وسط إدانات دولية وأممية واسعة… إسرائيل تواصل جرائم الإبادة الجماعية في غزة

السيسي يؤكد أن تل أبيب تدفع بالفلسطينيين نحو الهجرة وخلق واقع غير قابل للحياة

رغم كل الجهود الدولية ومحاولات الوسطاء لانقاذ اتفاق وقف إطلاق النار ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، عادت إسرائيل وجددت رفضها وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، أعلنت إسرائيل قرارها استئناف جرائم الإبادة الجماعية في القطاع.

وشنت بضوء أخضر أمريكي، هجمات جوية دامية راح ضحيتها حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أكثر من 420 شهيد فلسطيني، وأعداد كبيرة من المصابين، إضافة لتدمير عشرات المباني وقصف مراكز الإيواء.

الأمر الذي أثار موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية والأممية لقرار الاحتلال الإسرائيلي البدء بهذا التصعيد الخطير الذي ينذر بعواقب وخيمة على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف هجماتها على حركة حماس، وذلك بعد فشل جهود إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة.

وبحسب المسؤول، فقد أبلغت إسرائيل واشنطن مسبقًا قبل استئناف الغارات على القطاع، وهو ما أكّدته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، حيث صرّحت لشبكة فوكس نيوز بأن إسرائيل قدّمت إشعارًا مسبقًا بشأن الهجمات.

وبلغة أكثر حدة، حذّرت ليفيت حركة حماس و “أعداء لإسرائيل والولايات المتحدة” في المنطقة، مؤكدة أنهم “سيدفعون ثمناً باهظًا”، مضيفة: “سيفتح باب الجحيم”، وهو تهديد يعكس تصريحات متكررة للرئيس ترامب بشأن الملف الفلسطيني.

الرئيس المصري وأمير الكويت

وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عن إدانتهما واستنكارهما لاستئناف إسرائيل أعمالها العدائية على قطاع غزة، “في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وفي إطار المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من أهالي القطاع للهجرة”، وفق ما ذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

وحذر السيسي وأمير الكويت في اتصال هاتفي من “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وما سوف يترتب عليها من تداعيات إنسانية وتدهور للوضع وتوسع للصراع الإقليمي وتقويض لفرص السلام والاستقرار في المنطقة”.

وشددا على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يعد الضمان الوحيد للتوصل للسلام الدائم بالشرق الأوسط”.

الخارجية المصرية

ونددت وزارة الخارجية المصرية في بيان، الثلاثاء، بالغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة”.

وأكدت الوزارة في البيان رفض مصر “لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار”، مطالبة المجتمع الدولي “بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسة متجددة من العنف والعنف المضاد”.

كما طالبت “الأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

مجلس الوزراء السعودي

كما أدان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، طبقاً لبيان وكالة الأنباء السعودية واس.

وتابع مجلس الوزراء السعودي مستجدات الأحداث وتطورات الأوضاع على الساحات العربية والإقليمية والدولية، وجدّد مواقف المملكة الثابتة بشأنها، والتأكيد على حرصها ومؤازرتها المساعي الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وسائر أنحاء العالم.

الخارجية الإيرانية

ونددت إيران الثلاثاء، بشدة بالهجمات الإسرائيلية الجديدة على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مباشرة عن “استمرار الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

 رئيس الوزراء الأردني

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، الثلاثاء، أن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة “هي حرب على الإنسانية”.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عن حسان قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت اليوم، إن “كل المجتمع الدولي يجب أن يكون معنياً بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل، واليوم يتمثل في التجويع لغايات التهجير، وطرد الشعب الثابت على أرضه”.

وأكد حسان مجدداً على “ثوابت الأردن القوية والراسخة تجاه القضيَّة الفلسطينية،” التي يعبر عنها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دائماً بكل وضوح في “لاءات الأردن الثلاثة لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن “الجهود التي يقودها الملك الأردني مكرسة من أجل دعم وتثبيت صمود الفلسطينيين على ترابهم الوطني، وهذا هو الضمان الوحيد لاستعادة حقوقهم الكاملة وفي مقدِّمتها حقَّهم في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة، على خطوط 4 يونيو لعام 1967، وعلى أساس حل الدَّولتين”.

الخارجية العراقية

بدورها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفتها بالوحشية، فيما دعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حد للانتهاكات الجسيمة وحماية المدنيين الفلسطينيين.

الخارجية التركية

ونددت تركيا بالضربات الإسرائيلية القاتلة في غزة معتبرة أنها تشكل “مرحلة جديدة من سياسة إبادة” تنتهجها الدولة العبرية في القطاع الفلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن “قتل مئات الفلسطينيين في هجمات إسرائيل على غزة… يظهر أن سياسة الإبادة التي تنهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخلت مرحلة جديدة” في انتهاك للقانون الدولي.

غوتيريش يدعو لاحترام وقف إطلاق النار في غزة

من جانبه، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى احترام وقف إطلاق النار في غزة، واستئناف المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفق ما ذكر متحدث باسمه.

الصين

وأعربت الصين عن “قلقها البالغ” إزاء استئناف إسرائيل لغاراتها الجوية واسعة النطاق على غزة، ودعت إلى العودة إلى وقف إطلاق النار.

وقالت ماو نينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحافي دوري إن “الصين تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي بين إسرائيل وفلسطين”.

وأضافت أن بكين “تأمل أن تعمل جميع الأطراف بجدية على تعزيز التنفيذ المستمر والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار، وتجنب اتخاذ أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الموقف، ومنع وقوع كارثة إنسانية على نطاق أوسع”.

الأمم المتحدة

عبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن الفزع إزاء الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة، وهو ما تقول السلطات الفلسطينية إنه أسفر عن مقتل المئات، مما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع حركة حماس.

وقال تورك في بيان “أشعر بالفزع إزاء الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة الليلة الماضية، والذي أسفر عن مقتل المئات، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. هذا سيزيد مأساة إلى المأساة”.

وأضاف: “لجوء إسرائيل إلى مزيد من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني بالفعل من ظروف كارثية”.

روسيا

وأعلن الكرملين إنه يشعر بقلق إزاء ما وصفه بسقوط عدد كبير من المدنيين بعد غارات جوية شنتها إسرائيل على غزة، وعبر عن أمله في العودة إلى السلام.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: “لا شك أنه تدهور جديد للوضع (في غزة) ودوامة تصعيد أخرى تثير قلقنا”.

وتابع يقول “التقارير عن سقوط أعداد كبيرة من السكان المدنيين تثير القلق بشكل خاص”.

وأضاف “نراقب الوضع عن كثب، وننتظر بالطبع عودته إلى مسار سلمي”.

فرنسا

ودانت فرنسا الضربات الإسرائيلية على غزة ودعت إلى “وقف فوري” للأعمال العدائية التي رأت أنها تقوّض الجهود الرامية لإطلاق سراح الرهائن و”تهدّد حياة السكان المدنيين” في القطاع الفلسطيني.

الاتحاد الأوروبي

كما علق الاتحاد الأوروبي على استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، الذي تسبب في سقوط أكثر من 400 قتيل فلسطيني، حتى الآن.

ووصفت حجا لحبيب، رئيسة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، تجدد الحرب في غزة بالأمر المرعب، وأن المدنيين في القطاع يعيشون معاناة لا يمكن تخيلها.

وطالبت لحبيب بوقف الحرب، وقالت إنه يجب احترام القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأردفت: “يجب العودة إلى وقف إطلاق النار فورا حتى نمنع سقوط المزيد من الخسائر في الأرواح”.

قطر

وأدانت قطر الثلاثاء، استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، معتبرة أنه بمثابة “تحدٍ سافر للإرادة الدولية الداعمة للسلام، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار”.

وحذرت من أن “سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها”.

وأكدت الحاجة الماسة إلى “استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وصولاً إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة”.

وأشارت الوزارة إلى أن “الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع بلغت درجة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ما يستوجب تحرك المجتمع الدولي عاجلاً لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني”.

وجددت وزارة الخارجية التأكيد على “موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى