نتنياهو يعترف بقتل جيشه لموظفي الإغاثة الدوليين
إدانات دولية واسعة ومطالب بالتحقيق وحماية المدنيين في قطاع غزة
أقرّ رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن قتل 7 من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة World Central Kitchen، في غارة إسرائيلية بمدينة دير البلح في قطاع غزة، زاعماً أن تلك حادثة غير متعمدة.
وقال نتنياهو، “نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يحدث هذا الشيء مرة أخرى”.
ووقعت الغارة في وقت متأخر من مساء الإثنين، بعد ساعات من قيام المجموعة بإدخال المواد الغذائية عبر طريق بحري إلى شمال قطاع غزة.
وقال مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني كان ضمن الفريق الذي أحضر الجثث إلى المستشفى إن العمال كانوا في قافلة كانت متوجهة من شمال القطاع إلى رفح في الجنوب، عندما سقط صاروخ إسرائيلي عليها. وأضاف أن موظفي الهلال الأحمر العالمي أخبروه أن فريق الإغاثة كان في شمال القطاع لتنسيق توزيع مساعدات وصلت حديثًا، وكانوا عائدين إلى رفح عندما قتلتهم الغارة الإسرائيلية.
وطالبت عدة دول أوروبية، الثلاثاء، بتحقيق فوري وحماية المؤسسات الإنسانية في غزة، بعد أن قتلت إسرائيل 7 من موظفي منظمة World Central Kitchen، في غارة إسرائيلية، على الرغم من تنسيق تحركات المنظمة مع الجيش الإسرائيلي، والسير في منطقة خالية من الاشتباكات، بينما أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجوم شنته قوات إسرائيلية “بشكل غير مقصود”.
وأعلنت المنظمة وقف عملها في المنطقة، على أن يتم اتخاذ قرارات بشأن العمليات المستقبلية، إذ أصبح عملها رئيسياً في الجهود المحفوفة بالمخاطر والمشحونة سياسياً لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة.
مطالب دولية بالتحقيق
وفي هذا السياق، عبّرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، الثلاثاء، عن بالغ القلق إزاء الضربة الجوية التي قتلت عمال الإغاثة في غزة، داعية، عبر منصة “إكس”، إسرائيل، إلى “التحقيق سريعاً”.
بدورها، قدمت وزارة الخارجية البولندية تعازيها لأسرة متطوع بولندي سقط أثناء عمله في المنظمة، وقالت الوزارة في منشور على منصة “إكس”: “نتقدم بأحر التعازي لعائلة المتطوع الذي كان يقدم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وأضاف بيان الوزارة: “بولندا تعترض على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني، لقد طلب وزير الخارجية من السفير الإسرائيلي في وارسو تفسيرات عاجلة”.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في حسابه على منصة “إكس”: “لقد طلبت شخصياً من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة، وأكد لي أن بولندا ستتلقى قريباً نتائج التحقيق في هذه المأساة. أضم صوتي إلى تعازي أسرة متطوعنا الشجاع وجميع الضحايا المدنيين في قطاع غزة”.
المساءلة الكاملة
بدوره، تعرف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على الضحية الأسترالية، قائلاً إنها “تطوعت في أستراليا لمساعدة الناس أثناء حرائق الغابات، كما تطوعت لتقديم المساعدة من خلال هذه المؤسسة الخيرية للأشخاص الذين يعانون حرماناً هائلاً في غزة”.
وأضاف: “أستراليا تتوقع المساءلة الكاملة عن سقوط عمال الإغاثة، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً”، موضحاً أن الحكومة الأسترالية اتصلت بالحكومة الإسرائيلية مباشرة، وإن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة طلبت اتصالاً من السفير الإسرائيلي في أستراليا.
في السياق، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إنه يتعين على إسرائيل توضيح الظروف المحيطة بسقوط 7 من العاملين بمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” في غارة إسرائيلية وسط غزة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء، إن بريطانيا تنتظر “تفسيرات شاملة وشفافة” من إسرائيل بعد الغارة.
وأضاف وزير الخارجية “لا بد أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية، وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم”. وكتب على منصة “إكس”، أن لندن تتحقق من الأنباء التي تحدثت عن سقوط بريطانيين في الضربة.
حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني
وأدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الغارة الإسرائيلية، ودعا إلى إجراء تحقيق، وكتب بوريل على منصة “إكس”: “أدين الهجوم وأحض على إجراء تحقيق. رغم كل المطالبات بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، فإننا نرى ضحايا أبرياء جدد”.
أدان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اليوم الثلاثاء، بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص يعملون في مؤسسة الإغاثة “وورلد سنترال كيتشن” التابعة للطاهي الشهير خوسيه أندريس في غزة.
وقال في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن “حماية العاملين في المجال الإنساني ضرورة أخلاقية وقانونية يجب على الجميع الالتزام بها… لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه المأساة”.
ودانت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية التي قتلت سبعة من عمال الإغاثة في غزة، ودعت إلى إجراء تحقيق كامل.
ونشرت على منصة التواصل الاجتماعي إكس: “كندا تتوقع المساءلة الكاملة عن عمليات القتل هذه، وسننقل ذلك إلى الحكومة الإسرائيلية مباشرة. الضربات على العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة على الإطلاق”.
الأردن والإمارات
بدوره، شدد ملك الأردن عبدالله الثاني على منصة “إكس”، على ضرورة حماية الوكالات الإنسانية في غزة، قائلاً: “خالص التعازي لخوسيه أندريس وللمنظمة على الوفاة المأساوية لأعضاء فريقهم أثناء توصيل المساعدات الغذائية العاجلة لسكان غزة. نشكركم على تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية الوكالات الإنسانية بغزة”.
قالت وزارة الخارجية الإماراتية، الثلاثاء، إن الإمارات تدين “بأشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي – شريك دولة الإمارات في مبادرة أمالثيا لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال القطاع – والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العاملين في المجال الإغاثي الإنساني”.
وحمّلت دولة الإمارات إسرائيل “مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة، وطالبت بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني”.
وعبّرت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح، وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا ودولهم، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين.
وشدّدت الوزارة على “ضرورة الوقف الفوري للعنف، وتجنب استهداف المدنيين والمؤسسات والأعيان المدنية، والمؤسسات الإغاثية”، وطالبت بـ”عدم استخدام الغذاء سلاحا والكف من دون إبطاء عن فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية لها”.
إسرائيل تستهدف موظفي الإغاثة
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواكب أو شاحنات إغاثة من قبل القوات الإسرائيلية في القطاع المحاصر منذ أشهر.
فقد أدى حادث مماثل في يناير الماضي إلى مقتل أكثر من 120 فلسطيني برصاص إسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا حول شاحنات مساعدات في دوار الكويت شمال غزة.
كما أعلنت الأونروا استهداف شاحناتها أيضاً في أوقات سابقة.
وتتهم إسرائيل من قبل العديد من المنظمات الإنسانية بما فيها الأمم المتحدة بتنفيذ حصار قاتل على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وتضييق الخناق على دخول المساعدات في وقت بدأ شبح الجوع يلامس أكثر من 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع.