واشنطن تحاول انقاذ نتنياهو من بوابات المستوطنات اليهودية
أثار قرار الولايات المتحدة بشأن تخفيف موقفها بشأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة الكثير من الغضب، كونه يتعارض مع القانون الدولي، ما فتح باب التساؤلات بشأن “توقيت القرار” وعلاقته باستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في منصبه.
وجاء أول تعليق على توقيت القرار من رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الذي تحدث قائلا: “انحياز إدارة ترامب لأشد التيارات تطرفا في إسرائيل يعميها عن رؤية المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ناهيك عن الإجماع الدولي برفض الاستيطان وتجريمه، وهو محاولة لدعم نتانياهو في اللحظات الأخيرة من المنافسة على منصب رئيس الوزراء”.
وأضاف أن “المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، وتشكل جرائم حرب بحق الأرض والبشر وتشكل عائقا لإقامة دولة فلسطين”.
وطالب اشتية “المجتمع الدولي بالتصدي لهذا التصريح الخطير، الذي يشكل ضربة للجهود الدولية لإحلال السلام منذ 25 عاما، وترجمة بياناته السياسية إلى أفعال على الأرض بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها”.
فالقرار يظهر أن الولايات المتحدة تعتبر الاستيطان لا يخرق القانون الدولي، مما يعد استهزاء بالقانون الدولي والقرارات الدولية، التي تجرم الاستيطان بشكل واضح، وتحرم نقل السكان إلى الأرض المحتلة، بحسب اشتية.
وقبيل انتخابات الكنيست شهر سبتمبر الماضي، جدد نتانياهو تعهده بضم جميع المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل، قائلا: “بعون الرب، سنمد السيادة اليهودية إلى جميع المستوطنات كجزء من أرض إسرائيل وجزء من دولة إسرائيل”.
وجاء هذا التصريح تكرارا للوعد الذي سبق أن قدمه نتنياهو قبيل انتخابات الكنيست التي أجريت في أبريل الماضي، ما أتاح له حينئذ كسب مزيد من دعم الناخبين اليمينيين وسمح لحزبه “الليكود” بتحقيق فوز هش.
غير أن فشل جهود نتنياهو في تشكيل ائتلاف حاكم دفع البلاد نحو انتخابات جديدة، ليأتي القرار الأميركي ليكون بمثابة “قبلة الحياة” ليدخل نتنياهو إلى اللعب مجددا بورقة المستوطنات وقد يساعده على الاستمرار في منصبه.
وفي تعليقه على القرار، قال نتنياهو إن “هذه السياسة تعكس حقيقة تاريخية بأن اليهود ليسوا مستعمرين أجانب في يهودا والسامرة. في الواقع نحن ندعى يهودا لأننا شعب يهودا”.
كما أن القرار الأميركي يأتي بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة، التي جرى خلالها اغتيال القيادي في حركة الجهاد، بهاء أبو العطا، وذلك قبل أسبوع من انتهاء المهلة المحددة لرئيس حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، لتشكيل الحكومة الجديدة.
ويقول محللون إن نتنياهو الملاحق بقضايا فساد في المحاكم الإسرائيلية، قد وجد في هذه العملية حيلة لإرباك مساعي غريمه غانتس في تشكيل حكومة، وفرض نفسه من جديد على هرم السلطة.
وفي خضم هذا الوضع المعقد، قد تكون عملية الاغتيال بمثابة طوق نجاة سياسي لنتنياهو الذي يدرك جيدا أن الخروج من باب المقر الحكومي يعني الذهاب مباشرة إلى المحاكم وربما السجن في حال إدانته.
لذا يأتي القرار الأميركي ليعزز من فرص بقاء نتنياهو في السلطة، بعد مغامرته الأخيرة باغتيال أبو العطا في غزة.