مقتل متظاهر خلال احتجاجات ضد المكون العسكري في السودان
قتلت قوات الأمن السودانية، اليوم الأحد، متظاهر خلال الاحتجاجات المناهضة لحكم العسكر في السودان، كما أطلقت الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين من محيط القصر الرئاسي، وفق ما أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية.
وقالت لجنة أطباء السودان، في بيان على فيسبوك، إن المتظاهر سقط “إثر إصابة في الصدر لم يتم تحديد طبيعتها، أثناء مليونية 30 يناير بمواكب الخرطوم”.
ورغم تشديد السلطات للإجراءات الأمنية وإعلان وسط الخرطوم “منطقة محظورة”، فإن متظاهرين تمكنوا من الوصول إلى منطقة شروني، بوسط المدينة، وأطلقت قوات الأمن الغاز لتفريقهم.
وانطلق الآلاف في تظاهرات للمطالبة بحكم مدني والقصاص للضحايا الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، ورفع المشاركون شعارات مطالبة بـ”سلطة مدنية كاملة” و”إسقاط المكون العسكري بالمجلس السيادي”. كما انطلقت مظاهرات في مدني، نحو 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، حاملة شعارات مماثلة.
ونشرت السلطات السودانية قوات مشتركة وسط العاصمة لتأمين المواقع الاستراتيجية والمؤسسات الحكومية قبيل انطلاق الاحتجاجات، وأغلقت جسر “المك نمر” بالقرب من القصر الرئاسي بحاويات الشحن والأسلاك الشائكة لمنع عبور المتظاهرين من مدينة بحري إلى محيط قصر الرئاسة، ومقر قائد الجيش.
وكانت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم قالت السبت، إن “حرية التعبير حق مكفول بموجب الوثيقة الدستورية الانتقالية”، مشيرة إلى أنها “تقوم بواجباتها نحو تأمين المواكب والتجمعات لتوصيل رسالتها”، وفق ما أوردته وكالة أنباء السودان “سونا”.
وأهابت اللجنة بأن يكون التجمع بـ”الميادين العامة بالمحليات بالتنسيق مع لجان أمنها والابتعاد عن المستشفيات والمؤسسات التعليمية”، منوهة إلى أن منطقة وسط الخرطوم “محظورة من السكة حديد جنوباً حتى القيادة العامة شرقاً، وحتى شارع النيل شمالاً وغير مسموح بالتجمعات فيها”.
وناشدت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”، السبت، السلطات السودانية السماح بأن تمر مظاهرات مزمعة الأحد دون عنف.
وقالت البعثة الأممية عبر تويتر: “غداً (الأحد) سنشهد يوماً آخر من التظاهرات”. وأضافت: “التجمع السلمي وحرية التعبير هما من حقوق الإنسان التي تجب حمايتها”، محذرة من أن تقييد هذه الحقوق قد يفاقم التوتر.
دعوة لجان المقاومة
والجمعة، دعت لجان المقاومة إلى التظاهرات في بيان عبر “فيسبوك”، قائلة إن “مليونيات 30 من يناير ستكون بمثابة مواجهة جديدة بين شعبنا الصامد المسلَّح بسلميته، وبين القوى الاستبدادية بترسانتها المدفوعة من جبين الشعب، ولكن لن نبرح الشوارع حتى ننال النصر و ننتزع الوطن منهم انتزاعاً، ونرسم الخارطة التي توصلنا إلى حيث ما نبتغي سوداننا الحبيب”.
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف ما يسفر عن وقوع ضحايا، إذ قالت لجنة الأطباء المركزية إن “77 متظاهراً سقطوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص”.
لكن الشرطة، تنفي استخدام الرصاص الحي، في حين قالت إن “ضابطاً طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن”.