واشنطن تفتح تحقيقاً في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة وإسرائيل ترفض القرار
أبلغت وزارة العدل الأميركية مؤخراً وزارة العدل الإسرائيلية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) فتح تحقيقاً في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها لعملية عسكرية نفذتها إسرائيل في جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما أعلنت إسرائيل رفضها قرار واشنطن ومكتب التحقيقات الفيدرالي، معتبرة القرار بالتحقيق في مقتل أبو عاقلة غير مقبول وخطأ جسيم”.
وذكر موقع “أكسيوس” نقلاً عن خمسة مصادر، أن مثل هذا التحقيق غير عادي إلى حد كبير، ويمكن أن يؤدي إلى طلب أميركي للتحقيق مع الجنود الذين شاركوا في العملية بما يثير توترات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية.
وكان قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق في القضية قد أذيع لأول مرة على القناة 14 الإسرائيلية، الاثنين.
وأكدت 5 مصادر مطلعة على هذه القضية، بينهم 4 مسؤولين إسرائيليين، لموقع أكسيوس أن وزارة العدل الأميركية أبلغت وزارة العدل الإسرائيلية بالقرار، وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالتحدث علناً عن هذه المسألة.
إسرائيل ترفض التحقيق
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الاثنين، رفضه قرار الولايات المتحدة الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إن “قرار وزارة العدل الأمريكية بالتحقيق في وفاة شيرين أبو عاقلة هو قرار غير مقبول وخطأ جسيم”.
وأضاف غانتس: “أوضحت للممثلين الأمريكيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي، ولن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل”.
وواجهت الإدارة الأميركية ضغوطاً من عشرات الديمقراطيين في الكونغرس وأسرة أبو عاقلة، لبذل المزيد من الجهد لضمان المساءلة.
ووقع أكثر من 20 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ رسالة تدعو إلى إجراء تحقيق مستقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأحال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض طلب أكسيوس التعليق إلى وزارة العدل، لكن الوزارة لم ترد على الطلب بعد. كما امتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق.
وأعرب المتحدث عن التعاطف مع أسرة أبو عاقلة “في هذه الخسارة الفادحة”، وقال: “لم تكن شيرين مواطنة أميركية فحسب، بل كانت مراسلة لا تعرف الخوف أكسبتها صحافتها وسعيها وراء الحقيقة احترام الجماهير في جميع أنحاء العالم”.
خطوة ضرورية ومهمة
وقال السيناتور الأميركي الديمقراطي، كريس فان هولين، في بيان إن “هذه خطوة متأخرة ولكنها ضرورية ومهمة في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة في مقتل المواطنة والصحافية الأميركية شيرين أبو عاقلة رمياً بالرصاص”.
وكانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص تحمل علامة “صحافة” عندما قتلتها عدة رصاصات، واتهمت السلطة الفلسطينية وأسرتها الجيش الإسرائيلي باستهدافها عمداً.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر إلى أنها قتلت على الأرجح جراء “نيران غير متعمدة” من جندي إسرائيلي لم يدرك أنها صحفية. وكانت النتائج تحولاً عن الموقف الأولي للجيش الإسرائيلي بأنه لم تتسنَّ معرفة من أطلق النار على أبو عاقلة.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن في أوائل يوليو إن “أبو عاقلة قتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية غير مقصودة، لكن نتيجة التحليل الجنائي لشظية الرصاصة التي أزيلت من جسدها كان غير حاسم”.
وخلصت تحقيقات مستقلة أجرتها عدة مؤسسات إخبارية، بما في ذلك واشنطن بوست وأسوشيتد برس ونيويورك تايمز، نقلاً عن شهود فضلاً عن الأدلة المرئية والمسموعة، إلى أن من المرجح أن جندياً إسرائيلياً أطلق الرصاصة القاتلة، وتوصل تحقيق أجرته هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى نتيجة مماثلة.