هونغ كونغ تغرق بأعمال عنف جديدة مساء الأحد
غرقت هونغ كونغ مساء الأحد بأعمال عنف جديدة، بعدما لجأت الشرطة إلى قنابل الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه ضدّ ناشطين مطالبين بالديموقراطية كانوا يرشقون بدورهم الحجارة وقنابل المولوتوف خلال تظاهرة محظورة.
وتحدى عشرات آلاف الأشخاص هذا الحظر ونزلوا مجدداً إلى شوارع وجادات وسط المدينة.
وفي مشهد أصبح مألوفاً جداً خلال ثلاثة أشهر من الاحتجاجات، سرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة ووقعت اعمال عنف بين عناصر الشرطة ومجموعات راديكالية صغيرة كان أفرادها يحاولون مهاجمة المبنى الذي يضمّ مقر الحكومة.
وألقى رجال الشرطة بعدد من قنابل الغاز المسيّل للدموع ولجأوا إلى خراطيم المياه التي كانت تحوي على سائل ذي لون أزرق، فيما رمى المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف من فوق السياج الذي يلفّ المبنى الحكومي.
وأظهرت صور تناقلتها القنوات التلفزيونية مشاهد لمتظاهرين يمزقون ويحرقون لافتة تحتفي بالذكرى السبعين على قيام الصين الشيوعية. وقاموا أيضاً بإحراق علم الصين.
وقبل الانسحاب من أمام عناصر شرطة مكافحة الشغب، تسلّق بعض المتظاهرين متاريس واشعلوا ناراً وخرّبوا محطات مترو، في ظل تجنبهم للاشتباك مباشرة مع عناصر الشرطة.
وتضع هذه المواجهات حداً لهدنة غير معلنة سرت لبضعة أيام بين الشرطة والمتظاهرين.
وتتكاثر عبر المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الدعوات إلى تظاهرات جديدة خلال الأسابيع المقبلة، مع اقتراب مناسبتين رئيسيتين: 28 أيلول/سبتمبر، تاريخ ذكرى خمس سنوات على انطلاق “تحرك المظلات”؛ والأول من تشرين الأول/اكتوبر، تاريخ الذكرى السبعين على تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
منذ 99 يوماً، تواجه المستعمرة البريطانية السابقة أسوأ أزمة سياسية منذ عودتها إلى الصين عام 1997، وسط نشاطات وتظاهرات معارضة تكاد تتحوّل إلى شبه يومية، وهدفها المطالبة بإصلاحات ديموقراطية والتنديد بردود فعل الشرطة الموصوفة بأنّها عنيفة.
وتشكّل هذه الحركة الاحتجاجية تحدياً غير مسبوق للحكومة الصينية وللحكومة المحلية في هونغ كونغ.
وبموجب الإعلان الصيني-البريطاني لعام 1984 الذي أدى إلى عودة الجزيرة للصين في العقد اللاحق، لا تزال هونغ كونغ تحظى بحريات استثنائية غير قائمة في باقي أنحاء الصين، وذلك حتى عام 2047 وهي تحكم تحت شعار “دولة واحدة، نظامان”.
غير أنّ الناشطين المطالبين بالديموقراطية يتهمون بكين بالتراجع عن التزاماتها عبر تشديد سطوتها السياسية على هذه الجزيرة وعبر رفض الإفساح بتنظيم انتخابات مباشرة.
وقبل أن يغرق وسط هونغ كونغ بالفوضى الأحد، تجمّع متظاهرون أمام مقر القنصلية البريطانية مطالبين لندن ببذل مزيد من الجهود لحماية سكان مستعمرتها السابقة.
وأنشد مئات المتظاهرين “فليحفظ الله الملكة” رافعين العلم البريطاني وأعلاماً تعود إلى حقبة الاستعمار.
-الجنسية البريطانية-
وكتب على إحدى اللافتات أن “الإعلان الصيني-البريطاني المشترك باطل”.
ودعا كثيرون إلى أن يتم منحهم الجنسية البريطانية أو جنسية إحدى دول الكومنولث.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، وقّع نحو 130 نائبا بريطانيا على رسالة مشتركة تدعو الدولة البريطانية ودول الكومنولث إلى وضع “سياسة تأمين” لأهالي هونغ كونغ تمكنهم من الانتقال للعيش في الخارج في حال أرادوا ذلك.
وانطلقت التظاهرات في شهر حزيران/يونيو، وأثارتها خطة تمّ التخلي عنها حالياً لتسليم المطلوبين إلى البر الصيني.
وعملت الصين على تصوير التظاهرات على أنها ممولة من الخارج منتقدة بريطانيا والولايات المتحدة على وجه الخصوص رغم أنها لم تقدم أدلة كثيرة باستثناء تصريحات مؤيدة للحراك أدلى بها بعض المسؤولين الغربيين.
-توعية الخارج-
وتتعامل بريطانيا بحذر مع التظاهرات في مسعى للمحافظة على بكين كشريك تجاري مهم، خصوصاً في ظل الضبابية التي يتسبب بها انسحابها الوشيك من الاتحاد الأوروبي.
لكنها أعربت عن قلقها بشأن الاتجاه الذي تسير فيه الأمور في هونغ كونغ، وقالت إنّها مضطرة إلى السهر على احترام الإعلان الصيني-البريطاني.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في حزيران/يونيو إنّ “الإعلان المشترك معاهدة ملزمة قانونياً (…) وهو ملزم اليوم أيضاً بقدر ما كان ملزماً حين جرى توقيعه قبل 30 عاماً”.
وينشط المحتجون في المدة الأخيرة لتوعية المجتمع الدولي على ما يحصل لديهم.
وحضّ الناشط جوشوا وونغ، أحد وجوه “حراك المظلات” والمتواجد حالياً في الولايات المتحدة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تضمين “بند بشأن حقوق الإنسان” في أي اتفاق تجاري مع الصين. كما التقى قبل أيام وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.