موجة تعاطف كبيرة مع عائلة الضابط الفرنسي بلترام الذي ضحى بحياته لإنقاذ الآخرين
أثارت وفاة الضابط الفرنسي أرنوا بلترام يوم السبت بعدما أصيب بجروح بالغة أثناء عملية الاحتجاز التي نفذها مسلح في متجر ببلدة تريب جنوب غرب فرنسا الجمعة موجة من التعاطف مع عائلته. فيما توالت ردود الفعل والتعليقات الرسمية وغير الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تكريما لهذا الضابط الذي بادل نفسه برهينة كي ينقذها.
تهاطلت ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية تكريما للضابط الفرنسي أرنو بلترام الذي توفى صباح السبت متأثرا بجراحه وذلك بعد أن حل محل رهينة امرأة خلال عملية احتجاز رهائن نفذها مسلح الجمعة 23 آذار/مارس في سوبرماركت بمدينة تريب جنوب غرب فرنسا.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب هو الذي أعلن في تغريدة على تويتر عن وفاة الضابط الذي وهب حياته من أجل إنقاذ حياة الآخرين. وكتب: “لقد غادرنا المقدم أرنو بلترام. لقد مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى أبداً بسالته”.
من ناحيته، قال الرئيس الفرنسي ماكرون: “لقد توفي الضابط أرنو بلترام بطلا في حربه ضد الإرهاب. أقدم خالص التحيات والتقدير لعائلته وأصدقائه في الدرب كما أدعو جميع مواطنينا إلى تكريمه والترحم على روحه”. وواصل: “أدعو جميع الفرنسيين إلى الأخذ بعين الاعتبار الأخطار التي تستهدف بلادنا، لا سيما خطر الإرهاب. وأنا سأقوم بكل ما في وسعي لمحاربته وحماية بلادنا”.
ووجه مسجد باريس الكبير تحية “لشجاعة وقيم والتزام” الضابط.
الرئيس الفرنسي السابق هولاند يكرم الضابط “البطل والشجاع”
وبينما قامت الشرطة باعتقال مشتبه ثان للاشتباه بأن يكون لديه صلة بالمسلح المغربي الذي نفذ عملية الاحتجازبالمتجر، يسعى سكان مدينة كركاسون والبلدات المجاورة لها إلى تنظيم مسيرة شعبية “بيضاء” تكريما للضابط المتوفي ومن أجل “السلام”.
وقال تون ماك ميلان، الشخص الذي يريد تنظيم هذه المسيرة في تصريح لجريدة “لادبيش دو ميدي” “ليس من الممكن أن نبقى دون ردود فعل إزاء ما وقع في بلدة تريب وكركاسون. يجب علينا أن نتحرك”. ومن المتوقع أن يتم تنظيم هذه المسيرة يوم الأربعاء أو يوم السبت المقبلين.
من جهته، كرم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عبر تغريدة على توتير الضابط الفرنسي المقتول كاتبا: “لقد ضحى الضابط أرنو بلترام بحياته لإنقاذ حياة الآخرين. هذا البطل الشجاع يمثل شرف فرنسا وشجاعتها وعظمتها”.
من ناحيته، أعلن سدريك بلترام، شقيق الضابط الفرنسي المتوفي، أن “أخاه كان يدرك بأنه سيموت خلال عملية الاحتجاز لكن عمد ذلك من أجل مساعدة الآخرين”. وواصل: “لقد ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة أناس لا يعرفهم. لقد مات بطلا وقام بأكثر من واجبه”.
تنزيل العلم الفرنسي من قبل الدرك الوطني
وإلى ذلك، قرر الدرك الوطني الفرنسي تنزيل العلم اليوم السبت ترحما على روح الضابط المتوفي وهو “يقوم بواجبه” حسب المدير العام لهذه المؤسسة العسكرية.
وتعاطف الفرنسيون في غالبيتهم مع عائلة أرنو بلترام وعبروا عن حزنهم وغضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد سماع خبر وفاة الضابط الفرنسي.
وكتب أحد المغردين “علينا أن ننشر بشكل واسع صور الضحايا والضابط الفرنسي الذي ضحى بحياته ومصيره من أجل أن نعيش نحن في سلام ولا ننشر صورة المسلح الإرهابي”
فيما أضاف الصحافي الفرنسي توماس سكوتو عبر تغريده على توتير: «يجب أن نسمي أحد الشوارع الباريسية باسم أرنو بلترام لكي لا ننسى ما حدث ولكي تبقى ذاكرتنا دائما يقظة وتعرف الأجيال القادمة ما قام به هذا البطل الشريف”.
فيما أضاف مغرد أخر “يجب أن نخرج بالملايين إلى الشوارع لكي نتظاهر ونطالب بسجن كل المتشددين الدينيين الذين يشكلون خطرا على حياتنا”.
تدريبات للتعامل مع حوادث إطلاق نار داخل متجر
وأسفر حادث احتجاز رهائن في سوبرماركت ببلدة تريب في جنوب غرب فرنسا عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم منفذ العملية الذي يدعى رضوان لقديم، وهو شاب مغربي يبلغ من العمر 25 سنة معروف بتشدده الديني.
واستولى المسلح على سيارة وفتح النار على أفراد من الشرطة كانوا يركضون على الطريق ثم احتجز رهائن في متجر قبل أن تقتله الشرطة. فيما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” لاحقا في بيان نشرته أداته الدعائية “وكالة أعماق” على الإنترنت أن منفذ هجوم تريب هو جندي في التنظيم المتطرف.
وقال مولانس الذي يتولى التحقيق إن المهاجم الذي عرفه باسم رضوان (25 عاما)كان معروفا لدى السلطات لصلته بمتطرفين إسلاميين. وتابع “المراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات في 2016-2017 لم تكشف دلائل واضحة قد تؤدي بنا إلى توقع أنه سينفذ هجوما“.
وبلترام متزوج وليس لديه أولاد وشارك مؤخرا في كانون الأول/ديسمبر 2017 في تدريبات في كركاسون حول كيفية التعامل مع حوادث إطلاق نار داخل متجر.