نصر الله يشعل تحدياً سياسياً وعسكرياً مع نتنياهو وأركان حكمه

"لا عودة لمستوطني الشمال إلى بيوتهم ولا فصل لجبهة لبنان عن جبهة غزة"

أشعل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، اليوم الخميس، تحدياً كبيراً مع نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت وجيشه، في أن يتمكنوا من إعادة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة إلى بيوتهم، مشدداً على أن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة”.

وقال نصر الله إن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أجهزة “البيجر” تجاوزت كل الضوابط والخطوط الحمراء، مؤكدًا أن هذه الهجمات ترقى إلى إعلان حرب.
وأكد نصر الله: “العدو لديه التفوق على الجانب التكنولوجي لأنه يحظى بدعم أمريكا والناتو”.

وتابع: “منذ 11 شهراً نقول هذا الكلام، وهذا هو جوابنا”إن الهدف الإسرائيلي من تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية في لبنان، هو الضغط على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وفصائل المقاومة وتحديداً على حزب الله لوقف القتال على جبهة لبنان وفصلها عن جبهة قطاع غزة.

واعتبر أن هذه الضربة “جاءت في هذا السياق. كل المحاولات السابقة فشلت ولم تؤد إلى نتيجة، فلجأ العدو إلى هذا الأسلوب، وهو أعلى مستوى إجرامي، وهو يظن أنه يحيد المدنيين، بينما هو قتل المدنيين”.

التوقف عن دعم غزة

وأكد نصر الله: “هذه الضربة والجريمة هذا هو هدفها، هذا ليس تحليلاً، بعد ظهر الثلاثاء، وصلت رسائل بقنوات رسمية وغير رسمية تقول بوضوح إن هدف الضربة وهو التوقف عن دعم غزة ووقف القتال في الجبهة اللبنانية، وإن لم تتوقف فهناك المزيد، وكان في يوم الأربعاء، ما توعدوا به الثلاثاء”.

وتابع: “الهدف واضح. البعض يقول إنها كانت ضربة تمهيدية، وستلحق بها بعد ساعات عملية عسكرية واسعة، وهذا قابل للنقاش، ولكن بالحد الأدنى، هذا هو ما أرسل إلينا أن هدف الضربة هو هذا، إخضاع واستسلام وخروج المقاومة من هذه المعركة”.

وقال إن الدول الغربية تريد تسوية معينة ووقف الحرب، و”أن تترك غزة وأهلها ومقاومتها والضفة وفلسطين لمصيرها، وبالتالي كل ما قدمناه من تضحيات وشهداء وجنود، ومن مواجهات قاسية ودامية خلال عام يكون ذهب سدى، ولا يمكن أن نفعل ذلك، وهذا السياق وهذه الضربة هو فصل الجبهتين وتوقف الجبهة اللبنانية عن القتال”.

وقال إن الجواب لبنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وجيشه هو أن “جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة”، وتابع: “منذ 11 شهراً نقول هذا الكلام، وهذا هو جوابنا”.

ضربة كبيرة وقاسية

وقال نصر الله، إن لبنان تعرض بلا شك إلى “ضربة جديدة أمنية وإنسانية غير مسبوقة في تاريخ البلاد”.

واعتبر في كلمة متلفزة أن “قواعد الردع تغيرت”، مشيراً إلى أن هذا المستوى من العدوان، غير مسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل على مستوى هذه المنطقة، وهذا النوع من الاستهداف والجريمة”.

وقال: “تلقينا ضربة كبيرة وقاسية، ولكن هذا هو حال الحرب والصراع، ونحن نعرف أن عدونا لديه تفوق، ولم نقل غير ذلك، على المستوى التكنولوجي، لأنها ليست إسرائيل فقط، معهم أميركا والغرب وحلف الناتو، وكل القوى التي تملك أحدث تكنولوجيا”.

 لجان تحقيق داخلية

وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن الحزب شكل لجان تحقيق داخلية متعددة، فنية وأمنية وتقنية لدراسة كيفية حدوث تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية، وإنها تدرس كل الاحتمالات والافتراضات.

وذكر أن الحزب وصل إلى نتيجة شبه قطعية و”لكن ما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت للتأكد من هذه النتيجة”.

وتابع: “ولكن مجمل هذا الملف قيد تحقيق ومتابعة دقيقة، سواءً من الشركة التي باعت إلى التصنيع إلى النقل والوصول إلى لبنان والتوزيع من المنتج إلى المستهلك إلى لحظة التفجير”.

وأكد: “سنصل في كل هذا إلى نتائج واضحة ويقينية، وسنبني حينئذ على الشيء مقتضاه”.

إسرائيل تجاوزت كل الضوابط والقوانين

وقال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، الخميس، إن إسرائيل تجاوزت كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء، في حادث تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالحزب، معتبراً أنها “لم تكترث لشيء على الإطلاق أخلاقياً، ولا قانونياً”.

وذكر أن بعض التفجيرات وقعت في مستشفيات، وصيدليات، ومحلات، ومنازل، وسيارات، وطرقات عامة، حيث يتواجد الكثير من المدنيين والأطفال والنساء.

واعتبر أن إسرائيل “أرادت استهداف المحيط الذي يتواجد فيه عناصر حزب الله، وليس حزب الله فقط”، مضيفاً أن إسرائيل كانت تعلم أن عدد تلك الأجهزة يتجاوز 4 آلاف، ما يعني أنها كانت تتعمد في الحد الأدنى قتل 4 آلاف شخص في دقيقة واحدة”، مشيراً إلى أن هذا عدد أجهزة البيجر فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى