نتنياهو يتوعد بهجوم “قوي” على مدينة رفح ويقصف مستشفيات خانيونس
قادة أستراليا وكندا ونيوزيلندا يحذرون من النتائج "الكارثية" لهذا الهجوم
تتصاعد المخاوف الدولية من هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون فلسطيني محاصرين فعليا بعد فرارهم إلى جنوب قطاع غزة، حيث حذر قادة أستراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس إسرائيل من النتائج “الكارثية” المحتملة لشن عملية عسكرية برية في رفح، فيما توعّد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو بشنّ هجوم “قوي” على رفح.
وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة بنيامين نتانياهو “على عدم سلوك هذا المسار”، كما أعرب قادة الدول الحليفة لواشنطن عن قلقهم العميق من الحرب المستمرة منذ أشهر في غزة.
وقال البيان إن “عملية عسكرية في رفح ستكون كارثية. نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (…) ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه”.
ألمانيا: العملية الإسرائيلية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية
وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك الأربعاء، إن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية.
وأضافت بيربوك، في مؤتمر صحافي في القدس، خلال زيارتها إلى إسرائيل “ينتظر 1.3 مليون شخص هناك في مساحة صغيرة للغاية.. ليس لهم في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه الآن.. إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على رفح في هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية”.
الصليب الأحمر
كما حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن “الهجوم العسكري الإسرائيلي الوشيك على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة قد يكون له أثر خطير”، مطالبة باحترام “مبدأ الإنسانية الأساسي”.
وحذّرت اللجنة، في بيان على الموقع الإلكتروني، الأربعاء، من أن الأعمال العدائية الإسرائيلية المتزايدة والمستمرة في رفح تشكّل “خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين والبنى التحتية”.
نتنياهو يتوعد بهجوم قوي على رفح
وتوعّد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو بشنّ هجوم “قوي” على رفح، التي تؤوي أكثر من مليون نازح.
وقال إن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة حماس في رفح. وذكر نتنياهو على حسابه على تطبيق تيليغرام للتراسل “سنقاتل حتى النصر التام ويشمل هذا تحركا قويا في رفح أيضا بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال”.
مفاوضات القاهرة
جاءت هذه التصريحات فيما تستمر المفاوضات للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس الأربعاء في القاهرة وسط مخاوف من عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح.
ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها بريا.
وأضاف نتنياهو مساء الأربعاء في مقطع فيديو “لقد حررنا هذا الأسبوع اثنين من رهائننا في عملية عسكرية دقيقة. حتى الآن، حررنا 112 من رهائننا من خلال مزيج من الضغط العسكري القوي والمفاوضات الحازمة”.
وتابع: “هذا هو المفتاح لتحرير رهائننا المتبقين: الضغط العسكري القوي والمفاوضات الحازمة للغاية. وبهذا المعنى، أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما”.
ولم يورد نتنياهو تفاصيل عن مطالب حماس، لكن وفق مصادر داخل الحركة الفلسطينية، فإن الأخيرة تدعو إلى “وقف كامل لإطلاق النار”، في حين تقترح إسرائيل توقفا في القتال مصحوبا بالإفراج عن عدد من الرهائن الـ130 الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وفي السياق، أعلن مكتب نتنياهو، أن إسرائيل لم تتلق أي مقترحات جديدة من حركة “حماس” بشأن اتفاق إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع، خلال المفاوضات التي جرت في القاهرة.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو، اليوم الأربعاء: “لم تتلق إسرائيل أي مقترحات جديدة من “حماس” للإفراج عن رهائننا خلال مفاوضات القاهرة”.
وفي وقت سابق، أفاد موقع “والا” الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن نتنياهو قرر عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في مزيد من المشاورات حول المضي قدماً نحو اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.
ووفقاً للموقع، في محاولة لإحراز تقدم بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، عرض المصريون والقطريون إجراء مزيد من المفاوضات، لكن نتنياهو أكد أنه لا جدوى من ذلك حتى توافق “حماس” على تغيير موقفها، وخصوصا، عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
قصف وحصار المستشفيات
وتستمر جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ132، وفيما لم يتوقف القصف المدفعي والغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وتعرّضت مساء الأربعاء، مناطق في شمال غزة لقصف مدفعي إسرائيلي، ووسط القطاع أيضًا، نفّذ الجيش الإسرائيلي قصفًا عنيفًا استهدف المدنيين، حيث قتل 10 أشخاص على الأقل في استهداف الطائرات منزل عائلة أبو نويجع بمخيم النصيرات.
وقد أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم بارتفاع حصيلة ضحايا الحرب منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى ما لا يقل عن 28576 شخصًا، منهم 103 خلال الساعات الـ 24 المنصرمة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 68291.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس مستشفى الأمل ومجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، مما تسبب بخسائر بشرية ومادية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعرض محيط مستشفى الأمل لقصف إسرائيلي “عنيف”، أسفر عن أضرار مادية في المبنى، فيما أفاد مراسلنا بأنه تم نسف مباني سكنية في محيط المستشفى.
في غضون ذلك، قتل شخص وأصيب آخرون جراء استهداف الجيش الإسرائيلي لقسم العظام في مجمع ناصر الطبي، أعقبه اقتحام ساحة المجمع وإطلاق النار على أقسامه.
وناشد المحاصرون داخل مجمع ناصر الطبي بالتحرك العاجل لإنقاذهم، بعد إمهال الجيش الإسرائيلي لهم حتى الساعة السابعة من صباح اليوم لإخلاء المستشفى.
وقالوا إنه خلال خروجهم هاجمتهم جرافة عسكرية واضطروا للعودة إلى المشفى والاحتماء به، مطالبين الصليب الأحمر بإنقاذهم والتنسيق لضمان سلامة الطاقم الطبي وعشرات الجرحى ذات الأوضاع الحرجة.
وأجبرت قوات الجيش الإسرائيلي نازحين وأطباء وممرضين، على إخلاء المجمع والتوجه إلى رفح، فيما اعتلقت العشرات منهم، بينهم صحفيون وكوادر طبية، لدى محاولتهم الوصول إلى رفح.
وتفرض قوات الاحتلال حصارا مشددا على المجمع لليوم الـ25 على التوالي، وتستهدف قناصتها من يتواجدون داخله أو في ساحاته، الأمر الذي أدى إلى تقييد حركة الطواقم الطبية بين مبانيه، في ظل وجود 300 كادر صحي و450 مريضا وجريحا و10 آلاف نازح.