80 ألف أفغاني فرّوا من حكم طالبان إلى بلدان الاتحاد الأوروبي
واحدة من أكثر الحلقات دموية في أفغانستان، كان التفجير الانتحاري المزدوج في آب/أغسطس، ونفذه ارهابيان من تنظيم “داعش” وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مطار كابول عن مقتل 85 مدنياً وأصيب فيه العشرات، وكان ضربة قاصمة لكثير من الأفغان الذين يحاولون الهروب من البلاد بعد وصول حركة طالبان الإرهابية إلى دفة الحكم، وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وبحسب التقارير الداخلية للاتحاد الأوروبي، فإن أكثر من 80 ألف أفغاني تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء حتى شهر نوفمبر الماضي.
حياة جديدة
الشاب علي رضائي ذو 27 سنة، كان يأمل قبل وقوع التفجير أن يلوذ بالفرار نحو الخارج، أملا في حياة جديدة وبعيدا عن حكم طالبان الإرهابية. لكن علي لم يتمكن في ظل الفوضى التي أعقبت سيطرة طالبان الإرهابية على الحكم، من التوجه إلى مطار كابول بسبب حالة الارتباك التي تسببت فيها حملات الإجلاء الفوضوية. وكان أن حضت الولايات المتحدة مواطنيها حينها على تجنب التوجه إلى مطار كابول مشيرة إلى وجود “تهديدات أمنية محتملة”.
كشأن العديد من الأفغان الآخرين، عقد علي رضائي العزم على إيجاد حل آخر يقوده إلى الفرار من “بطش” طالبان، والتوجه عبر رحلة تقوده من خلال آلاف الكيلومترات إلى أوروبا ، قطع جزءا منها يسيرا سيرا على الأقدام.
رحلة رضائي
بعد أكثر من ثلاثة أشهر، حملت الرحلة رضائي عبر خمس دول استقر أياما في جبال الألب الفرنسية على حدود إيطاليا، كان يقاوم حينها كثبانا من الثلوج محاولا التواري عن رجال حرس الحدود الذين يرابطون في المنطقة على مدار الساعة، مستخدمين مناظير خاصة بالرؤية، كان علي حينها بصحبة صحفي من وكالة أسوشيتد برس.
كان رفيق علي رضائي، وهو أفغاني آخر يحمل ندوبًا من تفجير انتحاري وقع في أفغانستان دفعه إلى الفرار، قد حاول بالفعل لكنه فشل في الوصول إلى فرنسا. لكن علي وبعض من رفاقه الآخرين، كانوا يستخدمون خرائط المواقع المحملة على هاتفه في تحركاتهم التي أوصلتهم إلى قرية كلافيير الحدودية في إيطاليا.
ولو أن رجال حرس الحدود الفرنسيين ألقوا القبض على علي رضائي وجماعته فإن إيطاليا هي المكان الذي سيضطرون إلى العودة إليه، بعد قرار السلطات المخولة إبعادهم.
نقطة انطلاق للأفغان
أدى استيلاء طالبان على السلطة والانهيار السريع للاقتصاد الأفغاني إلى تدفق الأشخاص بشكل غير قانوني إلى إيران المجاورة، والتي غالبًا ما تكون أول نقطة انطلاق للأفغان – بمن فيهم رضائي ، الذين يحلمون بالتوجه نحو بلدان الاتحاد الأوروبي.
تعهدات أوروبية
في التاسع من الشهر الجاري، أعلنت المفوضة الأوروبية إيلفا يوهانسون، أن 15 دولة في الاتحاد الأوروبي التزمت استقبال 40 ألف أفغاني.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية “أعلن اليوم أن 15 دولة عضو التزمت توفير الحماية لأربعين ألف أفغاني” مرحبة “بعمل تضامني هائل”.
وقدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تشرين الأول/أكتوبر بنحو 85 ألفا عدد الأفغان الذي يحتاجون إلى إعادة توطين انطلاقا من دول مجاورة لأفغانستان، لجأوا إليها خلال السنوات الأخيرة داعية دول الاتحاد الأوروبي إلى استقبال نصفهم. ولم توضح المفوضية على الفور الجدول الزمني لاستقبال اللاجئين.
نحو 80 ألف أفغاني تقدموا بطلبات اللجوء
تظهر التقارير الداخلية للاتحاد الأوروبي حول اتجاهات الهجرة أن أكثر من 80 ألف أفغاني تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء حتى نوفمبر، بزيادة قدرها 96٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ويقول علي رضائي، وهو من هرات الواقعة، غربي أفغانستان، إنه سافر إلى كابول بحثًا عن رحلة جوية، لكنه عاد بعد ذلك بعد التفجير الانتحاري والهجوم المسلح الذي وقع في آب/أغسطس. وهو يعتقد أنه كان سيُقتل لو بقي في أفغانستان بسبب العمل الذي قام به مع منظمات أجنبية كان تعمل في أفغانستان.
وهو يقول إنه، استنفذ مدخراته واقترض المال وترك وراءه شركة الطباعة والأصدقاء بحثا عن حياة مريحة. اقتادته الرحلة أولاً إلى إيران وتركيا، ثم بعد ذلك استقل قاربا وسار على الأقدام بعدها لمدة 25 يومًا متوجها إلى اليونان، ثم إيطاليا فالحدود الفرنسية. يعتقد علي رضائي أن رحلات عبوره هي يسيرة فعلا مقارنة بكل ما مر به في أفغانستان.