ميليشيات مسلحة ترتكب مذبحة بحق مئات المدنيين في شمال شرق إثيوبيا
أعلنت إدارة إقليم الصومال الإثيوبي الثلاثاء، أن ميليشيات مسلحة من إقليم عفر المجاور هاجموا بلدة تابعة لسلطة الإدارة ونهبوها، في أحدث تصعيد في نزاع محلي على الحدود، مما يزيد التوتر الأوسع نطاقاً في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي.
وقال علي بيديل، المتحدث باسم إدارة الإقليم لرويترز، إن “ميليشيات مسلحة من إقليم عفر ارتكبت مذبحة بحق مئات المدنيين، السبت، في بلدة معروفة باسم جدامايتو وكذلك تعرف باسم غابراييسا وتقع في قلب نزاع حدودي قديم بين الإقليمين في شمال شرق إثيوبيا“.
ولم ترد حكومة إقليم عفر بعد على طلب بالتعقيب، بحسب وكالة رويترز. غير أن تقريراً داخلياً للأمم المتحدة اطلعت عليه الوكالة، أفاد بنشوب قتال في جدامايتو أصيب خلاله عدد غير معروف من الجانبين.
تنافس المجموعات العرقية على السلطة والموارد
وتحاول إثيوبيا احتواء زيادة العنف مع تنافس الأقاليم والمجموعات العرقية على السلطة والموارد. واندلعت أسوأ أعمال العنف في إقليم تيغراي في الشمال في أواخر 2020، وهو صراع لا صلة له بنزاع إقليمي الصومال وعفر.
وتحدث مسؤولان كبيران بالحكومة الصومالية عن وقائع مماثلة، وقال أحدهما إن مئات أصيبوا.
وذكرت نشرة أمنية داخلية أصدرتها الأمم المتحدة الاثنين، أنه “دار قتال” بين قوات إقليمي عفر والصومال في جدامايتو مما تسبب في “إصابة عدد غير معلوم” من الجانبين.
وقال المتحدث الصومالي إن “شباناً غاضبين” عمدوا بعد الهجوم إلى سد طريق رئيسي في إقليم عفر، يربط أديس أبابا العاصمة بالميناء البحري في جيبوتي المجاورة.
ولم يفصح عن انتماء هؤلاء الشبان. وقال دون الخوض في التفاصيل إن “الحكومة تحاول تهدئة الوضع”.
القتال يتمدد خارج إقليم تيغراي
وتأتي هذه التطورات، في وقت يتمدد القتال خارج إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، إذ ناشد إقليم أمهرة “كل الشباب” الأحد الماضي، بحمل السلاح في وجه مقاتلي تيغراي، الذين أعلنوا سيطرتهم على بلدة في أمهرة للمرة الأولى منذ نشوب الصراع.
ونقلت وسائل إعلامية رسمية في أمهرة عن رئيس حكومة الإقليم القول: “أدعو كل الشباب بالمنطقة، المسلحين بأي أسلحة، من الحكومة أو الخاصة، إلى الانضمام إلى مهمة الحرب ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي اعتباراً من الغد”.
وجاءت الدعوة للتعبئة العامة، بعدما قال متحدث باسم حزب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في رسالة نصية لرويترز، إن قواته سيطرت على بلدة أدي أركاي في أمهرة، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقالت مارثا أبيباوي، التي تقيم في أدي أركاي في تصريح لرويترز، إنها غادرت البلدة الجمعة. وأضافت أنه بعد مغادرتها بقليل سمعت بسيطرة قوات تيغراي على البلدة وأنها لم تتمكن من الوصول لأسرتها منذ ذلك الحين.
ولم يرد متحدثون عن رئيس الوزراء والجيش الإثيوبي وقوة المهام الحكومية لتيغراي على اتصالات لطلب التعقيب.
واندلعت في نوفمبر الماضي، الحرب بين الجيش الإثيوبي وقوات حزب الجبهة الشعبية الذي يحكم المنطقة الواقعة بأقصى شمال البلاد.
وأعلنت الحكومة بعدها بثلاثة أسابيع النصر عقب سيطرتها على مقلي عاصمة الإقليم لكن الجبهة واصلت القتال.
واستعادت الجبهة في نهاية يونيو السيطرة على مكيلي ومعظم مناطق الإقليم بعد انسحاب القوات الحكومية، ثم نقل مقاتلو تيغراي بعد ذلك هجومهم الأسبوع الماضي إلى إقليم عفر المجاور.
ولإقليم عفر أهمية استراتيجية إذ يمر عبره الطريق الرئيسي وخط السكك الحديدية اللذان يربطان العاصمة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري.
وأودى القتال بحياة آلاف وأدى إلى نزوح زهاء مليونين في حين يعتمد أكثر من 5 ملايين فرد على مساعدات غذائية طارئة.