نائب أردوغان يتوعد المعارضة التركية بالعقوبات
توعد نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا بن علي يلدريم، الذي لم يحظ بأي منصبٍ حكومي منذ خسارته في انتخابات بلدية اسطنبول في مارس 2019، أحزاب المعارضة التركية بالعقوبات.
وقال بن علي يلدريم، المسؤول البارز في الحزب الحاكم والذي شغل في السابق عدّة مناصبٍ مهمة في بلاده أبرزها رئاسة الحكومة والبرلمان وكان كذلك وزيراً للنقل، إن “أعضاء حزبنا حققوا نجاحاً ملفتاً بعد فوزهم في كل الانتخابات التي شاركوا فيها منذ أكثر من 20 عاماً”، مهدداً الأحزاب المعارضة بـ”العقوبة التي يستّحقونها في الذكرى المئوية لتأسيس تركيا والتي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2023”.
وأضاف، خلال تجمّع لأنصار حزبه في فندقٍ بمدينة إزمير الساحلية اليوم الأربعاء، أن “أولئك الذين يشتكون بلادنا إلى الخارج، والذين يشاركون في كل أنواع العمل الذي لن يفيد بلادنا، سوف نمنحهم العقوبة التي يستّحقونها في الذكرى المئوية للجمهورية في انتخابات عام 2023″، متابعاً في خطابه الموجّه لأنصاره: “بدون 2023، لن يكون عام 2024″، في إشارة إلى استبعاد خسارة حزبه في تلك الانتخابات.
وتابع يلدريم (66 عاماً): “لقد أنجزنا تحضيراتنا للانتخابات بشكلٍ جيدٍ للغاية في أزمير وأيضاً في عموم أنحاء تركيا”، مهنئاً أعضاء حزبه على “المشاركة المكثفة” ومشيداً بدور الشباب في الانتخابات المقبلة التي ستعقد في يونيو من العام 2023 إن لم تشهد البلاد انتخاباتٍ مبكّرة قبل ذلك الموعد.
وتعليقاً على تصريحات رئيس الحكومة والبرلمان التركي السابق، شددت محللة سياسية تركية على أن “قادة الحزب الحاكم يرون أن لا مكان لهم في مستقبل تركيا، ففي الانتخابات المقبلة قد يخرجون من السلطة”.
خسارة الانتخابات
وقالت تاجيره بكتاش المحللة السياسية التركية، إن “تهديدات بن علي يلدريم تؤكد أن حزب العدالة والتنمية لم يعد يحظى بأي فرصة للنجاح في الانتخابات المقبلة، ولذلك هو كان يعبّر في تصريحاته عن رغبة حزبه في تعقيد الحياة السياسية في تركيا لاسيما من جهة إعادة تلك الانتخابات” إذا ما فازت فيها الأحزاب المعارضة.
وأضافت أن “نائب رئيس الحزب الحاكم والذي توارى عن الأنظار لبعض الوقت قام بتهديد المعارضة لهدف آخر وهو منح أنصاره بعض الأمل حيال إمكانية فوز حزبه في الانتخابات المقبلة سيما وأن حظوظ العدالة والتنمية في تجاوز تلك الانتخابات تتلاشى”.
وتطرق يلدريم، الذي يُعد من أقرب المقرّبين إلى أردوغان، في خطابه بإزمير كذلك للاتهامات التي وجهها زعيم المافيا التركية سادات بيكر قبل أشهر لابنه الذي قال إنه يتاجر بالمخدرات، معتبراً أنها “أكاذيب وافتراءات” على حدّ تعبّيره.
وكشفت مصادر مقرّبة من يلدريم، أنه “يتوقع استلام منصبٍ جديد ومهم بعد الانتخابات التي ستشهدها تركيا في العام المقبل”، خاصة وأنه يُعرف بولائه المطلق للرئيس أردوغان وهو ما يجعل إمكانية وصوله لمناصب مهمة في المستقبل أمراً في غاية السهولة.
وكان نائب رئيس الحزب الحاكم يشغل رئاسة البرلمان لكنه استقال من هذا المنصب في عام 2019 ليشارك في الانتخابات البلدية كمرشحٍ لرئاسة بلدية اسطنبول التي خسر فيها مرتين بعدما طالب حزبه بإعادتها. وهو منذ ذلك الحين نادر الظهور على وسائل الإعلام. وسجّل يلدريم اسمه في تاريخ بلاده كآخر رئيسٍ للوزراء في أعقاب بدء العمل بالنظام الرئاسي الجديد الذي دخل حيّز التنفيذ في يونيو 2018 والذي ألغى هذا المنصب نهائياً بعد نقل كامل صلاحيات رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية.