منظمة حقوقية إسرائيلية: قوات الاحتلال حوّلت غزة إلى “هيروشيما”

أصدرت منظمة “كسر الصمت” الحقوقية الإسرائيلية تقريرا اليوم الاثنين، يستند إلى شهادات جنود شاركوا في حرب الإبادة على قطاع غزة، قالت فيه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حوّلت القطاع إلى منطقة قتل ودمار تشبه “هيروشيما”.

وكشف جنود إسرائيليون شاركوا في إقامة المنطقة العازلة تفاصيل الأساليب التي انتهجتها القوات الإسرائيلية لفتح ما وصفوها بأنها “منطقة قتل” حول غزة من خلال تدمير أراض زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها، وفق رويترز.

ونقل التقرير عن أحد القادة في سلاح المدرعات الإسرائيلي قوله إن “الخط الحدودي منطقة قتل.. منطقة أكثر انخفاضاً.. أرض منخفضة… لدينا رؤية شاملة لها.. وهم كذلك”.

تدمير المباني والأراضي الزراعية

وقال جنود إسرائيليون خدموا في غزة أواخر 2023 بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي القطاع مباشرة وحتى أوائل 2024، أن القوات استخدمت في المراحل المبكرة لتوسيع المنطقة الجرافات والحفارات الثقيلة، إلى جانب آلاف الألغام والمتفجرات، في تدمير نحو 3500 مبنى، بالإضافة إلى مناطق زراعية وصناعية كان من الممكن أن تكون حيوية في إعادة الإعمار بعد الحرب.

وكان تقرير منفصل صادر عن منظمة جيشاة-مسلك الحقوقية الإسرائيلية قد أشار إلى تدمير نحو 35% من الأراضي الزراعية في غزة، ومعظمها على أطراف القطاع.

كذلك قال جندي احتياط خدم في سلاح المدرعات الإسرائيلي: “في واقع الأمر، كنا نأتي على الأخضر واليابس.. كل شيء… كل مبنى وكل منشأة”. فيما أضاف جندي آخر أن المنطقة بدت “مثل هيروشيما”.

بدء عمليات “للتطهير”

وأوضحت منظمة كسر الصمت، التي أسسها مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين وتهدف إلى رفع مستوى الوعي بتجربة الجنود التي تخدم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، أنها تحدثت إلى جنود شاركوا في عملية الخط الحدودي ونقلت أقوالهم من دون ذكر أسمائهم.

كما وصف جندي إسرائيلي من وحدة الهندسة القتالية الصدمة التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي خلفه بالفعل القصف الأولي للمنطقة الشمالية من قطاع غزة عندما أرسلت وحدته لأول مرة لبدء عمليتها “للتطهير”.

حيث قال: “كان الأمر يتخطى حدود الواقع، حتى قبل أن ندمر المنازل عندما دخلنا. كان يبدو غير واقعي كما لو كنت في فيلم”، مضيفاً: “ما رأيته هناك حسبما بدا لي كان يتجاوز ما أستطيع تبريره إذا احتجت لفعل ذلك. الأمر يرتبط بمدى تناسب ذلك مع الواقع”.

 قواعد الاشتباك فضفاضة

إلى ذلك، تحدث الجنود الإسرائيليون عن تجريف للأراضي الزراعية، منها أشجار الزيتون وحقول الباذنجان وغيرها، وذلك علاوة على تدمير مناطق ومنشآت صناعية من بينها مصنع كوكاكولا وشركة للصناعات الدوائية.

كما حكى أحدهم عن “منطقة صناعية ضخمة ومصانع كبيرة تحولت إلى مجرد كومة من الركام والخرسانة المحطمة”.

كذلك أفاد التقرير بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبر أن العديد من المباني التي هُدمت كانت تستخدمها حماس، ونقل عن جندي قوله إن بعضها احتوى على متعلقات للرهائن. لكن هُدمت منشآت أخرى كثيرة ليس لها صلة بأي من ذلك.

ولم يُسمح للفلسطينيين بدخول المنطقة وكان جيش الاحتلال يُطلق عليهم النيران إذا حاولوا، إلا أن التقرير نقل عن جنود قولهم إن قواعد الاشتباك فضفاضة وتعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين.

“لا يوجد نظام للمساءلة عموماً”

كما صرح القائد في سلاح المدرعات الإسرائيلي: “يتخذ قادة السرايا قرارات متنوعة بهذا الشأن، لذا فالأمر في النهاية يعتمد على شخصياتهم. لكن لا يوجد نظام للمساءلة عموماً”.

كذلك ذكر جندي إسرائيلي آخر أن الذكور البالغين الذين شُوهدوا في المنطقة العازلة قُتلوا، لكن كانت نيران تحذيرية تُطلق إذا كانوا من النساء أو الأطفال.

وقال: “في معظم الأحيان.. كان الأشخاص الذين يدخلون المنطقة العازلة من البالغين. ولم يدخل الأطفال أو النساء تلك المنطقة”.

يذكر أن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني، حسب بيانات وزارة الصحية في غزة.

كما أدى القصف إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع ونزوح مئات الآلاف إلى خيام أو الإقامة في عقارات تضررت بفعل القذائف.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى