واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها في تونس
تقوم مساعدة وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت، بزيارة تونس تلتقي خلالها كبار المسؤولين الحكوميين وممثلين عن المجتمع المدني.
وزعمت الخارجية الأمريكية إن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بدعم الشعب التونسي والحاجة إلى عملية إصلاح سياسي واقتصادي شفافة تشمل مختلف الأطياف التونسية.
وتثير هذه الزيارة تساؤلات بشأن نوايا واشنطن وبحثها عن موطئ قدم في المشهد السياسي، خاصة أن زيارة لمبرت تأتي في خضم سلسلة زيارات أمريكية متكررة إلى تونس ومتقاربة في الزمن.
في هذا السياق، قالت الدكتورة بدرة قعلول رئيس المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية، إن الولايات المتحدة هي من فرضت في 2011 دمارا شاملا على البلاد بدعوى فرض الديمقراطيات.
لوبي إخونجي
وقالت قعلول، عندما بدأت تونس تسترجع السيادة الوطنية، كثرت الزيارات الأمريكية للبلاد، مشيرة إلى وجود لوبي إخونجي مقيم في الولايات المتحدة يكرس كل جهوده لجلب أعضاء من الكونجرس.
وذكرت أن الرئيس قيس سعيد قابل أكثر من مرة أعضاء هذه الزيارات ومحاولة اطلاعهم على حقيقة من يدعموهم، وأن تونس بات لها سيادة وطنية حقيقية.
فيما قال صلاح الدين الجورشي الكاتب والباحث السياسي، إنه في البداية تجب الإشارة إلى تاريخية العلاقات التونسية الأمريكية، وأن تونس راهنت حتى قبل الاستقلال على بناء جسور هذه العلاقات.
ولفت الجورشي، إلى أنه كان واضحا أن الولايات المتحدة تتابع منذ أحداث 2011 التطورات السياسية في البلاد.
وذكر أنه قبل مجيء الرئيس سعيد كان واضحا أن هذه العلاقات لها أبعاد متعددة، أهمها من وجهة نظر أمريكية الحفاظ على الاستقرار في تونس عبر دعم الديمقراطية الناشئة، مشيرا إلى أن الرئيس غيّر بعض هذه القواعد ما أثار قلق الولايات المتحدة.
ويقول متابعون إن العلاقات الأمريكية التونسية يشوبها بعض الفتور في الأشهر الأخيرة بسبب ما يراه البعض انفراد الرئيس التونسي قيس سعيد بصنع القرار، فيما يذهب آخرون أن السياسة الخارجية التونسية على مجاراة التغيرات الدولية بما يخدم مصالحها وأمنها القومي.
وتؤكد الديبلوماسية التونسية على التشبث بثوابتها بعدم الانحياز مع الانفتاح على الجوار العربي بوصفه مجالها الحيوي والشريك الأمني والإستراتيجي الأكثر قربا لتونس لجهة الجغرافيا والتاريخ.
وسبق ليائيل لمبرت أن زارت تونس في شهر أكتوبر من العام الماضي، حيث اجتمعت بمسؤولين في الحكومة التونسية، بمن فيهم وزير الخارجية عثمان الجرندي. كما اجتمعت بممثلين شباب من المجتمع المدني التونسي ورائدات أعمال يلعبن دورا رئيسيا في مستقبل تونس الاقتصادي.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت الخميس 21 أكتوبر ضرورة العودة سريعًا إلى النظام الدستوري في تونس، وفق ما جاء في بلاغ نشرته على موقعها الرسمي بخصوص الزيارة التي أدتها مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى يائيل لمبرت إلى تونس وليبيا.