وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيز التنفيذ
النازحون اللبنانيون ينطلقون صوب بيوتهم رغم تحذيرات الاحتلال الإسرائيلي
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، فجر اليوم الأربعاء، وانطلق نازحون لبنانيون للعودة إلى قراهم ومدنهم في الجنوب، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية..
وقالت وكالة “رويترز”، إن السيارات بدأت تتدفق إلى جنوب لبنان بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أنها رصدت مغادرة عشرات السيارات مدينة صيدا الساحلية جنوب بيروت باتجاه جنوب البلاد.
عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم ومدنهم جنوب لبنان جعلت المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يحذر من أنه “مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ يبقى الجيش منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان”، بحسب قوله.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان جنوب لبنان إلى عدم التحرك نحو القرى المخلاة، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت الهيئة، نقلا عن الجيش ، قوله إنه سيخطر سكان جنوب لبنان بـ”الموعد الآمن لعودتهم”، بحسب قوله.
ولم يعلق حزب الله رسمياً حتى الآن على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة “الجديد” اللبنانية، إنه “في حين يدعم حزب الله بسط سلطة الدولة اللبنانية، فإن الجماعة ستخرج من الحرب أقوى”.
وأردف فضل الله، وهو نائب عن “حزب الله” في مجلس النواب اللبناني: “نحن حريصون دائماً على جيشنا الوطني وعلى قوته وتماسكه وهو موجود في الجنوب ويعزز انتشاره وهو السلطة الرسمية ونحن مع بسط سلطة الدولة”.
نص الاتفاق
وينص الاتفاق على التزام “حزب الله” وجميع المجموعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل، التي ستلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.
كما يقضي الاتفاق أيضاً بأن تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مع التأكيد على أن هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
وقبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء في تمام الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي لبيروت، ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بالاتفاق.
في أول رد فعل على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تدعمه مالياً وعسكرياً، رحّبت إيران بـ”وقف العدوان” الإسرائيلي على لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان، اليوم الأربعاء، إن بلاده “ترحّب بنبأ انتهاء العدوان الإسرائيلي”.
كما أضاف أن طهران “تؤكّد دعمها الراسخ للبنان حكومة وشعبا ومقاومة”.
بايدن وماكرون في بيان مشترك
وكان الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلنا إن وقف إطلاق النار سيهيئ الظروف لعودة الهدوء للبنان وإسرائيل و يمكّن المواطنين من عودة آمنة لديارهم على جانبي الخط الأزرق.
وقد نشر البيت الأبيض على موقعه الرسمي بيانا مشتركا للرئيسين جاء فيه: “اليوم، وبعد أسابيع عديدة من الدبلوماسية الدؤوبة، وافقت إسرائيل ولبنان على وقف الأعمال العدائية بينهما”.
وأضاف البيان: “سيؤدي الإعلان الصادر اليوم إلى وقف القتال في لبنان وصون إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تنشط من لبنان”.
وأشار البيان إلى أن إعلان وقف إطلاق النار “سيهيئ الظروف لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في كلا البلدين بالعودة الآمنة إلى ديارهم على جانبي الخط الأزرق”.
وأكد الرئيسان في بيانهما المشترك أن الولايات المتحدة وفرنسا “ستعملان مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل”، مشيرين إلى أن “واشنطن وباريس ستظلان مصممتين على منع عودة هذا النزاع إلى دورة جديدة من العنف”.
واختُتم البيان بتأكيد “التزام الولايات المتحدة وفرنسا بقيادة ودعم الجهود الدولية لبناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية وكذلك دعم التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة”.
النزاع الأكثر دموية بين إسرائيل ولبنان
وكان بايدن قد أعلن مساء الثلاثاء، أن “اتفاق وقف إطلاق النار في هذا النزاع الأكثر دموية بين إسرائيل ولبنان سيدخل حيز التنفيذ غدا في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي”، مشيرا إلى أنه “لن يكون هناك انتشار للقوات الأمريكية في جنوب لبنان”.
وشدد بايدن على أنه “إذا خرق حزب الله الاتفاق، فإن إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها”.
وأكد أن “الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام”.