نتنياهو ووزير حربه يؤكدان مواصلة الحرب على قطاع غزة
"حماس" ترفض اقتراحاً إسرائيلياً لوقف النار المؤقت مقابل إطلاق سراح الأسرى
في بيان مشترك للقادة الإسرائيليين الثلاثة، أكد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، عزمهم مواصلة الحرب على قطاع غزة، فيما رفضت حركة حماس اقتراحاً إسرائيلياً بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة شهرين من أجل إطلاق سراح الأسرى في القطاع.
ونقل البيان عن نتنياهو قوله: “كان يوم أمس (الاثنين) أحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب (في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023)، فقدنا 24 من خيرة أبنائنا الأبطال الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن”، وفق تعبيره.
وأضاف: “يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء فحص شامل للكارثة، وعلينا أن نتعلم الدروس ونفعل كل شيء من أجل سلامة جنودنا”.
وتابع نتنياهو: “في هذه الحرب هناك إنجازات كبيرة، بما فيها اليوم، في استكمال تطويق (مدينة) خانيونس (جنوب قطاع غزة)، ولكن هناك أيضاً أثمان باهظة جداً”، حسبما نقل البيان.
وأردف: “نحني رؤوسنا إجلالا لذكرى شهدائنا، ومع ذلك فإننا لا نتوقف لحظة عن السعي لتحقيق هدف لا يمكن تعويضه، وهو تحقيق النصر المطلق”.
ضربة موجعة
أما غالانت فقال إن “النبأ الأليم الذي تلقيناه بالأمس، عن وفاة 24 من مقاتلينا، خيرة أبنائنا (..) هو بمثابة ضربة موجعة”.
وأضاف في البيان: “تعمل قواتنا في عمق أراضي العدو، في خانيونس”.
من جهة ثانية، تابع غالانت: “نراقب كل ما يحدث في الشمال (على حدود لبنان)، حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقمت الآن بتقييم خاص للوضع بهذا الشأن”.
وأردف: “نحن مستعدون، لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لأي وضع قد يتطور في الشمال، لذلك يد واحدة نحو الجنوب (غزة)، وعين ساهرة نحو الشمال”.
بدوره، قال غانتس: “اليوم الأخير (الاثنين) مؤلم، هؤلاء هم جنود الاحتياط الذين تركوا كل شيء وتقدموا للدفاع عن دولة إسرائيل وحماية الرؤية الصهيونية”، وفق المصدر ذاته.
وأضاف: “ليس لدي أدنى شك أنهم عندما انطلقوا في مهمّتهم بالأمس، كانوا يعتزمون أن نستمر (في الحرب)، وهذا ما سنفعله”.
ويأتي البيان المشترك بعد تقارير عدة وردت خلال الأسابيع الماضية حول وجود خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية حول مسار الحرب ومدى تحقيقها لأهدافها، لاسيما في ظل كشف عدد من وسائل الإعلام العبرية والمسؤولين في تل أبيب عن انتقادات وجهها غانتس لنتنياهو، وسبل إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.
وصباح الثلاثاء، أعلن جيش الإسرائيلي مصرع 21 جنديا وإصابة آخر بجروح خطيرة، في معركة مع عناصر حركة “حماس” وسط قطاع غزة، وقعت عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، من ظهر الاثنين.
وذكرت هيئة البث العبرية أن الجنود قتلوا على خلفية “تفخيخهم لمبنيين في مخيم المغازي في قطاع غزة، أطلق على إثر هذه العملية عناصر حماس صواريخ مضادة للدروع، ما أدى لانفجار العبوات الناسفة وانهيار المبنيين فوقهم”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، الاثنين، مصرع 3 ضباط في معارك جنوب قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه إلى 24 في يوم واحد.
وبذلك يرتفع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب البرية على غزة في 27 أكتوبر، إلى 221، وفق هيئة البث العبرية.
حماس ترفض مقترحاً إسرائيلياً
من جانبها، رفضت حركة حماس اقتراحاً إسرائيلياً بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة شهرين من أجل إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، حسب ما أفادت وكالة “أمريكية” نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه.
وقالت الوكالة نقلا عن المسؤول: “حماس رفضت العرض المقترح”.
ويشار إلى حركة حماس تصرّ على الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار قبل إطلاق سراح الأسرى. إلا أن القيادة الإسرائيلية لا توافق على هذا الخيار.
وأضاف المصدر لوكالة “أسوشيتد برس” أن قادة حماس يرفضون مثل هذا العرض ويصرون على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وعودة سكانه إلى منازلهم.
وبحسب مصادر الوكالة، فإن إسرائيل تدعو أيضًا زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وغيره من كبار أعضاء الحركة إلى مغادرة غزة والانتقال إلى دول أخرى.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الاثنين، بأن إسرائيل قدمت خلال الأيام الماضية، مقترحًا لوقف القتال في قطاع غزة لمدة شهرين، ضمن اتفاق يقضي بإطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
ونقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن “إسرائيل قدمت لحماس اقتراحًا عبر قطريين ومصريين لوقف القتال لمدة تصل لشهرين، كجزء من اتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين”.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، تشمل المرحلة الأولى من الصفقة “إطلاق سراح نساء ورجال تزيد أعمارهم على 60 عامًا ورهائن في حالة طبية حرجة. أما المرحلة الثانية ستشمل إطلاق سراح مجندات ورجال تقل أعمارهم عن 60 عامًا من غير الجنود، وجنود من الرجال وجثث الرهائن. كما يشمل الاقتراح إعادة انتشار القوات الإسرائيلية بحيث يتم نقل بعضها من مراكز سكانية والسماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين لمدينة غزة”.
ويشير الاقتراح بوضوح إلى أن “إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب ولا على إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين المقدر عددهم بـ6000 سجين لديها”، بحسب “واللا”.