٣٠ ألف لاجئ في مخيمات غير آدمية على حدود الاتحاد الأوروبي
بين مطرقة الأوضاع الإنسانية المروعة وسندان عنف الشرطة الكرواتية، يعيش نحو ٣٠ ألف لاجئ معظمهم من أفغانستان وسوريا، في مخيمات غير آدمية على حدود الاتحاد الأوروبي، وفق تقرير لمجلة دير شبيجل الألمانية.
وقالت المجلة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء: “في منطقة الحدود البوسنية الكرواتية، يعيش نحو ٣٠ ألف شخص في عدة مخيمات في ظروف كارثية”، مضيفة: “المسؤول عن ذلك بشكل كبير هو سياسة كرواتيا المتشددة حيال اللاجئين”.
وأوضحت أنه “كان كثيرون يظنون أن طريق غرب البلقان الذي يسلكه اللاجئون القادمون من تركيا مرورا باليونان ومقدونيا والبوسنة وكرواتيا وصولا لدول غرب أوروبا مثل النمسا وألمانيا، مغلق”.
وتابعت: “الحال ليس كذلك؛ لأن طريق غرب البلقان عاد للعمل، واستطاع اللاجئون اختراق التشديدات الأمنية فيه، وأسفر ذلك عن تكدس ٣٠ ألف شخص في منطقة الحدود بين البوسنة وكرواتيا”.
ولفتت إلى “كارثة إنسانية حقيقية توجد في منطقة الحدود البوسنية الكرواتية”، متهمة كرواتيا بأنها “هي المتسبب الرئيسي في هذه الأزمة لأنها تتعاطى بشكل صارم مع اللاجئين وتدفعهم بشكل غير قانوني بعيدا عن حدودها”.
ونقلت عن الناشط، سيمون كامبل، قوله: “قوات الشرطة الكرواتية تستعمل العنف بشكل منهجي، وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أطلق شرطي كرواتي النار على لاجئ في هجوم مميت”.
وتابع: “هذا يعكس وجود أزمة عميقة في سيادة القانون ونظام اللجوء في الاتحاد الأوروبي”.
ووفق دير شبيجل، فإن الشرطة الكرواتية أطلقت النار ٣١ مرة على لاجئين خلال العام الجاري. لكن المجلة لم تذكر أي بيانات عن وقوع مصابين أو قتلى.
المجلة قالت إنه “في البوسنة، تفاجأ المسؤولون بالأعداد الكبيرة للاجئين العالقين على حدود البلاد، ولم يعودوا قادرين على تقديم المساعدات الإنسانية لهم”.
وتابعت: “في مخيم للاجئين في بلدة بيهاتش البوسنية، ينتظر الآلاف من اللاجئين لعبور الحدود لداخل كرواتيا، منذ أشهر دون جدوى”.
ويقع المخيم في مكان لجمع النفايات، ولا توجد فيه كهرباء أو مصادر مياه نظيفة أو غذاء، وفق دير شبيجل التي أضافت “الصليب الأحمر يقدم مساعدات للاجئين في المخيم، لكنها غير كافية، فيما لا تقدم الدولة البوسنية أي مساعدات”.
ونقلت المجلة عن الصحفي الألماني ديرك بلانرت الذي زار المخيم أن “جميع اللاجئين تقريبا مصابون بالجرب، والكثير منهم مرضى، ولا يوجد ما يكفي من الطعام”.
ومع دخول الشتاء، يزداد الوضع سوءا في ظل درجات الحرارة التي تصل لدرجة التجمد في هذه المنطقة، وفق المجلة، فيما لم يصدر تعقيب رسمي من كرواتيا حول ما ذكرته دير شبيجل.