153 دولة في الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
روسيا تصف حصار القطاع بحصار لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية
طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأسباب إنسانية، بعد أن أيد أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضواً هذه الخطوة، التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدها في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.
وأيدت 153 دولة قرار وقف إطلاق النار، وعارضته 10 دول، فيما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، لكن لها ثقلاً سياسياً، وتعبر عن وجهة نظر عالمية بشأن الحرب. ولا تملك واشنطن حق النقض في الجمعية العامة.
حصار لينينغراد
وشبّه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الحصار المفروض على قطاع غزة، بالحصار الذي فُرض على مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)، خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال نيبينزيا، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء: “لقد عدت للتو من رحلة قام بها عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى معبر رفح، وهي رحلة نظمتها دولة الإمارات ومصر. هذه الرحلة أتاحت لنا الفرصة أن نفهم بشكل أفضل ما يحدث في القطاع”.
وأضاف: “هناك أطفال معاقون في المستشفى وأم مبتورة الأطراف فقدت عائلتها بالكامل لكنها أنجبت طفلا، ومئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية تنتظر عمليات تفتيش عديدة في مصر وإسرائيل، ثم يُسمح لها بالدخول واحدة تلو الأخرى إلى قطاع غزة”.
وأشار نيبينزيا إلى أن “قطاع غزة يعاني من كارثة إنسانية مرعبة”، موضحا أن “أعضاء مجلس الأمن، الذين زاروا المعبر لم يسمعوا من جميع المحاورين سوى شيئا واحدا وهو يجب وقف هذه المذبحة”.
وأردف، بقوله: “أنا أتذكر الحصار الذي فرضه النازيون على لينينغراد، خلال الحرب العالمية الثانية، والذي استمر ما يقرب من 900 يوم وأودى بحياة أكثر من مليون شخص من سكان لينينغراد نتيجة القصف والمجاعة، فهل تنتظر غزة نفس المصير حقًا؟ من المستحيل أن نتصور أن هذا يحدث في زمننا”.
تقلص المساحة الآمنة للمدنيين
من جانبهم، عبر رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا في بيان مشترك الثلاثاء، عن دعمهم للجهود الدولية العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وقالوا في البيان “إننا نشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة للمدنيين في غزة. ولا يمكن أن تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هي ثمن هزيمة حماس”.
وأضافوا أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يكون من جانب واحد، مطالبين حماس بـ”إطلاق سراح جميع الرهائن والتوقف عن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية”، على حد قول البيان.
سلاح التجويع
وقد اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إسرائيل باستخدام “التجويع كسلاح حرب” مع نحو مليون من سكان غزة، وندد بالتقاعس الدولي عن احترام حقوق الفلسطينيين خلال اجتماع للأمم المتحدة في جنيف.
وقال المالكي الثلاثاء، في جنيف، خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان بمناسبة مرور 75 عاماً على صدور إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الاجتماع “يتزامن مع معاناة ما لا يقل عن مليون فلسطيني في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال، من الجوع بسبب استخدام إسرائيل المتعمد للتجويع كسلاح حرب ضد الشعب الذي تحتله”.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يعيش واقعاً بائساً بعد أن “حُرم من حقوقه الأساسية في الحياة والكرامة وتقرير المصير… في ظل صمت وقبول دولي بالشروط الإسرائيلية لدخول الغذاء والمياه والوقود والأدوية”.