نتنياهو يغرق في أزمة الرهائن المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة

موجة غضب غير مسبوقة في إسرائيل تحمله مسؤولية قتل المحتجزين ودعوات للاضراب العام

تعرض رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، لهجوم ثلاثي من قبل وزير الحرب يوآف غالانت والمعارضة الإسرائيلية وعائلات المحتجزين، حيث حملته الأطراف الثلاثة مسؤولية تفاقم الأوضاع ومصرع الرهائن المحتجزين في ظل الإصرار على التمسك باستمرار القتال دون الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن قطاع غزة.

وفي ضربة كبيرة لمواقفه، طالب وزير الحرب الإسرائيلي المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للاجتماع فورا من أجل إلغاء قراره، الخميس، بالبقاء في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر.

وقال غالانت في بيان: “يجب على الكابينت أن يجتمع على الفور ويلغي القرار الذي اتخذ يوم الخميس. لقد فات الأوان بالنسبة للرهائن الذين قُتلوا بدم بارد. يجب علينا إعادة الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس”.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد قالوا إن مطلب نتنياهو بقاء قواته في محور فيلادلفيا يعرقل التوصل الى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في غزة.

وقد أصر غالانت في اجتماعات أمنية إسرائيلية على أن إخلاء القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا من أجل إتمام الاتفاق لن يضر بأمن إسرائيل مخالفا بذلك موقف نتنياهو.

أهالي المحتجزين

أما أهالي المحتجزين فقد ردت بغضب على توجيه نتنياهو اللوم لحركة “حماس” على مصرع عدد من أبنائهم وقالت في بيان: “عليك التوقف عن إلقاء اللوم على الجميع. تحمل المسؤولية عن أخطائك. تحمل مسؤولية التخلي. تحمل المسؤولية عن الرهائن الذين قتلوا في الأسر”.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال في بيان: “عثرت قوات الجيش، داخل نفق تحت الأرض في منطقة رفح على جثامين المحتجزين كرمل غات وعدين يروشلمي وهيرش غولدبريغ بولين والكسندير لوبنوف والموغ ساروسي وضابط الصف أوري دانينو وأعادتها إلى إسرائيل”.

وأضاف: “وبعد عملية التحقق من هويتهم التي تمت في معهد الطب الشرعي وجهات تابعة للحاخامية العسكرية وشرطة إسرائيل، قام فريق المخطوفين التابع لقسم القوى البشرية بإبلاغ العائلات”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: ” تقدر أجهزة الأمن أن المحتجزين الستة، الذين تم التعرف على جثثهم، الأحد، وقد عثر عليهم في نفق في رفح، قُتلوا بالأمس أو أول أمس على أبعد تقدير، خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة التي كانوا محتجزين فيها، على ما يبدو”.

وأضافت: “وكان من المنتظر أن يتم إخلاء سبيل كل من كرمل غات وعدن يروشالمي وهيرش غولدبرغ بولين في الدفعة الأولى من الصفقة المحتملة وذلك لأسباب إنسانية”.

تحمل المسؤولية عن أخطائك

وكان نتنياهو ألقى بالمسؤولية عن قتل المحتجزين الـ6 على كاهل حماس.

وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية: “في الأيام الأخيرة، وبينما كانت إسرائيل تجري مفاوضات مكثفة مع الوسيط في جهد أسمى للتوصل إلى اتفاق، تواصل حماس رفضها القاطع لكل المقترحات”.

وأضاف: “والأسوأ من ذلك أنها قتلت في نفس الوقت ستة من رهائننا. إن من يقتل الرهائن لا يريد التوصل إلى اتفاق، ومن جانبنا، لن نتراجع. إن حكومة إسرائيل ملتزمة، وأنا ملتزم شخصياً، بمواصلة السعي نحو التوصل إلى اتفاق يعيد كل رهائننا ويضمن أمننا ووجودنا”.

ولكن عائلات المحتجزين ردت بغضب غير مسبوق على نتنياهو وقالت في بيان: “توقف عن إلقاء اللوم على الجميع. تحمل المسؤولية عن أخطائك”.

وأضافت: “أنت رئيس الوزراء ومسؤولية إعادة المختطفين تقع على عاتقك. قرار تجاهل موقف المؤسسة الأمنية برمتها بشأن محور فيلادلفيا: الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد هو قراركم”.

وتابعت: “حماس ليست المسؤولة الوحيدة عن تقويض الصفقة، إذا تخليت عن 101 مخطوف، تصرف كقائد حقيقي وشجاع وأعلن أنك تخليت عنهم. توقف عن الاختباء وراء الأكاذيب والاتهامات الموجهة لمنظمة حماس”.

 وبإعادة 6 جثث من غزة يتبقى في القطاع 101 محتجز إسرائيلي يعتقد أن 34 منهم ليسوا على قيد الحياة.

نتنياهو يعرقل الصفقة

ونقلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية عن مسؤول حكومي رفيع: “الجمهور يفهم أن نتنياهو يعرقل صفقة حتى لا تسقط الحكومة”.

ويعارض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الاتفاق ويهددان بإسقاط الحكومة في حال القبول به أو الانسحاب من فيلادلفيا.

وبعد أن دعا وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، علنا الى التراجع عن قرار بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، قال سموتريتش في بيان “لن تسمح الحكومة بصفقة استسلام تتخلى عن أمن إسرائيل، ولكنها ستصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع بفرض ثمن أكبر من حماس وستكثف الحرب بقوة حتى تدميرها وإعادة الرهائن”.

وأضاف: “حماس قتلت مختطفينا على وجه التحديد من أجل جعلنا نستسلم وأن نقبل مطالبها والسماح لها بالبقاء وإعادة تأهيل قدراتها والعودة لمهاجمة إسرائيل”.

تقليص مساحة غزة

ودعا بالمقابل إلى تقليص مساحة قطاع غزة باحتلال أجزاء منها إلى الأبد، قائلا: “تحتاج قوات الجيش الإسرائيلي إلى التحرك لمسافة 2 كيلومتر من الحدود الحالية وتنظيف كل شيء في طريقها. هذه أرض لن تعود أبدا إلى غزة”.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية حددت منذ بداية الحرب أن على إسرائيل ألا تحتل قطاع غزة أو تقتطع أي جزء منه أو تعيد الاستيطان فيها أو فرض الحصار عليه.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أكثر من مناسبة إلى أن إسرائيل وافقت على هذه المبادئ.

وفي انتقاد آخر لنتنياهو قال الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس: “يحتاج رئيس الحكومة إلى حماية المختطفين ومواطني إسرائيل – وليس ائتلافه الذي يهيمن عليه المتطرفون”.

إضراب عام يوم الاثنين

من جانبه، دعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) إلى إضراب عام الاثنين، للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون لدى حركة حماس في قطاع غزة.

وناشد أرنون بار دافيد، جميع العمال المدنيين الانضمام إلى الإضراب، وقال إن مطار بن جوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءاً من الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش).

بلدية تل أبيب تشارك في الإضراب

وأعلن جهاز خدمات بلدية تل أبيب، في إشعار على صفحته على منصة فيسبوك الأحد، أنه سيشارك في إضراب لنصف يوم الاثنين تضامناً مع المحتجزين وعائلاتهم.

وسيجري تنظيم الإضراب بالتوازي مع بلديات عدة في أنحاء إسرائيل بعد إعلان العثور على جثامين 6 محتجزين في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ودعا زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد، إلى إضراب لإغلاق اقتصاد الدولة بهدف الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في قطاع غزة.

كما دعا لبيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقاً، كل إسرائيلي “تحطم قلبه هذا الصباح” إلى المشاركة في احتجاج كبير في تل أبيب في وقت لاحق الأحد.

وطلب لبيد من اتحاد العمال الرئيسي في إسرائيل والشركات والبلديات المشاركة في الإضراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى