بعد اسقاطه طائرة مسيّرة تركية… الجيش الليبي يعلن مطار معتيقة منطقة عسكرية وحظر جوّي
أعلن الجيش الوطني تفعيلَ منطقة الحظر الجوي التي تضم “مطار معيتيقة”، واعتبارَ “قاعدة معيتيقة الجوية” و”مطارَ معيتيقة” مناطقَ عسكرية يُمنع منعا باتا استخدامُها للطيران المدني أو العسكري.
وبحسب بيان للجيش الليبي، فإن أيَّ تحركٍ لطائرةٍ مدنيةٍ أو عسكرية في المجال الجوي لمطار معيتيقة مهما كانت تبعيةُ هذه الطائرة وتبعيةُ شركتِها، سيُعد خرقا لوقف إطلاق النار وبالتالي سيتم تدميرُها بشكلٍ مباشر.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن عن إسقاط طائرة تركية مسيرة بعد إقلاعها من قاعدة معيتيقة الجوية، مشيرا إلى أنها كانت تحاول الإغارة على موقع وحداته في طرابلس.
وذكر الجيش الليبي أن مطار معيتيقة يستخدم لأغراض عسكرية وإرهابية.
وذكر الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك” أن “قوات الدفاع الجوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أسقطت طائرة تركية مسيرة بعد إقلاعها من قاعدة معيتيقة الجوية وكانت تحاول الإغارة على موقع وحداتنا العسكرية في طرابلس”.
وفي وقت لاحق، أعلن المسماري رسميا في مؤتمر صحافي تفعيل منطقة الحظر الجوي التي تضم مطار معيتيقة. وأوضح أن “قاعدة معيتيقة الجوية ومطار معيتيقة هي مناطق عسكرية ممنوع منعا باتا استخدامها للطيران المدني أو العسكري”، مشيرا إلى أن “أي تحرك لطائرة مدنية أو عسكرية هناك مهما كانت تبعية هذه الطائرة وتبعية شركتها سيكون خرقا لوقف إطلاق النار، وبالتالي سيتم تدميرها بشكل مباشر”.
يأتي ذلك فيما علق العمل في المطار الوحيد الذي لا يزال صالحا للتشغيل في ليبيا عملياته بعد تعرضه لهجوم اليوم الأربعاء، وفقا لما قالته سلطات المطار، على الرغم من هدنة هشة ضغطت القوى العالمية على الأطراف المتناحرة في ليبيا لاحترامها.
وقالت سلطات مطار معيتيقة في طرابلس إن 6 صواريخ غراد سقطت على المدرج. ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع دمار أو ضحايا. وأوضح المطار أنه سيعلق كل الرحلات حتى إشعار آخر.
استئناف قصف معيتيقة يضع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مؤخرا روسيا وتركيا في بداية هذا الشهر في مهب الريح، بينما تتصاعد الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الأهلية المستعرة.
ويوم الأحد، عقدت القوى العالمية المعنية بالصراع قمة سلام في برلين، حيث تعهدت بوقف التدخل الأجنبي واحترام الحظر على الأسلحة الذي انتهك بشكل كبير، ودعم عملية سياسية بتسهيل من الأمم المتحدة.
ويمثل مطار معيتيقة، وهو منصة الهبوط الوحيدة للإدارة المستقرة في طرابلس، هدفا استراتيجيا لقوات شرق ليبيا. وعادة ما يعلق في منتصف الصراع بين الحكومتين المتناحرتين لليبيا والميليشيات المتصارعة على السيطرة على العاصمة.
ويستهدف سلاح الجو التابع للجيش الليبي، على نحو متكرر، مواقع عسكرية تابعة للميليشيات التي تقاتل ضمن قوات حكومة “الوفاق” برئاسة فايز السراج، داخل مطار معيتيقة الواقع وسط العاصمة طرابلس.
وفي مطلع الشهر الحالي، اتهمت حكومة شرق ليبيا، حكومة السراج في طربلس باستخدام قاعدة معيتيقة في نقل مرتزقة من إسطنبول.
وأكد متحدث رسمي وجود رحلات غير مجدولة لطيران الإفريقية والليبية لنقل المرتزقة بين مطاري إسطنبول ومعيتيقة.
وتوجد حاليا هدنة هشة للغاية منذ 12 يناير/كانون الثاني بين الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وميليشيات حكومة “الوفاق” في طرابلس.
ودعا مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، طرفَي النزاع في ليبيا للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى وقف إطلاق النار، تمهيداً لإحياء العملية السياسية ووضع حد للحرب الدائرة.
كما حضّ المجلس – في بيان صدر في ختام اجتماع حول نتائج قمة برلين – الأطرافَ الليبية على المشاركة بشكل بناء في اللجنة العسكرية المسماة 5+5، من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن.
ومن جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى زيادة الضغوط الدولية على أطراف النزاع في ليبيا للوصول إلى عملية سياسية جدية، معتبراً أن انتهاكات الهدنة التي تحدث في ليبيا مازالت محدودة.