مواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين قرب القصر الرئاسي في الخرطوم
تجمع المهنيين يرفض "مبادرة بيرتس" للحوار بين الأطراف السودانية
استخدمت قوى الأمن السودانية، اليوم الأحد، الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، لمنع المتظاهرين ضد حكم العسكر من الوصول إلى القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، فيما أعلن تجمع المهنيين السودانيين رفضه لبيان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس، بشأن “مشاورات لحوار وعملية سياسية بين الأطراف السودانية لحل الأزمة في البلاد.
وأفاد شهود عيان، إلى وقوع إصابات بين المتظاهرين. فيما سلّمت مجموعة من الأطباء مذكرة إضافية للمكتب السامي لحقوق الإنسان، تنديداً بما قالت إنه “تعدي القوات الأمنية على المستشفيات والمرافق الطبية، أثناء الاحتجاجات السابقة”.
من جانبها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الأحد، أن أحد المصابين توفي متأثراً بجراحه، الأحد، بعد معاناة في العناية المكثفة، إثر إصابته برصاص حي في العنق.
وخرجت اليوم الأحد تظاهرات من جنوب الخرطوم متوجه إلى القصر الرئاسي، وذلك تزمناً مع انطلاق احتجاجات في أم درمان، وتجمعت في منطقة شارع الأربعين للمطالبة بمدنية الدولة، وذلك قبل يومين من انعقاد جلسة مغلقة لمجلس الأمن، الأربعاء، لبحث الأوضاع في السودان.
وأغلقت ولاية الخرطوم، الأحد، عدداً من الجسور وسط العاصمة السودانية. وقالت السلطات في بيان مقتضب أوردته وكالة أنباء السودان “سونا”: “سيتم إغلاق جسور النيل الأزرق، والنيل الأبيض، والمك نمر، فيما سيتم الإبقاء على جسور القوات المسلحة، والإنقاذ، وسوبا، والحلفايا مفتوحة”.
تجمع المهنيين يرفض مبادرة بيرتس
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، الأحد، رفضه لبيان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس، بشأن “مشاورات لحوار وعملية سياسية بين أصحاب المصلحة السودانيين لحل الأزمة في البلاد”.
وأضاف التجمع، في بيان نشره على فيسبوك، “نؤكد رفضنا التام لهذه الدعوة التي تسعى للدفع تجاه التطبيع مع المجلس العسكري”، مؤكداً أن “الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط المجلس العسكري”.
ووصف البيان الخطوات التي يقوم بها بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، بأنها “مثيرة للجدل ومفارقة للمهام الموكلة للبعثة التي يقودها”.
وفي المقابل، رحّب حاكم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، الأحد، بالمبادرة الأممية.
وقال مناوي: “نرحب بالمبادرة الأممية الدافعة للحوار بين السودانيين، الحوار هو العنصر المفقود الذي فشلت فيه النخبة وأفشلت معها البلاد.. كنا نأمل بقبول بعضنا البعض قبل جنوح للآخر.. كما طرحنا ذلك أكثر من مرة لفولكر بيرتس والآخرين.. ندعو أيضاً الاتحاد الإفريقي للانضمام معها”.
جلسة مغلقة لمجلس الأمن
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة مغلقة لبحث آخر التطورات في السودان. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة “فرانس برس”، إن 6 من أصل 15 دولة عضواً في المجلس طلبت عقدها، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والنرويج وأيرلندا وألبانيا.
وأوضح دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه، أن صدور موقف مشترك عن المجلس بشأن السودان أمر “غير متوقع، وستعارضه الصين وروسيا”. وسبق لهذين البلدين أن أكدا مراراً أن الوضع في السودان شأن داخلي لا يهدد الأمن الدولي.
وأشار دبلوماسيون إلى أن الاجتماع سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس، إطلاع أعضاء المجلس على الوضع في البلاد منذ استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الأحد الماضي.
وتشهد السودان سلسلة من المظاهرات منذ إعلان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في 25 أكتوبر الماضي، حل مجلسي السيادة والوزراء وتعطيل الوثيقة الدستورية، ما عدته قوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية للحكومة السابقة، “انقلاباً عسكرياً”.
ولم تهدأ التظاهرات على وقع الاتفاق السياسي الذي وقعه حمدوك مع البرهان في 21 نوفمبر الماضي، والذي عاد بموجبه إلى منصبه، قبل أن يستقيل، الأحد الماضي.