نبيل القروي: رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحلفاءه من الإخوان سجنوني بشكل غير قانوني
اتهم المرشح الرئاسي التونسي، نبيل القروي، رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحركة “النهضة” الإخوانية بتدبير عملية توقيفه، معتبرا أنه في حال لم يتم الإفراج عنه، فإن الانتخابات ستكون “مهزلة حقيقية”.
جاء ذلك في مقابلة أجراها القروي من سجنه مع صحيفة “لو بوان” الفرنسية، عبر محاميه الذي استلم الأسئلة وتلاها على موكله خلف القضبان، قبل أن يمليه الأخير الإجابات كما نشرتها الصحيفة عبر موقعها.
والقروي حلَ بالمركز الثاني بالجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المقامة في تونس الأحد الماضي، بحصوله على 15.58 بالمائة من الأصوات.
نتيجةٌ جاءت رغم خوضه الاقتراع وهو موقوف منذ 23 أغسطس/آب الماضي، على خلفية شبهات بالفساد، إثر شكوى تقدمت بها ضده منظمة محلية مستقلة.
وينص القانون التونسي على أنه في حال لم يصدر حكم نهائي بات بحق الموقوف، فإن حقوقه بالترشح وخوض الانتخابات تظل قائمة.
وردا على سؤاله حول ظروف احتجازه، قال القروي: “أستيقظ كل يوم في الصباح، وأمارس الرياضة، ثم ألتقي بالمحامين، مرة كل أسبوع، وألتقي عائلتي من خلف الزجاج. ونحو الساعة الرابعة عصراً، تغلق الزنزانة التي يوجد فيها تلفاز وتتوفر فيها ظروف صحية مناسبة”.
وأضاف رجل الأعمال التونسي أنه يتشارك الزنزانة مع اثنين من معتقلي القانون العام، مستدركا: “لا يمكنني معرفة ما إذا كانت ظروفي مختلفة لأنني معزول تمامًا ولا أرى السجناء الآخرين”.
وفي معرض حديثه عن الأسباب الحقيقية لاعتقاله، أكد القروي أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحلفاءه من الإخوان، هم من “سجنوني بشكل غير قانوني، حتى لا أتمكن من القيام بحملتي للانتخابات الرئاسية والتشريعية”.
كما اتهم منافسه في الجولة الثانية من الانتخابات، قيس سعيّد، بالتحالف مع حزب “النهضة”، معتبرا أن “الحركة الإخوانية حاولت إقصاءه من الانتخابات”.
وبفخر تابع: “رغم كل ما عانيت منه، أنا في الجولة الثانية” للاقتراع الرئاسي، ما يعني أنه “بدون حملات انتخابية، وفي خضم المعاناة وكل المضايقات وكذلك الضغوط التي عانى منها فريقي في الخارج، بما أنه لا يمكنني مثل المرشحين الآخرين طرح برنامجي وأفكاري للناخبين في وسائل الإعلام، ما زلت في الجولة الثانية”.
وأردف “أنا أمثل وزناً انتخابياً وسياسياً، أنا اليوم حقيقة في تونس”.
وفي حال عدم الإفراج عنه، تساءل القروي: “أي معنى سيكون لهذه الانتخابات؟ ستكون مهزلة ديمقراطية حقيقية”، لافتا إلى أن الشاهد والإخوان أرادوا وضعه “تحت القفل والمفتاح، لأنهم ظنوا أنه إذا دخلت السجن، فسيمهد ذلك الطريق لهم نحو الجولة الثانية”، بما أن الشاهد خاض الانتحابات الرئاسية وخسر وكذلك الإخوان.
ومضى قائلا “تابعت النتيجة (الجولة الأولى للرئاسية)، هؤلاء الناس مفصولون عن هذا البلد العميق، وبالتالي لاقوا فشلاً مريراً”.
وبالنسبة للقروي، فإن شركاء الشاهد من حزب النهضة الإخوانية “قلقون أكثر من الانتخابات التشريعية التي تفوق فيها حزبي قلب تونس”، وفق استطلاعات الرأي لنوايا التصويت.
وأشار إلى أن “النهضة فعلت كل شيء لإبقائه خلف القضبان حتى السادس من أكتوبر (تشرين الأول)” المقبل، الموعد المرجح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية..
ورأى القروي أنه لا يمكنه القيام بحملة للجولة الثانية من زنزانته، لأنه مُنع من الوصول إلى وسائل الإعلام، فهم لا يسمحون له بإجراء مقابلات ولا المشاركة في المناقشات المتلفزة أو غيرها”، متسائلاً:” ما هو الخطر الذي يمثله على السلامة العامة إذا تركوه لمدة ساعتين أو أربع ساعات؟”.
وحول رؤيته للجولة الثانية بينه وبين خصمه قيس سعيد، قال القروي إن «الوضع اليوم في تونس شبيه بما كما كان عليه عام 2014، ستكون المعركة حاسمة بين محور إسلامي محافظ يمثله السيد قيس سعيد والنهضة، ومحور اجتماعي ليبرالي حداثي أمثله أنا بحزب “قلب تونس”.
وأكد القروي أنه في حال انتخابه رئيساً، سيكون رئيساً حداثياً، مدافعًا عن القيم الديمقراطية، ومتسامحًا، ويحترم حقوق الأقليات، وقريبًا من مواطنيه، وسيتجول في البلاد لمحاولة تحسين حياتهم”.
كما تعهد بأن يكون ” الرئيس الذي سيحرر الاقتصاد التونسي ويدعم الشركات ويشجع المستثمرين الذين سيحملون العلم التجاري والدبلوماسي لتونس، كما سيشجع المستثمرين الأجانب ويشجع الفنانين والمثقفين ».
ووعد بأن يكون “رئيسًا يدلي بقرارات شجاعة وسيحارب الإرهاب، ويسعى لإحلال الأمن، وإعادة تونس إلى سياقها الإقليمي والمغربي والمتوسطي”