من هم أبرز المرشحين للسباق الرئاسي المبكر في تونس؟
وكشفت الدقائق الأولى لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية عن سباق انتخابي ساخن، ذلك أن ساحة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحولت إلى برلمان شعبي يعج بممثلي الأحزاب التي دفعت بقياداتها لخوض هذا السباق، من أجل الوصول إلى قصر قرطاج الرئاسي خلفا للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وفيما سيغلق باب الترشح للسباق الانتخابي الرئاسي في التاسع من الشهر الجاري، فإن الهيئة ستنظر في مدى مطابقة طلبات الترشح للمعايير المطلوبة، في موعد لا يتعدى 14 أغسطس، ومن ثم يتم الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين المقبولين في موعد أقصاه نهاية أغسطس الحالي.
وعلى الرغم من أن الصورة لم تتضح بعد فيما يتعلق بهذا الاستحقاق الذي سيجري في منتصف سبتمبر المقبل، وفيما لم تعلن بعض الأحزاب التونسية الكبرى أسماء مرشحيها حتى الآن، فإن هناك بعض الأسماء البارزة لخوض غمار السباق إلى قصر قرطاج.
10 مرشحين في اليوم الأول
في هذه اللحظات، وبينما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية أن 10 مرشحين قدموا ملفاتهم، حتى العاشرة صباح الجمعة، للانتخابات الرئاسية المبكرة، تتجه الأنظار إلى اثنين من المرشحين المحتملين لخلافة السبسي، هما وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد رغم أنهما لم يعلنا بعد ترشحهما بشكل رسمي.
ومن بين المرشحين العشرة الذين قدموا أوراق الترشيح، منجي الرحوي عن حزب “الوطنيين الديموقراطيين الموحد” ومحمد عبو عن “التيار الديموقراطي” وعبير موسى عن “الدستوري الحر” ونبيل القروي عن “قلب تونس”، ولطفي المرايحي عن “الاتحاد الشعبي الجمهوري” بالإضافة إلى عدد من الناشطين والمستقلين، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء التونسية.
في المقابل لم تعلن أحزاب نداء تونس وتحيا تونس وحركة النهضة، التي تشكل الحكومة الحالية، بعد عن مرشحيها للانتخابات الرئاسية.
لكن ستبقى الصورة غير واضحة حول أبرز المرشحين إلى حين اكتمال الترشيحات، وبالتأكيد من الأحزاب الكبرى، ذلك أن حركة النهضة، التي تمتلك أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لم تحسم بعد قرارها، بينما أعلن حزب تحيا تونس ورئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد سيحسم أمر ترشحه من عدمه في غضون أيام، فيما ما زال حزب الرئيس الراحل “نداء تونس” متحفظا على هوية مرشحه.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد المرشحين للتقدم إلى الانتخابات الرئاسية في تونس، حيث أعلنت العديد من الشخصيات السياسية نيتها الترشح أبرزها رئيسا الحكومة السابقان مهدي جمعة وحمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية من تونس العاصمة.
أبزر المرشحين
على أي حال، هناك اسمان متداولان يبدو أن لهما نصيب كبير من التأييد، وربما تكون حظوظهما أوفر من غيرهما في حال ترشحا أو تم ترشيحهما للانتخابات كما ذكر أعلاه.
الاسم الأول هو رئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد، الذي أكد أمين عام حركة “تحيا تونس” سليم العزابي أنه هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة.
والثاني هو وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، حيث انطلقت بعيد وفاة السبسي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لترشيحه للرئاسية، وقد قام نواب بتزكيته، كما أعلن حزب نداء تونس إمكانية دعمه، فيما وصف رئيس حزب آفاق تونس ياسين إبراهيم الزبيدي بأنه “رجل المرحلة”.
ومن بين المرشحين عن الأحزاب، يبرز اسم محمد عبو، الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، حيث أعلن الحزب منذ مؤتمره الأخير ترشيح عبو للانتخابات الرئاسية.
وعبو هو محام وسياسي تونسي يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص، ويعتبر من أبرز المعارضين لنظام زين العابدين بن علي.
أما منجي الرحوي فيحمل شهادة الماجستير في “التصرف والمحاسبة”، وقد فاز في الانتخابات التشريعية 2014 بمقعد عن الوطنيين الديموقراطيين الموحد في دائرة جندوبة الانتخابية. ويعتبر من أبرز السياسيين ضمن الائتلاف اليساري للجبهة الشعبية التي تعرضت للانقسام إثر عدة خلافات عصفت بها في الآونة الأخيرة.
وتعتبر المحامية لدى محكمة التعقيب عبير موسي من أبرز القيادات في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، وتحمل شهادة الدكتوراه في الحقوق وشهادات في القانون الاقتصادي وقانون الأعمال.
ويعتبر السياسي والكاتب والطبيب لطفي المرايحي، الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، من بين الأسماء البارزة في السباق الرئاسي التونسي.
أما نبيل القروي، ممثل حزب “قلب تونس”، فهو رجل أعمل ومالك قناة “نسمة” التلفزيونية وممثل جمعية خليل تونس الخيرية، وهو من مؤسسي حزب “نداء تونس” إلى جانب السبسي وشخصيات سياسية أخرى.
وعلى الرغم من عدم اكتمال قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، فإن هذا لم يمنع ماكينة الدعاية التي بدأت في الدوران لخدمة عدد ممن أعلنوا نيتهم الترشح.
ووفقا لقانون الانتخابات يتوجب على الراغب في الترشح لمنصب الرئيس الحصول على تزكية من 10 نواب على الأقل أو تزكية 40 من رؤساء المجالس المحلية، أو تزكية 10000 من الناخبين من عشر دوائر مختلفة.