نتنياهو يقترح وقف إطلاق النار على غزة من جانب واحد
أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي في زيادة مستمرة
أفادت مصادر سياسية، الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيقدم خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية مقترحا لوقف إطلاق النار على غزة من جانب واحد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم إن “نتنياهو سيقدم للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد”.
كما أفادت وسائل إعلام عربية، اليوم الخميس، قيام الحكومة الإسرائيلية بتبليغ الوسيط المصري، بشكل رسمي، عزمها إنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة.
ونقلت مصادر إعلامية اليوم، عن مصادر خاصة، معلومات أشارت فيها إلى أن “حكومة نتنياهو أبلغت الوسيط المصري رسميا عزمها وقف العملية العسكرية في غزة”.
تتكثف المساعي الدبلوماسية، اليوم الخميس، في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة، بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف الذي ردت عليه المقاومة بإطلاق دفعات جديدة من الصواريخ.
القسام تطلق صواريخ
وأعلنت كتائب القسام ظهر اليوم أنها أطلقت صواريخ باتجاه أسدود وبئر السبع وعسقلان، مما تسبب في إصابات بين الإسرائيليين، وقد اعترفت إذاعة جيش الاحتلال بأن 16 صاروخا أطلقت باتجاه مدينة أسدود.
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعا مختلفة من الأسلحة المحرمة دوليا.
وتقصف إسرائيل منذ 10 أيام قطاع غزة مستخدمة المدفعية والطائرات. وقد أدت هذه الضربات في استشهاد 231 فلسطينيا بينهم 65 طفلا و36 امرأة، وجرح ألف و710 آخرين في القطاع، بالإضافة إلى دمار هائل، إذ أُسقطت أبنية بكاملها وأُلحقت أضرار جسيمة بمبان أخرى، وبالبنى التحتية.
ومنذ الفجر، تتواصل الغارات على منازل وشوارع رئيسية في مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي شمالي قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة 9 مواطنين.
وأكدت مصادر فلسطينية أن البوارج الإسرائيلية البحرية استهدفت ساحل مدينة غزة بعدد من الصواريخ، وأن مدفعية جيش الاحتلال جددت قصفها على القطاع من جنوب عسقلان.
كما استهدفت غارة إسرائيلية منشأة صناعية شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلية إن حماس وجماعات مقاومة أخرى في غزة أطلقت نحو 4070 صاروخا باتجاه إسرائيل، وقد اعترضت “القبة الحديدية” غالبيتها.
خسائر إسرائيل
وعلى صعيد الخسائر البشرية الإسرائيلية، فقد خلفت صواريخ المقاومة 12 قتيلا كما أصيب العشرات بجروح.
سياسيا، وبعد دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن أمس لخفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار -ينص على وقف النار- إلى التصويت بمجلس الأمن بسبب عرقلة أميركية، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن “المحادثات غير المباشرة” مع حماس ضرورية لدفع الجهود نحو إنهاء الأعمال “العدائية”.
وأضافت ميركل “بالطبع يجب ضم حماس (إلى المحادثات) لأنه بدونها لن يكون هناك وقف لإطلاق النار”.
مساعي وقف النار
وبدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس زيارة إلى تل أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى تهدئة، غير أنه لن يلتقي ممثلين عن حركة حماس المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية بالاتحاد الأوروبي.
وعبّر ماس -في مؤتمر صحافي عقده صباح الخميس في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي- عن تضامنه، قائلا “نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار حق الدفاع عن النفس” داعيا في الوقت نفسه إلى وقف لإطلاق النار.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا اليوم على مستوى وزراء الخارجية يتناول “النزاع” الفلسطيني الإسرائيلي، ويشارك فيه الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش.
كما تقوم مصر ودول أخرى باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.
واليوم، قال مسؤول في حركة حماس، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية “توقعاتنا أن يتم الإعلان عن التهدئة خلال ساعات أو يوم غد، وهذا يتوقف على وقف الاحتلال عدوانه على غزة والقدس”.
وأضاف “هناك جهود واتصالات مكثفة تجري مع الاحتلال من جهة ومع حماس وفصائل المقاومة من جهة أخرى تبذلها مصر وقطر وأطراف أخرى” مشيرا إلى أن الفرنسيين والأميركيين “يشاركون في هذه الجهود”.
لكنه شدد على أن “لا شيء نهائيا حتى هذه اللحظة. المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات. إذا تواصل العدوان، فسيتواصل توجيه الصواريخ في اتجاه الاحتلال وجنوده”.
هدنة إنسانية
وقد دعا مسؤولون كبار بمنظمة الصحة العالمية اليوم إلى هدنة إنسانية في غزة للسماح بإدخال المساعدات، في ظل معاناة النظام الصحي بالقطاع من نقص شديد.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة أحمد المنظري “إغلاق نقاط الدخول والخروج أمام المرضى والمساعدات الصحية الإنسانية والقيود الشديدة على دخول الإمدادات الطبية يفاقم هذه الأزمة الصحية العامة”.
وأضاف “شدة الإصابات تثقل على النظام الصحي المضغوط بالفعل والذي يواجه نقصا شديدا بالأدوية والإمدادات الأساسية في الوقت الذي يكافح فيه أيضا جائحة كوفيد-19”.
وأما ريك بيبركورن -الذي يرأس مكتب المنظمة بالضفة والقطاع- فقد قال إن قافلة أممية تنقل مساعدات إنسانية، بينها 10 آلاف جرعة من لقاح سينوفارم المضاد لكورونا، مستعدة لدخول غزة فور السماح لها بذلك.
وأضاف “حتى يتم السماح بدخولها، يتعين على جميع أطراف الصراع الاتفاق على هدنة إنسانية لضمان إمكانية دخول غزة والخروج منها”.