وزير الخارجية الروسي: الغرب “لن يسمح لأوكرانيا بالعودة للمفاوضات”
موسكو ستبدأ من الموقف على الأرض حال استئناف المفاوضات
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن اعتقاده بأن الغرب “لن يسمح لأوكرانيا بالعودة للمفاوضات”، مشيراً إلى أن الكرة في ملعبهم الآن، وأن بلاده ستبدأ من الموقف على الأرض حال استئناف المفاوضات .
وقال لافروف في مقابلة مع شركة الإذاعة والتلفزيون الوطنية في بيلاروس الخميس، إنه حين ترغب كييف في استئناف المفاوضات مع روسيا فإن موسكو “ستبدأ من الموقف على الأرض، وستأخذ في اعتبارها تردد عدد من المناطق المحررة” في الرجوع إلى سيطرة أوكرانيا مرة أخرى، معرباً عن اعتقاده بأن الغرب “لن يسمح لكييف بالعودة للمفاوضات”.
وأضاف عميد الدبلوماسية الروسية، أنه يرحب بشكل كبير بدعوة رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بالاجتماع مع الأوكرانيين على الأراضي البيلاروسية، ولكنه لا يتوقع ولا يرى أي احتمالية لقدوم الطرف الأوكراني، حسبما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
وشدد على أن بلاده “لن تقدم شيئاً إضافياً”. وقال: “كل ما لدينا قدمناه منذ فترة طويلة، الكرة الآن في ملعبهم. أنا لا أرى احتمالية أنهم سيحاولون استغلال فرصة العودة للمفاوضات”.
وبدأت المفاوضات الروسية الأوكرانية في فبراير. والتقى الجانبان في بيلاروس وجهاً لوجه، لكنهما قررا استكمال التفاوض عبر الفيديو.
وفي نهاية مارس عقدت جولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول لكنها لم تسفر عن شيء.
وقال لافروف إن روسيا عرضت على الغرب التعاون في مجالات الاهتمام المشترك، لكن “الغرب لا يريد ذلك”.
وأضاف: “أعتقد أن الغرب في حالة عصبية. دعهم يحلون الأمر بأنفسهم، كل شيء كان يعتمد علينا فعلناه (…) نواصل تقديم عرضنا لهم بالتعاون الصادق في مناطق الاهتمام المشترك، ولكنهم لا يريدون ذلك”.
أفعال غوتيريش تطيل أمد أزمة الغذاء
وعن أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، قال لافروف، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يريد حل مشكلة تصدير الحبوب من أوكرانيا أولاً، ثم ينظر في حل مشكلة تصدير الحبوب من روسيا، متهماً أفعال الأمين العام للأمم المتحدة بـ”إطالة أمد أزمة الغذاء”.
وأكد لافروف أن الطريقة الأسهل لتصدير الحبوب الأوكرانية هي “عبر بيلاروس” مضيفاً أن كل الطروحات التي قدمها الرئيس فلاديمير بوتين لحل الأزمة وضعت في أوراق مكتوبة وتم تسليمها إلى نيويورك (الأمم المتحدة)”.
وقال لافروف إن “رد الفعل البطيء من قبل الأمم المتحدة مقلق”.
ولم يستبعد لافروف خلال المقابلة أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة “يشعر بوطأة نفوذ هؤلاء الذين يريدون إدارة خارجية لهذه الأزمة”.
وقالت “ريا نوفوستي” إن ممثلاً للأمم المتحدة أبلغها بأن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر بيلاروس كان واحداً من الخيارات الأولى التي طرحها الأمين العام.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، لم تثر الأمم المتحدة قضية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر المسار البيلاروسي حسب الوكالة.
مشروع “الحزام والطريق”
وفي سياق آخر، ولدى سؤاله عن النقاشات بشأن إنشاء “مجموعة ثمانية” جديدة من دون الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، قال لافروف، إن روسيا لا تحتاج إلى مجموعة ثمانية جديدة، مضيفاً أن الاتحاد الروسي لديه بالفعل البنى التي يحتاجها في الفضاء الأوراسي.
وطردت روسيا من مجموعة الثمانية التي أصبحت الآن مجموعة السبع، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم لأراضيها في 2014، والتي لا يعترف الغرب بضمها إياها حتى الآن ويعتبر العملية غير شرعية.
وأضاف الوزير الروسي أن “الاتحاد الأوراسي يقود مع جمهورية الصين الشعبية جهوداً للاندماج مع مشروع “الحزام والطريق”، مع وجود خطط لاندماج أوراسيا فيه. وقال إن الأعضاء في الاتحاد يسعون إلى تلك الخطط.
وأضاف أن عدداً من دول رابطة جنوب شرق آسيا ستوقع اتفاقيات للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوراسي. وقال إنه يعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون تلائم تلك العملية.
رابطة “البريكس”
وأشار إلى رابطة أخرى تتعدى حدود الجغرافيا، وهي رابطة “البريكس” التي تضم البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال إن “تلك الرابطة تقلل بشكل متزايد من اعتمادها على الطرق الغربية في القيام بالأعمال، وتتخلى عن القواعد الغربية، وقواعد صندوق النقد الدولي والمؤسسات التجارية والمالية”، مشيراً إلى أن تلك المجموعة بالأحرى تعتمد على “طرق عادلة لا تجعل العملية تعتمد على الدور المهيمن للدولار أو أي عملة أخرى”.
ولفت إلى أن “مجموعة العشرين تمثل البريكس و5 دول أخرى تتشارك معنا نفس المواقف. وفي الجهة الأخرى وراء المتاريس هناك مجموعة السبع ومن يدعمونهم. وهذا توازن عادل جداً”.
وقال إنه واثق من أن روسيا ستقوم بـ”دمقرطة” (نسبة إلى ديمقراطية) العلاقات الدولية على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف : “سنسعى جاهدين لتحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية، وليس بناءً على قواعد خيالية (قواعد يكررها الغرب) ولكن على أساس القانون الدولي، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.