موسكو تعرب عن قلقها من الاشتباكات بين أنصار الأسد وحكام سوريا الجدد

وتدعو القادة السوريين لإنهاء إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن

أعربت موسكو عن قلقها بشأن التصعيد المسلح بين أنصار الرئيس السابق بشار الأسد وقوات حكام سوريا الجدد، داعية القادة السوريين القادرين على التأثير في الأوضاع السورية ببذل كل ما في وسعهم لإنهاء إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن ومنع وقوع ضحايا بين المدنيين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، في تعليق نشر على موقع الوزارة الرسمي: “في هذه الظروف الحرجة، ندعو جميع القادة السوريين القادرين على التأثير على الوضع على الأرض إلى بذل كل ما في وسعهم لإنهاء إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن ومنع وقوع ضحايا بين المدنيين”.

وأضافت زاخاروفا، “في ظل الظروف الصعبة للمرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا حاليا ، فإن الحفاظ على الوفاق الوطني وتعزيز أمن المواطنين واحترام حقوقهم المشروعة بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني وهذا له أهمية قصوى”.

وأكدت أن روسيا “قلقة من التصعيد الحاد للوضع في سوريا.”

وأشارت الى أن بلادها تؤكد “موقفها الداعم لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسلامة أراضيها”.

وتابعت زاخاروفا: “نأمل أن تساهم جميع الدول التي لها تأثير على الوضع في سوريا في تهدئته، ونحن ملتزمون بتنسيق الجهود عن كثب مع الشركاء الأجانب من أجل تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن”.

وكانت القوات العسكرية التابعة لحكام سوريا الجدد قد أعلنت أمس الخميس، أنها تخوض اشتباكات في غرب البلاد مع مجموعات مسلحة قالت إنها تابعة للنظام السوري القديم.

فيما ذكر مصدر بإدارة الأمن العام في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح لـ”سانا”، أنه بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قوات الأمن العام في مدينة جبلة من اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق بسوريا.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تصاعد التوتر في قرى اللاذقية، مع رصد تحركات عسكرية مكثفة وعمليات قصف جوي نفذتها مروحيات تابعة قوات حكام سوريا الجدد.

بداية الأحداث

وأفاد شهود عيان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن التوتر بدأ عقب اقتحام مجموعة عسكرية ملثمة تابعة للسلطة الجديدة منزل أحد المواطنين في الدالية واعتقاله، ما أثار غضب الأهالي الذين عبروا عن مخاوفهم من مصير مماثل لما حدث لمعتقلين آخرين عُثر على جثثهم لاحقاً.

وشهدت مناطق الساحل السوري تصعيدًا أمنيًا متزايدًا مع استمرار العمليات العسكرية التي تشنها قوات وزارتي الدفاع والداخلية التابعة لحكام سوريا الجدد لملاحقة عناصر من أنصار الأسد، وذلك عقب سلسلة هجمات استهدفت القوات الأمنية.

وقد تم إرسال تعزيزات عسكرية واسعة إلى اللاذقية وطرطوس، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل 78 شخصًا، بينهم 37 عنصرًا من القوات النظامية، و34 مسلحًا، و7 مدنيين، إلى جانب عشرات المصابين والمفقودين، وسط تقارير عن عمليات تصفية ميدانية.

وامتد التوتر إلى مدن وبلدات عدة، أبرزها اللاذقية، الحفة، المختارية، والشير، فيما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات إعدام نفذها عناصر الأمن الداخلي بحق 69 شخصًا من الطائفة العلوية، وسط مشاهد مروعة، ما يرفع حصيلة اليومين الماضيين إلى 147 قتيلاً، بعضهم أعدم ميدانياً.

في الأثناء، بدأت قوات الأمن اقتحام مدينة القرداحة بعد تعزيزات تضمنت دبابات ومصفحات، إثر سيطرة مسلحي جيش النظام السابق على عدة قرى.

كما أحكمت القوات سيطرتها على بانياس، حيث تقوم بعمليات تمشيط مكثفة، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق جبلية بالساحل، في ظل تعزيزات عسكرية متواصلة لاحتواء التصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى