نتنياهو وغانتس سيواصلان مشاورات تشكيل الحكومة الإسرائيلية
اتّفق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو مع رئيس حزب “كحول لفان” الوسطي بيني غانتس مساء الإثنين على مواصلة المباحثات الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة بعد انتخابات أوصلت بنتائجها البلاد إلى طريق مسدود.
وحلّ التحالف الوسطي “أزرق أبيض” بزعامة رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس في المرتبة الأولى في انتخابات الثلاثاء الفائت بفوزه بـ33 مقعداً من أصل 120 في البرلمان، بينما حلّ الليكود ثانياً بفارق مقعدين.
لكنّ كلا الطرفين يبقى عاجزاً، حتى مع دعم حلفاء كل منهما، عن بلوغ أكثرية الـ61 نائباً الضرورية للحصول على غالبية مطلقة في الكنيست وبالتالي تشكيل حكومة أكثرية.
ويعود للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تسمية رئيس الحكومة المكلّف بعد مشاورات نيابية.
والإثنين دعا الرئيس الإسرائيلي إلى تشكيل “حكومة وحدة”، وأجرى في مقرّ إقامته في القدس محادثات مشتركة مع نتانياهو وغانتس.
وعقب اللقاء الثلاثي صرّح الرئيس الإسرائيلي أن “مسؤولية تشكيل الحكومة تقع عليكما. الشعب ينتظر منكما ان تجدا حلا (…) وإن كنتما ستدفعان الثمن على الصعيد الشخصي أو الأيديولوجي”.
وأجرى نتنياهو وغانتس بعدها محادثات مقتضبة واتفقا على مواصلة المباحثات يومي الثلاثاء والأربعاء عبر ممثليهما.
وجاء في بيان مشترك أن نتانياهو وغانتس “بحثا سبل دفع وحدة إسرائيل قدما واتفقا على عقد رئيسي فريقيهما التفاوضيين اجتماعا غدا”.
ومن المرتقب أن يجتمع رئيسا الفريقين التفاوضيين: ياريف ليفين عن حزب الليكود ويورام توربوفيتش عن التحالف الوسطي “أزرق أبيض” الثلاثاء، على أن يجتمع نتانياهو وغانتس مجددا الأربعاء في مقر إقامة الرئيس لبحث ما توصّل إليه فريقاهما.
ومن المتوقّع أن يعلن ريفلين اسم المرشّح لمهمة تشكيل حكومة إسرائيلية الأربعاء، عندما يتم تسليمه النتائج الرسمية النهائية للانتخابات، وسيكون لدى رئيس الوزراء المكلّف مهلة 28 يوماً للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد هذه المهلة أسبوعين إضافيين.
وخلال الاستشارات النيابية التي أجراها ريفلين حصل نتانياهو على 55 توصية مقابل 54 توصية لغانتس.
وهذه المحادثات حساسة بالنسبة إلى الزعيم اليميني لأنه يواجه تهماً محتملة بالفساد قد توجه إليه رسمياً في الأسابيع المقبلة بناء على جلسة استماع ستعقد أوائل تشرين الأول/أكتوبر.
وهو يعتمد على حصانة برلمانية في حال اتهامه رسمياً، لكن سيكون من الصعب أن يحصل على هذه الحصانة من النواب إذا لم يكن رئيساً للحكومة المقبلة.
وأبلغ رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة الرئيس الإسرائيلي أنّ “أولوية القائمة هي إطاحة نتانياهو، من هنا دعمها لغانتس لتشكيل الحكومة المقبلة”.
وأضاف عودة “في عهد نتنياهو، بتنا غير شرعيين في السياسة الإسرائيلية (…) لذلك نحن نريد منع نتانياهو من أن يصبح رئيساً للوزراء”.
وهذه أول مرة ترشّح فيها أحزاب عربية شخصية لرئاسة الوزراء منذ العام 1992، حين أتاح دعم خمسة نواب من عرب إسرائيل لإسحق رابين الحصول على غالبية قبل اتفاقات اوسلو.
أما أفيغدور ليبرمان الذي لا يستطيع أيّ من نتانياهو أو غانتس تشكيل حكومة بدونه فقال في مؤتمر صحافي قبيل لقائه ريفلين “لن نكون جزءاً من معسكر يضمّ الحريديم، لهذا السبب لن نوصي بنتانياهو”.
وتابع “لا يمكننا أن نوصي ببيني غانتس الذي قد يشكّل حكومة مدعومة من اللائحة العربية”، مضيفاً “الحريديم هم أخصام سياسيون لنا، لكنّ العرب أعداؤنا”.
وسيؤدي الرئيس الإسرائيلي، الذي يعدّ منصبه فخرياً، دورا حاسما في تسوية المأزق.
وإذا انتهت المهلة من دون أن يتمكّن رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة، عندها يمكن لريفلين نقل المهمة لشخصية أخرى.
وقال ريفلين إنه سيبذل كل ما في وسعه لتجنّب إجراء انتخابات أخرى قد تكون بانتظار الإسرائيليين في الربيع المقبل بعد الانتخابات التي انتهت إلى طريق مسدود في الأسبوع الماضي، لكنّ التوصّل إلى حلّ وسط بين نتنياهو وغانتس يبدو بعيد المنال.