سوريا: عشرات القتلى في غارات على الغوطة الشرقية مع استمرار نزوح آلاف المدنيين
كثف الجيش السوري السبت غاراته الجوية على جيوب تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، موقعا 30 قتيلا مدنيا على الأقل في مدينة زملكا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتزامنا مع التصعيد العسكري، واصل آلاف المدنيين نزوحهم من المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة، حيث اضطر العديد منهم لقضاء ليلتهم في العراء بعد وصولهم إلى مناطق سيطرة النظام التي لم تكن تتوقع خروح هذه الأعداد الكبيرة.
واصل الجيش السوري قصفه المكثف على إحدى الجيوب المحاصرة للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية السبت، موقعة عشرات القتلى، فيما استمرت عمليات نزوح المدنيين من المنطقة التي تشهد تصعيدا عسكريا منذ 18 من فبراير/ شباط الماضي.
وأضاف المرصد أن أكثر من 30 مدنيا قتلوا صباح السبت في قصف جوي على مدينة زملكا جنوب الغوطة الشرقية، والتي استهدفتها قوات النظام السوري بهجوم عنيف بهدف استعادتها من فصيل” فيلق الرحمن” الذي يسيطر عليها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “الطائرات الحربية استهدفت المواطنين أثناء استعدادهم للخروج (من الغوطة) عبر معبر حمورية”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 20 ألف مدني خرجوا من الغوطة الشرقية الخميس، وأن نحو ألفين خرجوا الجمعة معظمهم من بلدة سقبا، مؤكدا أن الغارات نفذتها طائرات روسية.
وأكد عبد الرحمن أن صباح السبت “أكثر من 10 آلاف مدني غادروا (الغوطة) إلى مناطق سيطرة النظام عبر معبر حمورية”.
وقال عبد الرحمن إن عددا كبيرا من المدنيين أمضوا ليلتهم في العراء بعد وصولهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام التي لم تكن تتوقع خروج هذه الأعداد الكبيرة.
مقتل 80 مدنيا على الأقل في كفربطنا وسقبا
وقال المرصد إن خروج المدنيين من جيب تحت سيطرة “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية، تزامن مع “غارات روسية كثيفة” استهدفت بلدتي كفربطنا وسقبا وتسببت بمقتل 80 مدنيا على الأقل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن “64 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً قتلوا وأصيب عشرات بجروح جراء غارات روسية استهدفت بلدة كفربطنا” مضيفا أن 11 مدنياً قتلوا صباح الجمعة جراء الغارات في بلدة سقبا.
وتتعرض بلدات عدة تحت سيطرة فيلق الرحمن منذ أيام وفق المرصد لغارات روسية وسورية، لا سيما حمورية وكفربطنا وسقبا، وهي المناطق التي خرج النازحون منها. ولهيئة تحرير الشام تواجد محدود في هذه المنطقة.
“تفحم جثث القتلى في كفربطنا”
وأشار المرصد إلى “تفحم جثث القتلى” في كفربطنا، مرجحا استخدام “مواد حارقة”، وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس ثماني جثث محترقة على الأقل في الشارع، موضحا أن معظم مراكز الدفاع المدني باتت خارج الخدمة.
غير أن وزارة الدفاع الروسية نفت بشكل قاطع مؤكدة أن طائراتها لا تنفذ “أية مهام عسكرية” في الغوطة الشرقية.
من جانبه، أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الجمعة خروج أكثر من 40 ألف مدني الخميس من الغوطة الشرقية. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا إن المدنيين “توجهوا إلى مراكز إيواء وفرتها الحكومة والهلال الأحمر العربي السوري”، مشيرا إلى أن القوات السورية والروسية فتحت “معابر” لتأمين خروجهم.
محادثات في أستانة ومجموعات مسلحة تعلن استعدادها للتفاوض مع روسيا
وفيما يستمر التصعيد، تعهد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات في أستانا، بالاستمرار في “تصفية” جبهة النصرة، في إشارة الى هيئة تحرير الشام والمجموعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة.
في الأثناء قالت مجموعات “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” التي يوجد كل تنظيم منها في جزء من الأجزاء الثلاثة للغوطة الشرقية، الجمعة إنها مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وتسبب الهجوم على الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ 18 شباط/فبراير بمقتل 1350 مدنيا بينهم 270 طفلا، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.