الانتخابات الروسية.. استفتاء حول شعبية بوتين؟
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مواطنيه للتصويت بكثافة في انتخابات رئاسية يبدو أنها محسومة مسبقا بسبب غياب منافسين أقوياء على غرار المعارض للنظام أليكسي نافالني. ويعول بوتين على خبرته في الحكم وحنكته في السياسة للفوز بعهدة ثانية على التوالي.
يتوجه نحو مئة مليون مواطن روسي الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، فيما تشير معظم التوقعات إلى فوز الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بعهدة جديدة بسبب غياب منافسين أقوياء.
وستعرف هذه الانتخابات غياب المعارض البارز للنظام الروسي أليكسي نافالني الذي لم تسمح له اللجنة المنظمة للانتخابات بالمشاركة بسبب “سابق قضائي”.
فيما سيدور التنافس بين ثمانية مرشحين، على رأسهم الرئيس بوتين الذي دعا الجمعة جميع مواطنيه إلى الإقبال بقوة على مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
ويأتي تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية في ظرف دولي صعب يتميز بالأزمة السياسية المفتوحة التي تمر بها كل من موسكو ولندن على خلفية قضية تسميم جاسوس روسي سابق من جهة وبسبب الوضع الإنساني المزري في الغوطة الشرقية والملف السوري، من جهة أخرى.
بوتين يدعو مواطنيه إلى التصويت بكثافة
وبالرغم من أن معظم التوقعات تشير إلى فوز بوتين بعهدة جديدة، إلا أن الرئيس الروسي، الذي قام الأربعاء الماضي بزيارة ميدانية إلى مدينة “سيباستوبول” بجزيرة القرم، يخشى شبح المقاطعة.
وفي شريط فيديو بثته قناة روسيا اليوم، قال بوتين “إلى من نصوّت وكيف نمارس حقنا بخيار حرّ، فهذا قرار شخصي يعود لكل شخص. لكن إذا تجنبنا اتخاذ هذا القرار، سيتم اتخاذ الخيار الأساسي والحاسم من دون أخذ رأينا بعين الاعتبار”.
وأضاف “أنا مقتنع أن كل شخص من بيننا يحمل همّ مصير بلدنا الأم. لذلك أتوجه إليكم وأطلب منكم الذهاب إلى مراكز الاقتراع الأحد. استخدموا حقكم في اختيار المستقبل”.
هذا، وأظهر آخر استطلاع نشره معهد “في تي إس يوم” المقرب من الحكومة الروسية، حصول فلاديمير بوتين على حوالي 69 بالمئة من نوايا الأصوات، فيما جاء في المرتبة الثانية المرشح الشيوعي بافل غرودينين بـ8 بالمئة. أما المرشحون الخمسة المتبقون فيبدو أنهم لا يملكون أي حظ، حسب نفس الاستطلاع.
ويعول الرئيس فلاديمير بوتين على حصيلته السياسية “الإيجابية” لا سيما على المستوى الدولي إذ تمكن أن يعيد لروسيا مكانتها في مسرح الدول العظمى وأن يفرض نفسه من بين الشخصيات السياسية الأكثر تأثيرا في العالم إضافة إلى دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ ومسؤولين كبار آخرين.
وينقسم الروس في نظرتهم لبوتين، فثمة من يرى فيه الرجل السياسي المحنك والوحيد الذي يمكن أن يضمن الاستقرار لروسيا في زمن الحروب والتقلبات السياسية الدولية وبين من يصفه بالدكتاتوري الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد. وبين هذا وذاك، تبقى حظوظ بوتين أن يخلف نفسه كبيرة إن لم نقل كاملة.
وولد الرئيس الروسي في مدينة “سان بطرسبورغ ” في 1952 وهو من عائلة بسيطة كانت تعمل في مجال سكك الحديد. فيما شغل منصب رئيس الحكومة بين عامي 1999 و2000 ثم بين 2008 و2012.
بدأ بوتين مسيرته السياسية والاستخباراتية وعمره لم يتجاوز 33 سنة إذ تم تعيينه كعضو في الاستخبارات الروسية (كي جي بي سابقا) بمدينة درسدن الألمانية في 1985. عايش سقوط الجدار بألمانيا الشرقية سابقا، ما أكسبه خبرة كبيرة في المجال الاستخباراتي والسياسي.
وشغل فلاديمير بوتين منصب رئيس روسيا بالنيابة عام 2000 بعد استقالة بوريس إلتسين لأسباب “صحية”. فيما أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في 2012 خلفا لرئيس حكومته الحالي ديمتري مدفيدف.