29 قتيلا في عمليتي إطلاق نار خلال أقل من 24 ساعة في الولايات المتحدة
أسفرت عمليتا إطلاق نار في الولايات المتحدة خلال أقل من 24 ساعة عن مقتل 29 شخصاً، فقد لقي 20 شخصاً مصرعهم صباح السبت في إل باسو في تكساس وقتل تسعة آخرون فجر الأحد في إطلاق نار في دايتون في أوهايو شمال غرب الولايات المتحدة.
وأطلق شخص صباح السبت النار في مركز تجاري في إل باسو، متسبباً بمقتل 20 شخصاً بينهم ثلاثة مكسيكيين، كانوا يتسوقون، قبل أن توقف الشرطة المشتبه به وتضعه قيد الحبس الاحتياطي.
واعلنت السلطات المحلية انها ستطلب عقوبة الاعدام بحق مطلق النار في تكساس، وهو رجل ابيض في الحادية والعشرين تشتبه الشرطة بان دوافعه عنصرية. وقالت الشرطة الفدرالية انه يتم التعامل مع القضية بوصفها “ارهابا داخليا”.
وبعد أقل من 13 ساعة، حصل إطلاق نار في دايتون بعيد الساعة الاولى فجراً في حي أوريغون المكتظ بالحانات والملاهي الليلية، بحسب ما قال الضابط في الشرطة المحلية مات كاربر للصحافة.
وأعلنت الشرطة في دايتون لاحقا عبر تويتر “مطلق النار قُتل. هناك تسعة قتلى أيضاً. ونُقل 16 شخصاً على الأقل إلى المستشفيات مصابين بجروح”.
وأفادت رئيسة بلدية دايتون الاحد أن مطلق النار في هذه المدينة بولاية اوهايو (شمال شرق الولايات المتحدة) “تمت السيطرة عليه بعد أقل من دقيقة” بعدما أطلق النار مخلفا تسعة قتلى و27 جريحا.
وقالت نان ويلي في مؤتمر صحافي “في أقل من دقيقة، تمكن عناصر شرطة دايتون الذين كانوا أول الواصلين الى المكان من السيطرة على مطلق النار”، لافتة الى أن 15 جريحا خرجوا من المستشفى هذا الصباح من أصل 27.
وأضافت أن المشتبه به استخدم بندقية هجومية مزودة ملقم بقوة كبيرة وكان يحمل ذخيرة إضافية ويرتدي سترة واقية للرصاص.
ولاحقا، أعلن مات كاربر مسؤول الشرطة في دايتون أن “مطلق النار اسمه كونور بيتس، وهو رجل أبيض في الرابعة والعشرين من عمره”، لافتا الى أن شقيقته ميغن بيتس (22 عاما) هي بين القتلى.
وكتب الرئيس دونالد ترامب صباح الأحد على تويتر “ليبارك الله سكان” المدينتين متجاهلا انتقادات مباشرة وجهها العديد من المرشحين الديموقراطيين الذين يحملونه مسؤولية تصاعد العنف.
وأمر ترامب بتنكيس “علم الولايات المتحدة على البيت الابيض وجميع المقار العامة” لأربعة ايام.
وقالت المرشحة الديموقراطية اليزابيث وارن “ينبغي القول أن الرئيس يعزز العنصرية وتفوق العرق الابيض”، علما بأن اطلاق النار في إل باسو قد تكون دوافعه عنصرية.
من جهتها، كتبت كيليان كونواي مستشارة ترامب على تويتر ان “امتنا حزينة ومصدومة للافعال المرعبة التي اودت بأرواح أبرياء في ال باسو ودايتون”.
ورغم أن ترامب ندد بعد اطلاق النار في ال باسو بعمل “مأسوي” و”جبان”، فان المرشح الديموقراطي بيتو اوروك المتحدر من ال باسو اتهمه ايضا ب”تأجيج العنصرية في البلاد” عبر خطاباته النارية المناهضة للمهاجرين.
وتعالت الأصوات مجددا مطالبة بتنظيم أفضل لسوق الاسلحة النارية.
وغرد المرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي جو بايدن “حان الوقت فعلا للتحرك ووضع حد لهذا الوباء من العنف المرتبط بالاسلحة”.
-“غزو ذوي الاصول الاسبانية”-
في إل باسو، أطلق مهاجم النار في مركز وولمارت التجاري الذي يقصده خصوصاً من هم من أصل إسباني، متسبباً كذلك بإصابة 26 شخصاً بجروح بعضهم في حالة حرجة.
وأظهرت فيديوهات التقطها هواة مشاهد من حالة الذعر التي عمت، فيظهر زبائن يفرون مسرعين من المركز التجاري بحثا عن مكان للاختباء، وأجساد ممددة على الأرض.
وفي بيان نسب له، يندد المهاجم”بغزو ذوي الأصول الإسبانية” لتكساس. كما يشير إلى المجزرة التي ارتكبها عنصري أبيض في نيوزيلندا بإطلاق نار على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في 15 آذار/مارس مسبباً مقتل 51 شخصاً.
وتقع مدينة إل باسو البالغ عدد سكانها 680 ألف نسمة على الحدود مقابل مدينة سيوداد خوايز المكسيكية. و83% من سكانها هم من أصول إسبانية، وفق إحصاءات عام 2018. وبلغ معدّل جرائم القتل خلال السنوات الخمس الأخيرة في إل باسو 18 جريمة في العام، وهو معدل أدنى بكثير من مدن أميركية أخرى بنفس حجم إل باسو.
وقال البابا فرنسيس الأحد إنه “قريب روحياً من ضحايا عمليات العنف التي أدمت في هذه الأيام تكساس…وأوهايو، مصيبةً أبرياء في الولايات المتحدة”.
ووقعت العديد من حوادث إطلاق نار في الولايات المتحدة حيث حمل السلاح قانوني، وطالت مدارس أو أماكن عبادة وعمل وترفيه ومتاجر.