مفتي الإرهاب في ليبيا يدعو لقتال القوات الروسية
أصدر مفتي الإرهاب الصادق الغرياني فتوى تبيح الحرب على القوات الروسية الموجودة في مناطق شرق ليبيا وجنوبها المتمثلة في الفيلق الإفريقي الذي وصفه بـ”الغازي المعتدي”، زاعما أن هذا الأمر “واجب شرعًا على أهل ليبيا”.
الغرياني الذي يرتبط بعلاقات وطيدة مع رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، دعا إلى إخراج القوات الروسية “بكل الوسائل”.
وبحسب خبراء ومحللين ليبيين فإن فتوى الغرياني تأتي في سياق صراع النفوذ بين القوى العظمى واصطفاف تنظيم الإخونجية وعموم المنظمات المتطرفة في ليبيا إلى جانب القوى الغربية في مواجهة روسيا، باعتبارها من حلفاء القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، في معركته التي دشنها منذ 10 سنوات ضد الجماعات المسلحة والمليشيات المرتبطة بالإخونجية.
وأكد الخبراء أن الغرياني أراد توجيه رسالة تفيد بعدم موافقته على الزيارة التي قام بها إلى موسكو وفد من طرابلس يضم عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي ورئيس أركان قوات المنطقة الغربية محمد الحداد ووزير الخارجية المكلف الطاهر الباعور مؤخرا.
انقسام بين المنظمات الإسلاموية والإخونجية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أنه “يبدو من فتوى الغرياني الجديدة أن هناك انقساما كبيرا في غرب البلاد بين المنظمات الإسلاموية والإخونجية نحو الاتجاه إلى روسيا”.
وأضاف الأوجلي أن ما حدث يوضح مدى الخلافات التي حدثت بعد اجتماع وفد من المجلس الرئاسي ورئاسة الأركان بغرب ليبيا، مع سيرغي لافرف وزير الخارجية الروسي بموسكو وقبلها زيارة وفد روسي إلى الغرب.
واعتبر أن هذا الأمر يدل على صراع قادم بين المليشيات التي تتبع الغرياني والأخرى الموجودة في طرابلس.
وشدد على أن فتوى الغرياني عبارة عن إلقاء لحجر في المياه الراكدة، “لمعرفة من هي الأطراف التي تقف مع التحالف مع روسيا ومن يقف ضدها لتسهيل اتخاذ القرار وجس النبض”.
واعتبر أن الوجود الروسي في ليبيا هو حلقة من الصراع بين القوتين العظميتين أمريكا وروسيا، مشيرا إلى أن هذا الصراع ظهر في الشمال الأفريقي ودول الصحراء كلها.
تعميق الفجوة بين الأطراف
أما المحلل والباحث السياسي الليبي، أحمد أبو عرقوب فقال إن الغرياني انحرف منذ وقت طويل عن كونه مفتيا، وأصبح إلى حد كبير صاحب رأي سياسي.
وأضاف أبوعرقوب أن “الغرياني دائماً ما يركز على خطابه السياسي المغلف بالخطاب الديني في شيطنة القائد العام للقوات المسلحة في شرق ليبيا المشير حفتر وكل من يتحالف معه، مشيرا إلى أنه لذلك ليس بالغريب أن يدعو الغرياني إلى استهداف القوات الروسية باعتبارها حليفة للمشير حفتر”.
واعتبر أن أفضل سبيل لإخراج القوات الأجنبية من ليبيا هو التسريع في الوصول إلى تسوية سياسية تضمن توحيد المؤسسات السياسية والعسكرية وتوفر ضمانات كافية للذهاب إلى الانتخابات وصولا إلى حكومة منتخبة تقف على أرضية صلبة، تستطيع أن تعمل على إخراج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من كامل التراب الليبية.
مفتي الإرهاب
وليست هذه أول فتوى للغرياني تدعو للقتال في ليبيا، إذ سبق له أن أطلق في أوقات سابقة دعوات للمليشيات المسلحة في ليبيا للخروج إلى الساحات من أجل منع الانتخابات عن طريق حمل السلاح.
كما شنّ الغرياني هجوما تحريضيا على المسؤولين في منطقة الشرق الليبي على رأسهم المشير حفتر ونواب البرلمان، داعيا إلى منعهم من دخول الانتخابات.
والصادق الغرياني هو المفتي السابق للديار الليبية، إذ عزله مجلس النواب الليبي (البرلمان) في التاسع من نوفمبر/تشرين ثاني 2014 بسبب فتاويه التي كانت سببا في تناحر الليبيين لسنوات.
إلا أنه لا يزال يجلس في رئاسة دار الإفتاء مستغلا المليشيات الإسلاموية الراديكالية التي تدافع عنه وتمنحه القوة في مقابل منحها الشرعية باسم الدين.
ويٌعرف الغرياني في ليبيا باسم “مفتي الخراب” و”مفتي الإرهاب” بسبب مناصرته للمنظمات الإرهابية في ليبيا والتي كان قد أفتى لها قبل سنوات بجواز قتل أفراد الجيش الليبي.
ورغم أنه ليس عضوا في تنظيم الإخونجية، إلا أن الغرياني يعد عراب التنظيم في ليبيا ومرجعيته الأبرز.
وباتت مواقف الغرياني، الذي طالما أشعل الحرب والنيران عبر فتاويه المتطرفة، بوصلة لتنظيم الإخونجية الإرهابي خاصة في ظل كونه المحرك الأول لجناح التنظيم العسكري المتمثل في المليشيات الراديكالية المنتشرة في غرب البلاد.
ويلعب الغريانى منذ 2012، دورا بمثابة “الذراع الدينية” للمنظمات المتطرفة في ليبيا، عبر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها، فارتكبت عدة جرائم عنف استنادا إلى فتاواه، حتى أصبح أحد أبرز المساهمين في انتشار الفوضى وتعزيز الانقسام في ليبيا.