90% من الفلسطينيين يرغبون باستقالة الرئيس محمود عباس
"تراجع الثقة" في السلطة الفلسطينية وارتفاع في شعبية الأسير مروان البرغوثي
أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي، قال نحو 90% إنهم يريدون استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما تواصل صعود التأييد الشعبي للأسير مروان البرغوثي.
كما أظهرت النتائج أن ثُلثي الفلسطينيين يؤيدون الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر، فيما يعتقد 80% منهم أن الهجوم جعل القضية الفلسطينية في “بؤرة الاهتمام العالمي”، كما أظهر ارتفاعاً في شعبية “حماس”، و”تراجع الثقة” في السلطة الفلسطينية.
وأفادت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونشرت نتائجه، الخميس، بأن أكثر من 60% من سكان قطاع غزة فقدوا أقارب لهم في الحرب على غزة.
وأفاد الاستطلاع بأن نصف سكان غزة يتوقعون انتصار “حماس”، وعودتها إلى حكم القطاع بعد الحرب، وربعهم يتوقع انتصار إسرائيل، فيما ارتفعت معدلات المطالبة باستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومعدلات شعبية “حماس”، والأسير مروان البرغوثي، وفي تأييد ما وصف بـ”العمل المسلح” مع هبوط في تأييد حل الدولتين، وأكثر من 60% يؤيدون حل السلطة الفلسطينية.
وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن الحزب السياسي أو الاتجاه السياسي الذي يؤيدونه، قالت النسبة الأكبر من الفلسطينيين (40%) إنها تفضل “حماس”، تتبعها حركة “فتح” (20%)، فيما اختارت نسبة 7% قوى ثالثة، وقالت نسبة 33% إنها لا تؤيد أياً منها أو لا تعرف.
وتعني هذه النتائج، بحسب الاستطلاع، أن التأييد لحركة “حماس” خلال الأشهر الثلاثة الماضية، شهد ارتفاعاً بمقدار 6%، في حين ارتفع تأييد حركة فتح 3% خلال الفترة نفسها.
في السياق نفسه، تعتقد نسبة تزيد قليلاً عن النصف أن حماس “هي الأحق” بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني الوقت الراهن، فيما ترى نسبة 16% فقط أن فتح بقيادة الرئيس عباس “هي الأحق”.
البرغوثي وهنية ودحلان
وعلى المستوى القيادي، أظهر الاستطلاع استمرار صعود التأييد للأسير مروان البرغوثي. في حال إجراء انتخابات رئاسية بين 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، ومروان البرغوثي، يفوز البرغوثي بأغلبية المشاركين في الانتخابات.
وفي حال كانت المنافسة بين البرغوثي وهنية، يفوز الأول بنحو 60% من أصوات الناخبين المشاركين، بحسب الاستطلاع.
وفي سؤال مفتوح، أي دون خيارات محددة مسبقاً، عندما طُلب من المشاركين ذكر اسم المرشح المفضل ليكون رئيساً للسلطة الفلسطينية بعد عباس. جاء اسم مروان البرغوثي أولاً، إذ ذكره 29%، يتبعه إسماعيل هنية (14%)، ثم القيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان (8%)، ثم زعيم حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار (7%)، ثم الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي (2%).
مطالب باستقالة عباس
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، تبلغ نسبة الرضا عن أداء الرئيس عباس 12%، ونسبة عدم الرضا 85%. وقال نحو 90% إنهم يريدون استقالة الرئيس. وسجلت نسبة المطالبة باستقالة الرئيس 94% في الضفة الغربية، و83% في قطاع غزة.
وأعربت الغالبية العظمى (72%) عن اعتقادها بأن الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، التي تشكلت في مارس، “لن تنجح في إجراء إصلاحات”، لم تكن الحكومة السابقة برئاسة محمد اشتيه قادرة على القيام بها.
ووجد الاستطلاع، أن سكان قطاع غزة “أكثر تفاؤلاً” من سكان الضفة الغربية في ما يتعلّق بقدرة الحكومة الجديدة على النجاح، لكن الغالبية أيضاً لا تعتقد أن الحكومة ستنجح في أي من الإصلاحات التي تحدثت عنها.
تدابير سياسية لمعالجة آثار الحرب
وفي ما يتعلّق بالتدابير السياسية، التي ينبغي على قيادة السلطة الفلسطينية اتخاذها للمساعدة في معالجة آثار الحرب الحالية على قطاع غزة، طُرح على المشاركين سؤال تكرر في استطلاع سابق مع 3 خيارات، تشمل المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتقديم الخدمات الإنسانية.
ومقارنة بنتائج الاستطلاع السابق، أظهر الاستطلاع الراهن، أن النسبة التي اختارت تحقيق مصالحة فورية وتوحيد للضفة والقطاع تزيد عن النصف. ثم جاء ثانياً تشكيل حكومة وحدة وطنية للتفاوض مع إسرائيل والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة في المستقبل، إذ اختارته نسبة بلغت الثلث. واختار الباقي أن تتولى السلطة الفلسطينية “قيادة حملة لتقديم الخدمات الإنسانية لسكان غزة بالتعاون مع مصر والمجتمع الدولي”.
تأييد حل الدولتين
أما بالنسبة للعلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، فقد اختلفت النتائج بشكل ملفت عن نتائج الاستطلاع السابق الذي نشر قبل 3 أشهر، إذ بلغ حجم التأييد لحل الدولتين الثلث فقط، وتقول الأغلبية إنها تؤيد “العمل المسلح”.
وبخلاف نتائج الاستطلاع السابق، انخفض تأييد حل الدولتين بشكل ملحوظ، وارتفع تأييد “الكفاح المسلح”. لكن الانخفاض في تأييد حل الدولتين جاء فقط من قطاع غزة، بانخفاض 30%.
ومع ذلك، فإن نسبة تبلغ نحو النصف في كل من قطاع غزة والضفة الغربية تعتقد أن الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، عاصمتها القدس الشرقية.
“العمل المسلح” مقابل المفاوضات
وعند النظر في 3 خيارات ممكنة أمام الفلسطينيين لكسر الجمود في العملية السياسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أشارت نتائج الاستطلاع إلى ارتفاع بنسبة 8% في تأييد “الكفاح المسلح” لتقترب من نحو الثلثين، وارتفاع بنسبة 4% في تأييد المقاومة السلمية لتبلغ نحو النصف.
وأيّد أكثر من 60% حل السلطة الفلسطينية، وأيدت نسبة أكبر من 20% التخلّي عن حل الدولتين والمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن بين 3 طرق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، اختارت نسبة فاقت النصف بقليل “العمل المسلح”؛ واختار الربع المفاوضات.
وتشير هذه النتائج إلى ارتفاع بنسبة 8% في تأييد “العمل المسلح” مع بقاء نسبة دعم المفاوضات دون تغيير.
ويأتي الارتفاع في تأييد “الكفاح المسلح” من قطاع غزة، حيث ترتفع معدلات التأييد بنسبة 17%.