موسكو ترفض مقترحات إسرائيل لحل أزمة الوكالة اليهودية
خلال اجتماعين عقدا في موسكو، مساء الأحد ومساء الاثنين، بين الوفد الإسرائيلي وممثلي وزارة العدل الروسية، رفضت روسيا الاقتراحات التي قدمتها إسرائيل لحل أزمة الوكالة اليهودية.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هايوم”، الاثنين، إن اجتماع موسكو، الذي عقد مساء الأحد، انتهى “دون نتائج”، وأن الروس لم يقبلوا الاقتراحات التي قدمها الإسرائيليون.
ونقل موقع “سروجيم” الإسرائيلي عن مسؤولين في إسرائيل قولهم إن الاجتماع كان “موضوعياً – ولكن من دون أي تلميح لكيفية حل الأزمة في الوقت الراهن”.
وأضافوا أن أهمية الاجتماع كانت تكمن في انعقاده “لكن على عكس التوقعات، لم نتمكن من فهم ما يريد الروس الذهاب إليه”، بحسب تعبيرهم.
وعقد الجانبان الإسرائيلي والروسي اجتماعاً جديداً في موسكو، مساء الاثنين، بحسب ما نقله الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد عن مسؤول إسرائيلي مطلع على مجريات الاجتماع، والذي قال إن الاجتماع انتهى أيضاً دون أي نتائج، ومن دون تحديد موعد لاجتماع إضافي.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الانطباع الذي ساد بين أعضاء الوفد الإسرائيلي، أنه يمكن حل أزمة الوكالة اليهودية عبر المسار الدبلوماسي فقط.
كما التقى السفير الإسرائيلي في موسكو أليكس بن تسفي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وبحث معه التوترات التي نشأت بين البلدين بسبب أزمة الوكالة اليهودية.
ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة ضد الوكالة اليهودية، والتي قد تؤدي إلى إغلاق مقرها ووقف أنشطتها في روسيا، في 19 أغسطس، ما لم يحدث أي تطور مفاجئ على المستوى الدبلوماسي قبل ذلك الحين.
وكانت محكمة موسكو عقدت جلسة استماع حول أنشطة الوكالة اليهودية في روسيا، الأسبوع الماضي، تقرر بعدها عقد جلسة أخرى في 19 أغسطس.
وقالت الوكالة اليهودية إن المناقشة، الخميس الماضي، كانت مناقشة أولية، بينما ستكون المناقشة التالية مناقشة جوهرية.
اغلاق سابق
وفي منتصف تسعينات القرن العشرين، كات هناك محاولة أخرى لإغلاق الوكالة اليهودي في روسيا في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسين، ولكن تم التوصل في النهاية إلى حل حيث تقرر إنشاء هيئ محلية تولى تشغيل الوكالة.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن مراسلتها في موسكو قولها إنه على خلاف ما تروجه إسرائيل، لم يكن الكرملين وراء تصعيد أزمة الوكالة اليهودية انتقاماً من موقف إسرائيل من الحرب في أوكرانيا.
وقالت المراسلة آنا بارسكي إن ما يحدث في روسيا خلال السنوات الأخيرة، هو التضييق على المنظمات الأجنبية العاملة في البلاد، ولديها صلات قوية بالغرب “ما يعني أن التحرك القضائي ضد الوكالة اليهودية لم يكن موجهاً ضد إسرائيل.. ببساطة جاء الدور علينا”.
وأكدت أن الأمر يمكن أن ينتهي باتصال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوج بشكل مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد.
الروس “ينتقمون”
ويدعي المسؤولون الإسرائيليون أنهم “لا يعرفون” سبب التصعيد الروسي للأزمة في هذا التوقيت، مشيرين إلى أن السلطات الروسية “اعتادت انتقاد الوكالة اليهودية، التي كان يُنظر إليها على أنها تشجع هجرة الأدمغة من روسيا، وهي مشكلة تفاقمت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا”.
ومع ذلك، يعتقد قادة إسرائيل أن السبب الرئيس وراء استفزاز الروس “يكمن في عدم رضا موسكو عن الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا، أو الاستياء من أنشطة الجيش الإسرائيلي في سوريا، أو الإحباط من التأخير في نقل مجمع ألكسندر كورت في القدس إلى ملكية روسية – أو مزيج من كل ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أن هناك فرضية إسرائيلية أخرى تقول إن الروس “ينتقمون” من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الذي عبر عن “مواقف قوية” نسبياً ضد موسكو، ودان ما فعله الجنود الروس في ضاحية بوتشا شمال العاصمة الأوكرانية كييف.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلت عن وزير المالية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان تأكيده وجود اتصالات عدة بين إسرائيل وروسيا بشأن هذا الموضوع، لافتاً إلى أنه هو شخصياً “جزء من هذه الاتصالات”، التي قال إنها تجري “بعيداً عن عيون وسائل الإعلام”.
وأضاف: “هكذا ينبغي أن تدار الأمور، وعلينا أن نفهم أن الروس ينظرون إلى الوكالة اليهودية كمنظمة أميركية، وآمل أن نتمكن من تسوية الأزمة”.