ملايين العمال يحيون ذكرى الأول من أيار رغم جائحة كورونا
أحيا ملايين العمال في جميع أنحاء العالم، الجمعة 1 مايو يوم العمال، وهم محاصرون بين الجوع والخوف، وفي ظل جائحة كورونا التي تنذر بمستقبل سيئ للاقتصاد العالمي، حيث التأثير المباشر لأضرارها سيطال العمال في مختلف انحاء العالم.
ومع تقليص مسيرات يوم العمال التقليدية بسبب تدابير الغلق، حاول متظاهرون أتراك تنظيم احتجاج في ساحة تقسيم، ويعتزم نشطاء في كاليفورنيا عقد إضرابات، وسيطلق تشيكيون العنان لأبواق سياراتهم، بينما سيغني عمال فرنسيون من الشرفات لتأييد قضاياهم المختلفة: توفير أقنعة في أماكن العمل أو التأمين الصحي أو المزيد من المساعدات الحكومية للعاطلين.
إلى ذلك يشهد جنوب شرقي آسيا يوم عيد عمال حزينا لملايين العاملين في صناعة الملابس مثل ويريونو، وهو أب لطفلين في العاصمة الإندونيسية تم تسريحه الشهر الماضي مع قيام تجار التجزئة بقطع الطلبات. توقف عمله الجانبي بتقديم القهوة أيضاً وسط إغلاق الفيروس، فأنشأ شركة لإصلاح الملابس لتغطية نفقاتهم. وقال ويريونو: “أنا لا أكسب بقدر ما كنت أحصل عليه من مصنع الملابس، لكن علي إطعام زوجتي وأطفالي كل يوم”.
كما لم تستطع عمليات الإغلاق إطفاء روح الاحتجاج في يوم العمال باليونان، حيث اصطف متظاهرون على بعد مترين في صفوف دقيقة بساحة سينتاجغا في أثينا. استخدم المنظمون، الذين ارتدوا أقنعة وقفازات، تدابير الشريط اللاصق لتحديد المواقف الدقيقة للمتظاهرين للوقوف، ووضع علامات على المواضع بمربعات ملونة كبيرة.
ونظم اليونانيون الذين يعملون من خلال عمليات التسليم احتجاجاً بالمركبات، وانطلقوا عبر أثينا بدراجاتهم النارية. وكانت الشرطة تعمل بقوة لضمان عدم توجه السكان من المدن إلى الريف، وهو تقليد آخر في عيد العمال.
إلى ذلك قال البابا فرانسيس خلال قداس صباحي خاص: “إننا نصلي من أجل جميع العمال، حتى لا يفتقر أحد إلى العمل، وكي يتلقى الجميع أجوراً معقولة ويمكنهم الاستمتاع بكرامة العمل وجمال الراحة”.
وهذا الأسبوع تجاوز عدد الأميركيين الذين تقدموا للحصول على إعانات البطالة 30 مليوناً. وقالت لاسي وارد، مصففة شعر في مدينة أوماها، إنها قلقة من أن قرار حاكم ولاية نبراسكا بالسماح بإعادة فتح صالونات التجميل في 4 مايو قد يعرضها وعائلتها للخطر، لافتة إلى أنها تفضل الحصول على إعانة بطالة حتى ينحسر الخطر.
أما روسيا فهذه هي المرة الأولى التي لن تعقد فيها مظاهرات كبيرة في الميدان الأحمر.
وفي تركيا، واجهت الشرطة متظاهرين يرتدون كمامات وأقنعة حماية في إسطنبول، واحتُجز 15 شخصاً لمحاولتهم السير إلى ساحة رمزية في تحد لحظر الإغلاق.
إلى ذلك تم التخطيط لـ”احتجاج صاخب” خاص في جمهورية التشيك، حيث سيقرع الناس أبواق السيارات، أو سيقرعون الطبول أو يصرخون في منتصف النهار للتعبير عن الغضب من تعامل الحكومة مع الأزمة. يخطط مئات التشيكيين الذين يسافرون للعمل في ألمانيا والنمسا لإغلاق معبر حدودي للاحتجاج على القيود المفروضة عليهم وسط الوباء.
وعادت أجواء العطلات بإحياء شوارع جنوب إفريقيا الجمعة، حيث كانت عطلة عيد العمال أيضاً بينما بدأت البلاد في تخفيف إغلاقها الصارم. سمح للناس بالسير للخارج لممارسة التمارين الرياضية وبعضهم عادوا للعمل على دفعات صغيرة.
وفي أجزاء أخرى من العالم، تتواصل عمليات فك الإغلاق بحذر.
في الصين، أعيد افتتاح حدائق ومتاحف ببكين بما في ذلك المدينة المحرمة القديمة أمام الجمهور بعد أن أغلقها الوباء لعدة شهور. وتسمح المدينة المحرمة بـ5000 زائر يومياً فقط، بعد أن كان العدد المسموح به 80 ألفاً. وتعمل الحدائق بـ30% من طاقتها المعتادة. وفي بنغلادش، بدأ الإنتاج في العودة مرة أخرى.
أما في إسبانيا، فكان إغلاق مستشفى ميداني ضخم يبرز أهمية معركة البلاد ضد الفيروس ونظامها الصحي المكتظ.
ماليزيا وتايلاند على استعداد لإعادة فتح بعض الشركات. في حين أعلن رئيس الوزراء الياباني أن حالة الطوارئ الفيروسية ستبقى سارية لشهر آخر.
وتعتزم مؤسسة سايمون بروبرتي غروب، أكبر مشغل للمراكز التجارية في الولايات المتحدة، لفتح 49 مركزاً للتسوق الجمعة في 10 ولايات، بما في ذلك تكساس وإنديانا وجورجيا.
في أستراليا، قال رئيس الوزراء سكوت موريسون إن الحكومة تريد المزيد من السكان لتنزيل تطبيق “كوفيد سايف” للمساعدة في تتبع الحالات قبل تخفيف إجراءاتها.
ويحاول قادة العالم إيجاد طريقة لإنقاذ الاقتصادات المتضررة من الفيروس بدون إطلاق العنان لموجات تفشي جديدة للعدوى.
يشار إلى أن الفيروس قتل أكثر من 230 ألف شخص حول العالم، بما في ذلك أكثر من 61 ألفاً في الولايات المتحدة، وفق إحصاءات جامعة جونز هوبكنز. كما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة على مستوى العالم 3.2 مليون حالة، منهم مليون في الولايات المتحدة. لكن يعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.
الأوبزرفر العربي