مواجهات ساخنة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في الضفة الغربية
نتنياهو يعلن استمرار "العملية العسكرية" ضد قطاع غزة
عم الإضراب الشامل الضفة الغربية وأراضي الـ48، وتجددت المسيرات الاحتجاجية، اليوم الثلاثاء، وشهدت عشرات مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي مواجهات غير مسبوقة بين المحتجين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالرصاص الحي، بعضها خطير.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل 46 إصابة بالرصاص الحي خلال مواجهات الضفة، بينها إصابتان خطيرتان في الرقبة والبطن. وأفاد مراسل العربية/الحدث بمقتل فلسطيني إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب رام الله.
ولاحقا، أعلنت حركة فتح إصابة جندي إسرائيلي في اشتباكات مع قوات الاحتلال على مدخل البيرة الشمالي، وسط إطلاق نار كثيف تجاه المسيرة التي انطلقت من المنطقة.
وكان مصدر قد أكد في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار لمواجهة التظاهرات الفلسطينية.
إضراب شامل
جاء ذلك، بعد أن عم الإضراب الشامل الضفة الغربية وأراضي الـ48، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والقصف المتواصل منذ الأسبوع الماضي على غزة، مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 237 بينهم عشرات الأطفال، في حين قتل 12 من الجانب الإسرائيلي.
فقد أقفلت معظم المحال التجارية، فضلا عن المصارف والمدارس والمؤسسات التعليمية، أبوابها اليوم في الضفة.
العدوان مستمر
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية في قطاع غزة ستتواصل لأيام قادمة، ملوحا بأن “المعادلة سوف تتغير بعدها”، في حين واصلت قوات الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع جوا وبرا وبحرا منذ فجر اليوم الثلاثاء. في المقابل، ردت المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية استهدفت عددا من المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
وإضافة إلى تصريحات نتنياهو، قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في بيان مصور إن “القتال لن يتوقف حتى نصل إلى تهدئة شاملة وطويلة الأمد”.
من جهته، قال متحدث باسم الاحتلال إن الجيش سيواصل عملياته في غزة تماشيا مع قائمة أهدافه للساعات الـ24 المقبلة، مضيفا في تصريحات للإذاعة العسكرية “نحن لا نتحدث عن وقف لإطلاق النار، نحن نركز على إطلاق النار”.
القسام تقصف
وقالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها قصفت حشدا عسكريا قرب مستوطنة “نير عام” المحاذية لقطاع غزة بقذائف الهاون.
وبُثت مقاطع مصورة تظهر آثار قصف صاروخي من غزة استهدف بئر السبع، ومقاطع أخرى لنقل جرحى في قصف على أشكول إلى مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي.
وقالت كتائب القسام إن “الضربة الصاروخية التي وجهناها ضد أشكول وأدت لمقتل اثنين كانت بصواريخ من طراز “كيو20″ (Q20)”.
من جهتها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش طلب من سكان مجلس أشكول الإقليمي الدخول إلى الملاجئ والمناطق المحصنة، ووقف حركة القطارات بين تل أبيب وبئر السبع بداية من الساعة السابعة مساء بسبب الأوضاع الأمنية.
من جهته، قال مصدر صحافي إن صواريخ سقطت على معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوت في عسقلان مع إطلاق الفصائل الفلسطينية دفعة صاروخية جديدة.
غارات متواصلة
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت مصادر محلية إن مقاتلات الاحتلال شنت أكثر من 70 غارة جوية على مناطق شمالي القطاع منذ ساعات الفجر الأولى، كما أكد الجيش أنه بدأ تنفيذ هجمات تستهدف حي الرمال في مدينة غزة.
وأفاد نفس المصدر بأن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم موقعا للفصائل الفلسطينية شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وشقة في مبنى قرب مقر الأونروا، ومقر الجامعات في قطاع غزة.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة استهدفت مجمع أنصار الحكومي في حي الكتيبة غرب القطاع فجر اليوم، وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الطوابق العليا من مبنى سكني في حي النصر في غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن نحو 60 طائرة أطلقت أكثر من 110 صواريخ على قرابة 65 هدفا في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 220 فلسطينيا، بينهم 61 طفلا و36 امرأة، في حين أصيب نحو 1400 بجروح مختلفة.
استهداف منشآت مدنية وإغاثية وصحية
في غضون ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر مؤسسات أممية باعتزامه قصف مدرستي البراق والأقصى في قطاع غزة، موضحا أن هاتين المدرستين معدتان لإيواء العائلات، وأن إحداثياتهما موجودة لدى الجهات الدولية.
من جهتها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى مدارسها في قطاع غزة هربا من القصف الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم وكالة الأونروا قال للجزيرة إن مراكز الوكالة تستطيع إيواء 50 ألف شخص، ولكن الأعداد قد تزيد على ذلك.
وعلى الصعيد الطبي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدوة إن الوزارة تواجه أزمة حقيقية في ما يتعلق بالأدوية والمستهلكات الطبية وسيارات الإسعاف، وبحاجة فورية لمساعدات الإغاثة الدولية.
وأضاف القدوة أن الانتهاكات والاستهدافات الإسرائيلية طالت حتى الآن 21 مؤسسة صحية، مما تسبب في إعاقة عمل هذه المؤسسات وإعاقة وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق الاستهداف.
من جانبها، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المناطق تحسبا لوقوع مواجهات على نقاط التماس في الضفة الغربية وداخل مناطق الخط الأخضر.