات “عاجلة” للاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله.
ولفت البيان، إلى آبي والسيسي ناقشا سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، واتفقا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.
وأضاف البيان، أن خلال المفاوضات، التزمت إثيوبيا أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.
وجدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.
أصل الخلاف
ومصر وإثيوبيا، على خلاف منذ سنوات بشأن بناء السد الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق بالقرب من الحدود مع السودان. وطلبت الخرطوم والقاهرة مراراً من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، بانتظار اتفاق ثلاثي ملزم بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في إفريقيا.
وتقول مصر، التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، إن سد النهضة الواقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود السودانية وطوله نحو 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً ، يمثل تهديداً “وجودياً”.
وفي ختام المرحلة الثالثة من تعبئة السد التي اكتملت في أغسطس، كان الخزان يحوي 22 مليار متر مكعب من المياه، من أصل 74 ملياراً من طاقته الكاملة.
وتعمل حالياً اثنان من التوربينات من أصل الـ13 المخطط لها، والتي يفترض أن تنتج في النهاية أكثر من 5 آلاف ميجاوات، ما يجعل من الممكن مضاعفة إنتاج الكهرباء الحالي في إثيوبيا.
اتهامات مصرية
وفي مايو، اتهمت مصر، إثيوبيا بـ”التضليل وليّ الحقائق” في بيان أصدرته أديس أبابا، رداً على قرار صدر عن القمة العربية الأخيرة لدعم موقف مصر والسودان في خلافهما بشأن سد النهضة.
وقالت الخارجية الإثيوبية إنها “تلقت بامتعاض” قراراً صادراً عن القمة العربية التي انعقدت في السعودية، والذي “كرر الخطاب العدائي المصري” المتعلق بسد النهضة.
وأضافت أن القرار يشكل “إهانة” للاتحاد الإفريقي الذي يعمل على التوصل إلى “حل تفاوضي ودي” لقضية السد، و”يتعارض مع التاريخ العزيز والمشترك لشعوب إفريقيا والعالم العربي”.
وردت وزارة الخارجية المصرية ببيان، آنذاك، قالت فيه إن البيان الإثيوبي كان “مضللاً ومليئاً بالمغالطات ولي الحقائق، بل ومحاولة يائسة للوقيعة بين الدول العربية والإفريقية من خلال تصوير الدعم العربي لموقف مصر العادل والمسؤول باعتباره خلافاً عربياً إفريقياً”.
ونفى البيان المصري صحة ما جاء في البيان الإثيوبي، عن أن خبراء الدول الثلاث اتفقوا على تفاصيل ملئ السد، وكذلك القواعد الإرشادية والقواعد الخاصة بالملء الأول للسد وتشغيله، وقال إنها “ادعاءات غير حقيقية”.
وأكدت مصادر مطلعة، وصول رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس المجلس الانتقالي التشادي محمد إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى القاهرة للمشاركة في القمة التي تنطلق أعمالها، الخميس.
كما سيشارك في القمة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسي فكي.