واشنطن ترد على مقترح روسي لخفض التوترات في أوروبا
موسكو تعتبر الرد الأمريكي مخيب للآمال
ردت الولايات المتحدة الأمريكية على مقترح روسي لوضع نظام ضمانات أمنية بغية خفض التوترات في أوروبا، بأن واشنطن لن تخوض أي مفاوضات مع روسيا بشأن الأمن في أوروبا دون مشاركة حلفائها وشركائها في القارة العجوز.
جاء الرد الأمريكي على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، للصحافيين، الجمعة، وقالت فيه: إن الولايات المتحدة اطلعت على “مقترحات روسية لبدء محادثات”، وأشارت إلى أن واشنطن “تتحدث مع حلفائها”، مؤكدة أنه “لن تكون هناك محادثات بشأن الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين”.
من جهتها أعربت روسيا عن خيبة أملها إزاء الردود الأولية من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو على الاقتراحات التي قدمتها إليهما موسكو بشأن وضع نظام ضمانات أمنية بغية خفض التوترات في أوروبا.
واشنطن وبروكسل مخيبة للأمال
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في حديث لوكالة “تاس” اليوم الجمعة، تعليقا على التصريحات الأخيرة التي جاءت على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي: “الإشارات من واشنطن وبروكسل مخيبة للأمال للغاية بالنسبة لنا”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو لا ترى من قبل الولايات المتحدة والناتو إلا تصريحات علنية بخصوص اقتراحاتها، مرجحا أن الأمر كان مختلفا لو اقترح الغرب على روسيا عبر قناة مغلقة مناقشة هذه المبادرة حول طاولة واحدة.
المقترحات الروسية
وقد كشفت روسيا، الجمعة، اقتراحين من شأنهما الحد من النفوذ العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وطرحت التفاوض “بدءا من السبت” مع الولايات المتحدة على هذه الإجراءات التي تعتبر أساسية لمنع تصعيد التوتر.
وهذان الاقتراحان اللذان أطلق عليهما “معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية” و”اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء” في حلف شمال الأطلسي، ينصان على حظر أي توسع إضافي للناتو وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أميركية في الجمهوريات السوفيتية السابقة، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
وتقضي هذه الاقتراحات خاصة بتعهد الناتو بعدم مواصلة الامتداد شرقا وتخلي الحلف عن وعوده بمنح أوكرانيا وجورجيا العضوية فيه مستقبلا.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، مقدما للصحافة هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية: “من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة قانونية”.
كما اقترح فتح باب المفاوضات “بدءا من الغد، وبالمعنى الحرفي للكلمة، السبت 18 ديسمبر” وقال إن موسكو اقترحت على الأميركيين عقدها في جنيف.
ووفقا له، فإن هذه المقترحات هي وسيلة لإعادة تأسيس التعاون الروسي-الغربي في “الغياب التام للثقة المتبادلة” مع الأخذ في الاعتبار السياسة “العدوانية” لحلف شمال الأطلسي “في جوار روسيا”.
واعتبر المسؤول أن الأمر هو “لإعادة العلاقة من الصفر”.