هكذا دافع الإخونجية عن لقاء أردوغان -هرتسوغ
الشعارات تتهاوى أمام التطبيع التركي الإسرائيلي
سقطت الشعارات المضللة التي كان يرفعها تنظيم الإخونجية ضد التطبيع تحت أقدام رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي زار تركيا قبل أيام.
واختفت شعارات كثيرة رفعها التنظيم الإخونجي على مدار سنوات، ضد عمليات التطبيع السياسي والاقتصادي، بغرض استمالة الشعوب ومحاولة كسب ودها، والعزف على وتر قضية الأمة طمعا في التعاطف.
الحقائق والوقائع على الأرض تأت دائما بما لا تشتهيه رغبات التنظيم، لتعكس حجم الكذب والمناورات التي كانت تخدع بها الشعوب.
فبين صمت رسمي مطبق على غير العادة، واختفاء للجانه الإلكترونية ومنصاته الإعلامية، أو تبريرات لحفظ ماء الوجه، جاءت ردود أفعال الإخونجية وعناصرهم على زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا وحفاوة استقبال رئيسها أردوغان له.
والأربعاء، وصل الرئيس الإسرائيلي إلى العاصمة أنقرة في زيارة رسمية تستغرق يومين، وتعتبر الأولى لرئيس إسرائيلي منذ 2007، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار أسن بوغا، الناطق باسم رئاسة النظام التركي إبراهيم قالن، ومسؤولون آخرون.
وخلال لقاء جمعه بأردوغان، أكد الرئيس الإسرائيلي أن العلاقات مع تركيا ستقوم، من الآن فصاعدا، على الاحترام المتبادل، بينما أكد أردوغان استعداد بلاده في مجال الدفاع مع تل أبيب.
التطبيع الحلال
عادة ما يشن تنظيم الإخونجية ومنصاته الإلكترونية والإعلامية هجوما حادا على لقاءات سابقة لقادة ومسؤولين عرب بالإسرائيليين، بيد أنهم تجاهلوا بشكل كبير زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة، فلم يتم توجيه أي “اتهامات معلبة” في مثل هذا الموقف للمسؤولين الأتراك، مثل “التطبيع” أو “خيانة القضية الفلسطينية”، كما يتكرر دائما عندما تكون اللقاءات بين إسرائيليين ومسؤولين عرب، بما يوحي أن تطبيع النظام التركي مع إسرائيل مشروع وحلال.
الأمر لم يقف عند حد “التجاهل” بل عمدت أصوات إخونجية إلى “تبرير” زيارة الرئيس الإسرائيلي الرسمية لتركيا، فيما اعتبر بعضهم أنها “لحظة تاريخية واستراتيجية وفقا لمصالح عليا”.
وقال الإخونجي المصري إبراهيم الديب المقيم في ماليزيا، عبر حسابه على موقع “تويتر”: “عاطفيا نتحفظ على الزيارة لكن العاطفة ما أغاثت شعبا وما أقامت دولة، لكن سياسيا وعمليا لا بد أن نبحث عن المصالح وتحقيق أهداف اللحظة التاريخية، في سياقها الاستراتيجي”، مردفا: “الأمور بمقاصدها وإنجازاتها.. أعان الله تركيا ووفق أردوغان”.
تريث!
أما أحمد عبدالعزيز، القيادي الإخونجي المقيم في تركيا وعضو الفريق الرئاسي للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والذي طالما هاجم بضراوة لقاءات مسؤولين إسرائيليين بقادة عرب، فدافع عن استقبال أردوغان لهرتسوغ.
وقال عبدالعزيز عبر حسابه بموقع تويتر: “من جانبي، أحسن الظن بهذا الرجل (أردوغان) مثلما أحسن الظن بقيادة حماس، وأراه في وضع المضطر مثلها تماما، فلا تثريب عليها.. كذلك الحال بالنسبة لأردوغان الذي ورث علاقة كاملة مع الكيان الصهيوني، بدأت منذ عام 1949”.
وكاشفا عن عمق الازدواجية، تابع زاعما: “المساواة بين المطبعين العرب وأردوغان جهل أو غباء أو كلاهما! فأردوغان ورث هذه العلاقة، ولم يسع إليها، ولم يُدشنها، ويتعاطى معها على مضض، لا يستويان!”.
كما خرجت حركة حماس ببيان مع وصول الرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة، تدين فيه زيارة رئيس إسرائيل لـ”دول في المنطقة” دون أن تذكر تركيا أو رئيسها أردوغان.
وقال البيان “تتابع حركة حماس بقلق بالغ زيارة مسؤولي وقادة إسرائيل لعدد من الدول العربية والإسلامية وآخرها زيارة إسحاق هرتسوغ لعدد من دول المنطقة”.
كذب وديماغوجيا
في قراءاتهم لمواقف تنظيم الإخونجية من زيارة مسؤولين إسرائيليين لتركيا، مقابل زيارات مماثلة لهؤلاء إلى دول عربية أخرى، يرى محللون سياسيون ومراقبون أنها دليل على ما يتسم به التنظيم من “ازدواجية في المعايير ونفاق سياسي”.
وقال عضو مجلس النواب مصطفى بكري عبر حسابه بموقع تويتر: “جماعة الإخوان عجزت عن إدانة زيارة الرئيس الإسرائيلي إلي تركيا، وراحت تبرر للزيارة وتقول إنها مناوره هدفها مصلحة تركيا، وآخرون راحوا يقولون: ماذا استفدنا من المواقف العاطفية، هذا الكلام يقال على ألسنة أصحاب شعار: إلى القدس رايحين شهداء بالملايين”.
وأكد بكري أن الإخونجية يمتلكون ما وصفه بـ”قدرة هائلة على الكذب والديماغوجية، وقادرون على الخداع والتزييف وازدواجية المعايير”.
ودلل قائلا: “تأملوا مواقفهم، وماذا قالوا عن كل قائد عربي يلتقي مسؤولا إسرائيليا، وقارنوا، حقا إذا لم تستح فافعل ما شئت”.
علاقات مفضوحة
بدوره، قال الدكتور هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي إن “التنظيم يلجأ لأساليب النفاق والمراوغات اللفظية المكشوفة”.
وأوضح النجار، أن “الإخونجية وتيار الإسلام السياسي يتعاملون بحساسية شديدة بشأن هذا الملف، حيث بنى جماهيريته وشعبيته على مزاعم التصدي للمشروع الصهيوني، والادعاء بأنها تأسست من أجل تحرير الأقصى والمقدسات التي يعجز حكام العرب عن تحريرها؛ لذا تتحسب الجماعة وتخشى كثيرا من اهتزاز هذه الصورة الذهنية”.
ورأى الخبير السياسي أن “الرواية الإخونجية اهتزت بالفعل وثبت كذبها من أحداث السنوات الماضية، بعد أن ثبت أن جميع ممارسات التنظيم في المنطقة العربية من إضعاف للدول والجيوش العربية وبث الفوضى في المنطقة صب في مصلحة إسرائيل”.
وأضاف: “سعى تنظيم الإخونجية إلى تلميع نفسه بوصفه البديل الإسلامي لمقاومة المشروع الصهيوني”.
ووصف “النجار” تنظم الإخونجية بـ”الساذجة ولا تملك الحد الأدنى من التماسك، أو المنطق ولا تخدع حتى الأطفال، فالقضية واضحة والعلاقات باتت مفضوحة”.
من جانبه، يرى أحمد بان، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن “البراغماتية والنفاق السياسي سمة أساسية لتنظيم الإخوان الذي لا يستطيع إحراج أنقرة كراع في بعض الفترات رسمي له”.
وذهب “بان” في حديث، إلى أن “ردود أفعال الإخونجية متوقعة في ظل ما تتسم به من براغماتية سياسية من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها”.