موسكو تؤكد تقارير نقل المرتزقة إلى ليبيا بمساعدة أنقرة
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تؤكد تقارير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن، نقل المسلحين والمرتزقة إلى ليبيا بمساعدة من تركيا.
وقال بوغدانوف في كلمته في الغرفة الاجتماعية الروسية إن “نص مشروع القرار (الأمم المتحدة بشأن ليبيا) لم يذكر الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، على الرغم من أن مجموعة من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبلغون بانتظام عن نقل (الإرهابيين) إلى ليبيا. نلاحظ أيضا هذا، وهذا يحدث بمساعدة تركيا”.
ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم الأربعاء إن موسكو لا ترى مؤشرا على استعداد الطرفين المتحاربين في ليبيا لتنفيذ القرارات العسكرية والسياسية، التي تم التوصل إليها في مؤتمر برلين في يناير الماضي.
وأضاف بوغدانوف أن الهدنة، التي أعلنها خليفة حفتر قائد (الجيش الوطني الليبي) وفائز السراج رئيس الحكومة في طرابلس، في 12 من يناير كانون الثاني صامدة بوجه عام.
هذا وصرح رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان في وقت سابق، أن بلاده تحارب قوات “الجيش الوطني الليبي” بقيادة خليفة حفتر في ليبيا، مشيرا إلى سقوط عدد من القتلى في الجانب التركي هناك.
وقد كشف تقرير لوكالة الأنباء الفيدرالية الروسية الطرق التي يتم اعتمادها في نقل المرتزقة السوريين والمدربين العسكريين الأتراك إلى ليبيا، لدعم مليشيات طرابلس.
ووفقا للمعطيات التي تمكن مراسلو الوكالة من الحصول عليها، فإن الأموال اللازمة للإنفاق على الميليشيات ومشتريات الأسلحة تأتي من قطر، فيما تقوم الشركة العسكرية التركية الخاصة “سادات” بمهام تجنيد وإرسال المتطرفين في سوريا.
وفي المحصلة، ومنذ 24 ديسمبر من العام الماضي، نقلت أنقرة أكثر من 1200 إرهابي سوري إلى الجانب التركي، من خلال ممرات أعدت خصيصا لهذا الغرض.
وبعد أسبوعين من وصولهم إلى تركيا، تلقى المرتزقة تدريبات خاصة في معسكرات تقع بالقرب من مدينة إزمير في غرب البلاد. بعد ذلك، تم نقلهم على متن طائرات Wings و Africa Airlines، المملوكة لمواطن ليبي، إلى الأراضي الليبية. وهبطت الطائرات في مطار معيتيق بالقرب من طرابلس.
وأورد التقرير أنه “بناء على طلب الأجهزة الخاصة التركية، لم يتم تسجيل الركاب في الرحلات الجوية”.
وكان على متن إحدى الطائرات حمزة العمر، المسؤول بشكل خاص عن تدريب المتطرفين على التكتيكات القتالية في المدن وعمليات تفخيخ السيارات والطرق السريعة، فضلا عن المباني والمنشآت السكنية.
فضلا عن ذلك، أرسلت قيادة القوات المسلحة التركية أكثر من 50 مدربا عسكريا إلى شركة “سادات” العسكرية الخاصة إلى طرابلس، التي ستقوم بتدريب الجماعات المسلحة التابعة لحكومة سراج.
كما تم إرسال 20 من المتخصصين العسكريين في الجيش التركي إلى العاصمة الليبية: مهندسو الاتصالات والمبرمجون وضباط الأركان. أبرم هؤلاء الأشخاص عقودا شركة “سادات” حملت بشكل رسمي تسمية “دورات رفع الكفاءة”.
وكشفت الوكالة أن هذه الشركة العسكرية الخاصة قد فتحت مؤخرا فروعا لها في شمال سوريا، وكذلك مكاتب خاصة، لإبرام العقود مع المقاتلين السوريين الذين يرغبون في الذهاب إلى ليبيا للمشاركة في القتال إلى جانب ميليشيات طرابلس.
وبموجب العقود يحصل الإرهابيون على راتب شهري قدره 2000 دولار. وتم توقيع العقد لمدة ستة أشهر، في حين حصل المرتزقة على وعود بمنحهم الجنسية التركية في وقت لاحق.
وحسب البيانات الواردة، فإن شركة “سادات” تعتزم تشكيل وحدة عسكرية تحمل اسم “كتائب عمر المختار”، نسبة إلى أبرز الأبطال الليبيين الذين قاتلوا ضد المستعمرين الإيطاليين في بداية القرن العشرين.
وأبرز التقرير أن قطر تقوم بتمويل أنشطة “سادات” في ليبيا، مضيفا “في ليلة 29-30 يناير من هذا العام، غادرت سفينة شحن تابعة لشركة بانا ترفع العلم اللبناني، ترافقها فرقاطتان تابعتان للبحرية التركية، الميناء التركي في أزمير نحو طرابلس”.
وأضافت “كانت على متن السفينة أكثر من 80 قطعة من المعدات: 10 دبابات و 10 ناقلات جنود مصفحة، بالإضافة إلى عشرات الشاحنات وسيارات الجيب. وتم تسليم هذه التقنيات التي تم شراؤها من تركيا بأموال قطرية إلى حكومة طرابلس”.