مقتل الرئيس التشادي بعد ساعات من فوزه بولاية سادسة
الجيش يتعهد بتنظيم انتخابات حرة بعد 18 شهر ويحل الحكومة ويفرض حظر التجول
بعد ساعات من فوزه بسادس ولاية له، حتى أعلن الجيش التشادي، الثلاثاء، عن مقتل الرئيس إدريس ديبي إيتنو.
وبث التلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء، نبأ مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وكان ديبي قد أطلق في مارس الماضي، حملته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية سادسة، داعيا إلى توحيد الصفوف بعد حظر احتجاجات معارضة وتفريقها.
وأعلن الجيش التشادي الحداد في البلاد على وفاة ديبي، هذا إلى جانب إغلاق الحدود البرية للبلاد.
مرحلة انتقالية مدتها 18 شهر
تعهد الجيش التشادي، الثلاثاء، بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد انتهاء “فترة انتقالية” مدتها 18 شهراً بقيادة مجلس عسكري يرأسه نجل الرئيس إدريس ديبي، الذي توفي، الثلاثاء، متأثراً بإصابته خلال اشتباكات مع متمردين، السبت الماضي.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال، عزم برماندوا أغونا، في إعلان وقعه الرجل القوي الجديد في النظام على التلفزيون الرسمي، إن المجلس العسكري الانتقالي برئاسة محمد إدريس ديبي البالغ من العمر 37 عاماً، يضمن “الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية”.
حل الحكومة واغلاق الحدود
وأشار الإعلان إلى “فرض حظر تجول وإغلاق الحدود البرية والجوية للبلاد”، حتى إشعار آخر.
كما أعلن الجيش فرض حظر للتجول في العاصمة إنجامينا ومحيطها اعتباراً من السادسة مساءً بالتوقيت المحلي وحتى الخامسة صباحاً، فيما تم إغلاق الحدود
وأعلنت السلطات في تشاد، الحداد العام في عموم البلاد لمدة 14 يوماً، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش وفاة الرئيس إدريس ديبي إيتنو، الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الجيش التشادي الجنرال عزم برماندوا أغونا، في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي، إن “رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعاً عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة”.
وأضاف: “نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة مارشال تشاد الثلاثاء في 20 أبريل 2021”.
المعارضة التشادية
وفي تعقيب على الأوضاع، قال عبد الفتاح نعوم، الباحث في الشأن الأمني الإفريقي، إن “قوات المعارضة التي تقودها جبهة التغيير والوفاق، والتي انطلقت قبل أيام من داخل ليبيا وعبرت الحدود تجاه العاصمة إنجامينا، تمكنت من قتل الرئيس ديبي (الذي توفى) متأثراً بجراحه”.
ورجح أن الأمر سيوضح “النوايا الحقيقة للمعارضة، وإن كان الأمر يتعلق بشخص الرئيس إدريس ديبي، أم يتعلق بالتركيبة السياسة التي حكمت البلاد منذ 30 عاماً، وهي عبارة عن حكم عسكري”.
مراجعة دستور البلاد
وأوضح أن خطورة الأوضاع تكمن في أن “تشاد بموقعها الجغرافي في وسط إفريقيا، تتاخم بؤر توتر كثيرة في مقدمتها ليبيا، التي بدأت تتحلحل المشكلة السياسية فيها، لكن الوضع الأمني ما زال معقداً في ظل عدم سيطرة الحكومة على كامل البلاد، والنيجر التي تشهد أزمة سياسية منذ أشهر، ومنطقة الساحة والصحراء”.
وبشأن رؤيته لمستقبل البلاد وسبل الخروج من الأزمة، حث المجلس العسكري على “استيعاب جميع الأطراف، ومطالب المعارضة، ومراعاة الوضع الخاص للبلاد الذي يتمثل في تعددية إثنية وثقافية كبيرة، وذلك في إطار عملية سياسة كبيرة تتضمن مراجعة دستور البلاد، وتحقيق الموازنة فيما يتعلق بالتدخلات الأجنبية حتى تكون في صالح رأب الصدع في البلاد، وعدم الانجراف نحو الارتهان لأجندات أجنبية تعمق الضرر”.
مقتل 300 متمرد
وكان الجيش التشادي أعلن، الاثنين، مقتل 300 متمرد، خلال معارك جرت السبت الماضي، بعد توغلهم في شمال البلاد، فيما سقط 5 جنود من الجيش في تلك المعارك.
وقال المتحدث باسم الجيش أزيم برماندوا أغونا، إنه “على جانب العدو، تم تحييد أكثر من 300 متمرد”، السبت، مشيراً إلى سقوط “5 شهداء من الجانب الصديق”.
وأكد برماندوا أيضاً إصابة 36 جندياً وأسر 150 متمرداً “بينهم 3 مسؤولين”. وأضاف أنه تم الاستحواذ على “24 مركبة” لافتاً إلى أن “عملية التمشيط مستمرة”.
وأعلنت الحكومة، السبت، أن هجوم المتمردين في مقاطعتي تيبستي وكانيم “انتهى”. من جهتها، ذكرت الجبهة في بيان، الأحد، أنها “حررت منطقة كانيم” حيث اندلعت الاشتباكات.
ولاية رئاسية سادسة
وكان الرئيس إدريس ديبي، فاز بولاية رئاسية سادسة في الانتخابات التي جرت في تشاد في 11 أبريل الجاري، وذلك بعد حصد نحو 79.32% من أصوات الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم في الاقتراع 64,81%.
وحل رئيس الوزراء السابق ألبير باهيمي باداكيه في المرتبة الثانية مع 10.32% من إجمالي الأصوات.
وأتت المرأة الأولى التي تترشح إلى الانتخابات الرئاسية في تاريخ تشاد في المرتبة لثالثة بحصولها على 3,16% من الأصوات.
وترشح 9 أشخاص لمواجهة ديبي إلا أن ثلاثة منهم انسحبوا ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع، فيما أبقت المحكمة العليا على أسمائهم على بطاقات الاقتراع.