ميليشيات الحوثي تستهدف المدنيين والمنشآت الاقتصادية السعودية
إدانات عربية ودولية واسعة للهجمات الإرهابية وتحذير من تأثيرها على إمدادات الطاقة العالمية
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الجمعة، إن ميليشيات الحوثي استهدفت مدنيين ومنشآت اقتصادية في السعودية، فيما حذّرت المملكة من أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، بينما نددت دول أوروبية وعربية بـ”الهجوم الحوثي”.
واستهدفت الهجمات محطة لشركة أرامكو النفطية بجدة، وخزانات الشركة الوطنية للمياه بظهران الجنوب، ومحطة للكهرباء بصامطة فيما تصدت الدفاعات السعودية لهجمة بصاروخ باليستي استهدفت محطة نفطية بجازان ومسيرة مفخخة كانت تستهدف نجران.
ولم تؤد الهجمات إلى وفيات أو إصابات، ولكنها أحدثت أضراراً مادية طالت بعض المركبات المدنية وكذلك المباني السكنية.
وحذّر مصدر بوزارة الطاقة السعودية، الجمعة، أن تلك الهجمات من شأنها زعزعة إمدادات الطاقة العالمية، وجدد التأكيد على ما أعلنت عنه السعودية سابقاً، من أنها “لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميلشيات الحوثية المدعومة من إيران”.
ونبّه إلى ضرورة أن يعي العالم خطورة تزويد إيران، جماعة الحوثي، بـ”تقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة”.
إدانة عربية ودولية
وأثارت الهجمات الحوثية إدانة دولية واسعة، إذ أعربت مصر الإمارات وقطر والمملكة المتحدة عن استنكارهم لتلك الهجمات ووقوفهم إلى جانب المملكة.
وتلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعرب فيه عن إدانته للهجمات ووقوف مصر الدائم إلى جانب المملكة، مشدداً على “الارتباط الوثيق بين أمن واستقرار البلدين الشقيقين”.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون الهجمات “بشدّة” قائلاً إن اعتداءات الحوثيين تعرض حياة المدنيين للخطر ويجب أن تتوقف.
كما أعربت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، عن إدانتها لتلك الهجمات قائلة: “اعتداء شنيع على جدة اليوم، يأتي بعد اعتداءات مماثلة نفذها الحوثيون قبل أسبوع. أدين هذا الفعل المتهور وأدعو إلى وقف فوري لهذا العنف”.
وقالت الإمارات إنها تدين وتستنكر “استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية، والمنشآت الاقتصادية والحيوية في عدد من المواقع في المملكة، من خلال صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار مفخخة”.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن” استمرار هذه الهجمات لميليشيا الحوثي الإرهابية يُعد تحدٍ للمجتمع الدولي والمساعي المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية”.
وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف المنشآت النفطية بجدة وجازان واعتبرت استهداف المنشآت النفطية والمرافق الحيوية “عملاً تخريبياً خطيراً” ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية، ومن شأنه التأثير على أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم.
وجددت موقفها الثابت الرافض للعنف واستهداف المنشآت الحيوية مهما كانت الدوافع والأسباب.
التحالف العربي
وأفاد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، العميد تركي المالكي، بأن الدلائل والإشارات تفيد بأن الهجوم الذي تعرضت له محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة تشير إلى أن وراءه “المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران” حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وأعلن التحالف أن الدفاعات السعودية دمّرت صاروخاً باليستياً، أطلقه الحوثيون تجاه جازان، ومسيرةً مفخخة أطلقوها تجاه نجران.
وقال التحالف في بيان إن الهجوم على خزانات المياه بظهران خلف أضراراً مادية في بعض المركبات المدنية، والمنازل السكنية.
نشاطات مشبوهة
وأشار التحالف العربي في اليمن إلى أن الهجمات التي استهدفت خزّانات المياه بظهران الجنوب انطلقت من مطار صنعاء الدولي، فيما انطلقت الهجمات التي استهدفت محطة أرامكو بجدة ومحطة الكهرباء بصامطة من مدينة الحديدة.
وأضاف أن الحوثيين استخدموا مواقع “ذات حماية خاصة” لاستهداف المدنيين والمنشآت الاقتصادية.
وشدد التحالف على أنه لا يزال يراقب “نشاطات مشبوهة لإطلاق هجمات عدائية من مواقع ذات حماية خاصة”، مضيفاً: “ما زلنا نمارس ضبط النفس”.
وكان التحالف أعلن أن الدفاعات السعودية دمرت 6 مسيرات مفخخة، أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية فجر الجمعة.
هجوم أرامكو
من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، إن الهجوم على محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدّة، حدث بمقذوف صاروخي، بالتزامن مع تعرّض محطة “المختارة” في جازان لهجوم مماثل، مضيفاً أن “هذه الهجمات الإجرامية، لم تسبب إصابات أو وفيات”.
وأعرب المصدر عن “إدانة المملكة، الشديدة، لھذه الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والمناطق المدنية انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية”.
وجدد المصدر التأكيد على ما أعلنت عنه السعودية سابقاً، من أنها “لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التخريبية المتواصلة التي تتعرض لها منشآتها البترولية من الميلشيات الحوثية المدعومة من إيران”.
وأشار المصدر إلى الآثار الجسيمة التي تترتب على استهداف قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، الأمر الذي “سيُفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلى الأسواق العالمية، وهو ما يهدد، بلا شك، أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية”.
تستهدف استقرار إمدادات الطاقة
وأضاف المصدر: “بات واضحاً أن هذه الهجمات التخريبية الإرهابية، ومن يقفون وراءها، لا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلباً في الاقتصاد العالمي، خاصةً في هذه الظروف بالغة الحساسية التي يشهدها العالم وتشهدها أسواق الطاقة العالمية”.
ودعا المصدر ذاته دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الاعتداءات، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها”.