والدة المغدورة هفرين خلف تطلب فتح تحقيق دولي مع النظام التركي
بعد أن وجهت اتهاماً مباشراً رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بقتل ابنتها السياسية الكردية هفرين خلف، طالبت سعاد محمد، والدة هفرين، بفتح تحقيق دولي ترعاه الأمم المتحدة لكشف حيثيات مقتل ابنتها وتقديم القتلة للمحاكمات.
وكشفت محمد أن المخابرات التركية لاحقت ابنتها هفرين 7 أشهر، حتى تمكنوا من اغتيالها.
وأشارت إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان هنأ القتلة، وأرسل لهم الهدايا، منوّهة إلى أن القتلة تدربوا في تركيا، ولم يكن هدفهم القضاء على هفرين كامرأة كردية، بل القضاء على فكرة العيش المشترك والتلاحم بين شعوب المنطقة من العرب، والأكراد، والمسيحيين.
وأضافت: “أردوغان والهمجيون مسؤلون عن قتل هفرين بوابل من الرصاص، وسحلها، ونزع شعرها، والتمثيل بجثتها. أطالب بفتح تحقيق دولي تشرف عليه الأمم المتحدة، والجهات الحقوقية المعنية، وكذلك أميركا التي انطلق حزب سوريا المستقبل تحت جناحها وبدعمها”.
إلى ذلك تابعت: “سأحمل بيدي ملف الدعوى ضد أردوغان والآخرين الذين قتلوا ابنتي، وأنا مستعدة للذهاب إلى أي مكان في العالم لمتابعة الدعوى التي لن أتنازل عنها حتى آخر يوم في حياتي”.
يذكر أن هفرين خلف هي رئيسة حزب سوريا المستقبل، صفيت منذ أسابيع من ضمن 9 مدنيين على يد عناصر من فصيل مسلح موالٍ لتركيا، على الطريق الواصل إلى مدينة الحسكة جنوب تل أبيض. ولاحقاً أوضح مجلس سوريا الديمقراطية في بيان أنه “تم إنزال هفرين من سيارتها من قبل القوات التابعة لتركيا وقتلها”.
الشابة الكردية البالغة من العمر 35 عاماً، قتلت في 12 أكتوبر/تشرين الأول على يد عناصر ما يسمى “الجيش الوطني السوري”، وهي فصائل سورية مسلحة مدعومة تركياً.
العناصر المسلحة التي قتلت هفرين تابعة لعدة فصائل تقاتل في الفيلق الأول من “الجيش الوطني”، ولم تكن وحدات الشعب الكردية تعلم بتقدم هذا الفصيل في تلك المنطقة، حيث استغلت ميليشياته ذلك ونصبت كمائن على الطريق الدولي، وقامت بإيقاف السيارات واعتقال من فيها، ومن كان يرفض التوقف ويحاول الهروب كان عناصر الميليشيات يطلقون الرصاص عليه.
بعد الحادثة وتفاصيلها، أدانت أميركا بأقصى لهجة الإعدامات وقتل المدنيين والسجناء على يد القوات التركية، وأعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلاده تابعت بقلق بالغ تقارير عن مقتل السياسية الكردية هفرين خلف، واعتقال عدة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية. مضيفاً: “نعتبر تلك التقارير مثار قلق بالغ وتعكس زعزعة الوضع بشكل عام في شمال شرقي سوريا منذ بدء الأعمال القتالية”.
كما أكد أن بلاده تدين بأقوى العبارات أي انتهاكات أو عمليات إعدام خارج نطاق القانون للمدنيين والأسرى، وأنها تبحث في أمر تلك الملابسات.
بعدها، قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى سوريا إن قوات أميركية رأت أدلة على ارتكاب القوات التركية جرائم حرب في سوريا أثناء هجومها على الأكراد هناك.
وأضاف جيمس جيفري، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي: “لم نر أدلة شائعة على تطهير عرقي” من تركيا، لكن هناك تقارير عن وقائع
عديدة لما تعتبر جرائم حرب”.
وأضاف أن مسؤولين أميركيين يعكفون على بحث هذه التقارير، وطالبوا بتفسير من الحكومة التركية. وأكد أن مسؤولين أميركيين يحققون في تقرير بأن تركيا استخدمت الفوسفور الأبيض الحارق المحظور أثناء هجومها.