مفتي الإرهاب في ليبيا يدعو لرفض التوافق على القاعدة الدستورية
الغرياني أكثر المستفيدين من حالة الفوضى وغياب الاستقرار
خلال برنامجه الأسبوعي عبر قناته الخاصة، التي تبث من خارج البلاد، حرض مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، على رفض التوافق الليبي النادر الأخير حول القاعدة الدستورية للانتخابات بين رئيسي مجلسي النواب والدولة في القاهرة، والتي عدها الليبيون والمجتمع الدولي خطوة مهمة في طريق الاستقرار.
الغرياني، الذي يتصدر قوائم الإرهاب المحلية والدولية، لم يكتف بدعم التكفيريين بفتاويه الشاذة، بل استغل الدين وسيلة لتحقيق مآربه الخبيثة لتحقيق سياسات خادمة لبعض الدول التي لا تريد استقرار البلاد التي تعاني من الفوضى منذ نحو 12 عاما.
وهاجم الغرياني الدول العربية التي تدعم الاستقرار في ليبيا، وانتقد دورها بشكل فج، حتى وصل به الأمر لرفض المشاركة في المسابقات الدينية أو الثقافية التي تقيمها هذه الدول، مدعيا أنها لا تحقق نصرة للدين ومتدخلا في نيّات من يشرف على هذه المسابقات.
الخبراء السياسيون الليبيون يرون أن الغرياني وفق تعبيرهم، يتخذ الدين مطية لتحقيق أغراض سياسية، وأنه أبعد ما يكون عن الدين وأنه يقف بفتاويه حجر عثرة أمام أي دعوة للحوار والاستقرار أو السلام في البلاد، كونه وتنظيمه أكثر المستفيدين من الفوضى.
مفتي الإرهاب
أستاذ الأمن القومي الليبي الدكتور يوسف الفارسي يؤكد أن مفتي الإرهاب في ليبيا، الصادق الغرياني، معروف في المجتمع الليبي بفتاويه المغرضة، وبث الفتنة وشق الصف، وليست هذه المرة الأولى التي يحرض فيها ضد السلام أو ضد الدول العربية الداعمة للاستقرار.
وتابع أن الدول العربية الداعمة للاستقرار في ليبيا، تقف ضد تنظيم الإخونجية ومخططاته التخريبية، ولذلك فإن الدول التي تستخدم المنظمات الإرهابية تخشى من الخروج من المشهد وزوال مكتسباتها ومصالحها ولذلك تحرك أذرعها للتحريض لعرقلة مساعي الاستقرار.
وأضاف أن الغرياني ليس قيادياً إخونجياً فحسب بل هو المفتي والشرعي لجميع المنظمات المتطرفة في ليبيا منذ 2011، ولا يريد استقرار ليبيا ويقف ضد أي مشروع استقرار باعتبار أن الفوضى هي البيئة الحاضنة للجماعات التكفيرية التي يتزعمها.
وأشار إلى أن الغرياني ساهم في العديد من المرات في سفك الدماء داخل ليبيا من خلال فتاويه وفي تأجيل الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 من خلال التحريض ضد المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ودعوة أنصاره لاقتحام المفوضية ومنع إجرائها.
ونوه إلى أن الغرياني يتخذ الدين مطية لتحقيق أغراضه السياسية الخاصة أو الداعمة للدول التي تحركه، والشعب الليبي أصبح يعي مخططاته جيدا ولم يعد يعطيه أي آذان مصغية، بعد ما عاناه كثيرا من فتاويه.
واختتم تصريحاته بالقول إن الغرياني لم يكتف بضرب الدولة الليبية في ماضيها القريب منذ 2011، وحاضرها المؤلم، بل يسعى لضرب المستقبل بحيث تتحول البلاد إلى بركة من الدماء تنشط فيها التنظيمات التكفيرية لعلمه أنه حال الفشل من جديد في إجراء الانتخابات ستعود البلاد للاقتتال إلى ما لا نهاية.
يستفيد من الفوضى
ويقول الخبير في شؤون الجماعات التكفيرية، محمد يسري، إن التنظيمات الإسلاموية المتطرفة على تعدد تسمياتها تستغل الدين في تحقيق مآربها السياسية، وبطبيعة الحال فإن الغرياني يقف على رأس هؤلاء باعتباره أحد القيادات الشرعية والمنظرين لهذه الجماعات.
وتابع يسري، أن الغرياني ليس لديه ضوابط واضحة لا في التكفير ولا الأحكام الدينية الأخرى فيلقي بالتهم جزافا على كل من خالف رأيه ومعتقده، خاصة إذا كان الخلاف سياسياً، ولن يعدم طريقة لتخريج فتواه من الناحية الدينية.
وأضاف أن عداء الغرياني للدول الداعمة للاستقرار في ليبيا تخطى الاختلاف السياسي والديني وأصبحت المسألة شخصية بالنسبة له تجاه هذه الدول خاصة أنه على رأس قوائم الإرهاب بهذه الدول.
وأشار إلى أن الغرياني أبعد ما يكون عن صحيح الدين ومقاصده الشريفة وأنه يقف بفتاويه حجر عثرة أمام أي دعوة للحوار والاستقرار أو السلام في البلاد، كونه وتنظيمه أكثر المستفيدين من الفوضى والمستثمرين فيها.
والغرياني هو القائد الشرعي لغالبية التنظيمات التكفيرية في ليبيا، وموضوع على قوائم الإرهاب بعدد من الدول العربية، إلا أنه تجمعه علاقات قوية بعدد من المسؤولين الليبيين بسبب كلمته النافذة لدى المليشيات المؤدلجة، فنجح في استصدار عدة قرارات لصالح التنظيم الذي يتزعمه.
وأسس الغرياني عدة مدارس دينية لتنشئة الأطفال على الفكر التكفيري، إلا أنه لم تعد تنطلي لعبته على الليبيين بعد أعوام من الفوضى والخراب والتدمير نتيجة لفتاوى الشاذة، حيث شهد العام الماضي عزوفا واضحا عن دعواته للفوضى، بعد أن انهار حلم الانتخابات بين يديه وعادت البلاد إلى الانقسام.