غضب شعبي في قطر عقب وفاة المعتقل المعارض فهد بوهندي جراء التعذيب
#فهد_بوهندي
عقب انتشار الأنباء عن وفاة المعتقل المعارض فهد بوهندي في السجون القطرية جراء التعذيب، أعرب مغردون قطريون عن رفضهم لما تشهده بلادهم من تجاوزات، داعين إلى محاسبة المسؤولين عنها، خاصة مع تكرار الانتهاكات خلال الأيام القليلة الماضية، وتوثيق بعضها بالفيديو.
تزامن ذلك مع بث أسماء أريان، زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني حفيد مؤسس قطر، المعتقل في الدوحة، فيديو جديدا أكدت فيه أن وضعه الصحي خطير ويتدهور، ويتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، ودعت المنظمات الحقوقية للضغط على الدوحة لإطلاق سراحه.
وتصاعدت حالة السخط والغضب بين القطريين إثر تزايد انتهاكات شرطة نظام تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ضد أبناء البلاد والمقيمين.
وسبق ذلك تداول فيديو، أكدت صحته وزارة الداخلية القطرية، لاثنين من منسوبيها يسيئون معاملة أحد المقيمين.
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي جراء تصرفاتها، أعلنت وزارة الداخلية القطرية إحالة الشرطيين المتورطين في إساءة معاملة وافد، للتحقيق، وتجاهلت الرد حول أسباب مقتل الصحفي فهد بوهندي، وحقيقة ما يتعرض له حفيد مؤسس قطر من تعذيب في سجونها.
وكان اسم الصحفي فهد بوهندي، تصدّر الترند على موقع تويتر في قطر، خلال الأيام الماضية على خلفية تأكيد وفاته في السجن، بعد اعتقاله تعسفيا لأكثر من 3 سنوات دون محاكمة.
وبوهندي كان معروفا بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، وكان يشغل منصب مدير مركز الإبداع الثقافي، إلا أنه اعتقل تعسفيا عام 2016 ولم يتم تقديمه للمحاكمة.
وكُشفت وفاة بوهندي بعد تغريدة لصديقه الإعلامي القطري أحمد بن علي الحمادي قبل أيام.
ونقل موقع “قطريليكس” عن مصادر أن الإعلامي “بوهندي” تعرض لانتهاكات جسيمة، حيث حرم من أبسط حقوقه داخل السجن، ومُورِسَ عليه شتى أنواع التعذيب ووُضع بالحبس الانفرادي.
ونقل الموقع عن مصادره قولها: إن أحد الضباط وحراس السجن قاموا بالتعدي عليه ضربا داخل زنزانته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يكتفِ النظام بتصفيته داخل السجن فقط، حيث قررت السلطات عدم السماح لأهله بالصلاة عليه ودفنه سراً.
وإزاء صمت الداخلية القطرية حول مقتل بوهندي، طالب مغردون بالكشف عن الحقيقة، معتبرين أن هذا الصمت يؤكد تورطها في تعذيبه.
المغرد القطري ناصر خالد الكواري نشر صورة بوهندي وغرد قائلا: “رحم الله من مات مظلومًا معذبًا في سجون قطر، الله يرحمك ويغفر لك يا #فهد_بوهندي”.
وأردف: “هل من جواب بخصوصة؟! كيف مات؟ أو استشهد؟! نرفض ما حصل لـ#الشهيد_فهد_بوهندي في سجوننا ونرفض هذا الصمت العميق بخصوصه! إعلامنا قوي وعُرف بقوته ولكن لما هذا الصمت بخصوصه ؟! لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
بدوره دعا المغرد خالد جاسم، لمحاسبة المسؤول عن نقتل بوهندي، قائلا: “حسب ما فهمت أنه مسجون لأكثر من ثلاث سنوات وبدون أي محاكمة،، و توفي بسبب التعذيب!!إذا الكلام هذا صحيح فهذه كارثة ومصيبة،، يجب أن يتم محاسبة جميع المسؤولين”.
المغرد عبدالله أدان بدوره نظام قطر، قائلا: “الإعلامي القطري فهد بوهندي اغتيل في السجن وجثته لم تسلم، معروف تاريخ قطر في انتهاك حقوق الإنسان بشهاده دولية”.
ودعا مغردون إلى تحرك فوري لوقف الانتهاكات في السجون القطرية، محذرين من أن يلقى الشيخ طلال آل ثاني نفس مصير بوهندي.
جاءت تلك الدعوات تفاعلا مع فيديو بثته أسماء أريان، زوجة الشيخ طلال آل ثاني، دعت فيه إلى الإفراج عن زوجها، مؤكدة أن وضعه الصحي خطير ويتدهور، ويتعرض للتعذيب وسوء المعاملة في سجنه.
وقالت زوجة آل ثاني، من أنها تقدمت مجددا في 12 مارس/آذار الماضي بالتماس عاجل إلى المقرر الأممي الخاص بشأن التعذيب لكشف ما يتعرض له زوجها من انتهاكات.
وأكدت أن زوجها “مسجون في ظروف قاسية، مع انتهاك حقوقه الإنسانية الأساسية”، وحذرت من أن “المعاملة السيئة التي تعرض لها وضعت صحته وحياته في خطر شديد”.
وأكدت أن السلطات في قطر لم توجه لزوجها المعتقل منذ 7 سنوات، أي اتهامات، كما أنها رفضت تقديمه ولا تزال إلى محاكمة “عادلة”.
وقالت زوجة حفيد مؤسس قطر، في تصريحات سابقة، إن تنظيم الحمدين حاول إجبار زوجها المحتجز في سجون الدوحة على توقيع إقرار بأنه “مختل عقلياً” مقابل إطلاق سراحه.
وشددت أن الحكومة القطرية تآمرت على زوجها لإبعاده عن دائرة العمل السياسي في مستقبل قطر، كونه حفيد مؤسس الدولة.
وأوضحت أن النظام القطري يجبر زوجها على تنفيذ حكم بالسجن 25 عاماً رغم قدرته على دفع ديونه، مؤكدة أن كل ادعاءات الدوحة بالمحافظة على حقوق الإنسان كاذبة.
وكشفت عن أن كثيرين من عائلة آل ثاني واجهوا نفس مصير زوجها لمجرد مطالبتهم بحقوقهم في وجه تميم بن حمد ووالده.
وغرد الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، عضو الأسرة الحاكمة في قطر، مؤكدا ما ذكرته زوجة الشيخ طلال آل ثاني.
وقال في تغريدة له: “تم سجن الشيخ #طلال آل ثاني في قطر مقابل استحقاقات مالية وديون (ملفقة)”.
وأردف :”تم الحجر على كل ثروته التي كونها وورثها رغم أنها تغطي قيمة الديون المزعومة وأكثر.منذ ٧ سنوات عصابة الحمدين تعذب أبناء الشيخ طلال وزوجته وتحرمهم من كل شيء. لم يكتفوا بتعذيب أبيهم المنهك صحيًا”.
الانتهاكات المتعاقبة لشرطة تميم، وثق أحدها عبر فيديو تم تداوله على مواصل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها اثنان من أفراد الشرطة القطرية يوقفان أحد الوافدين، ويسيئان معاملته، قبل تركه يرحل.
وتداول المغردون الفيديو، مؤكدين أنه يوثق أساليب تعامل شرطة قطر مع الوافدين، وانتهاك نظام الدوحة لحقوق الإنسان.
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، أعلنت وزارة الداخلية القطرية أنها أوقفت اثنين من منسوبيها العسكريين، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية، بعد تداول مقطع فيديو يظهر تجاوزهما في التعامل مع أحد المخالفين.
وبينت أنه “تمت إحالة من قام بالتصوير إلى النيابة العامة لاستكمال إجراءاتها في هذا الشأن” .
ورد المغرد عبد العزيز على تغريدة الداخلية القطرية قائلا: “هذه المعاملة يومية مع العمالة التي تشكل 90% من سكان قطر”، وأعاد نشر مقطع الفيديو.
بدوره قال المغرد فهد الجابر إن هذا “المقطع يوثق الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه النظام القطري والمتمثل في انتهاك حقوق الإنسان للمقيمين وتنفيذ عقوبات ضدهم بشكل مستفز”.
فيما أعرب مغردون عن استغرابهم من إحالة من قام بتوثيق تلك الجريمة والكشف عنها للنيابة.
ودخل حيز النفاذ ٢٠ يناير/كانون الثاني الماضي قانون قطري مثير للجدل، أكد مراقبون وخبراء أنه يستهدف معارضي تميم بن حمد، ويقمع حريات القطريين داخل البلاد.
ويقضي القانون بالحبس مدة لا تتجاوز 5 سنوات وغرامة لا تزيد على 100 ألف ريال، لمن ينشر أو يعيد نشر أخبار تثير الرأي العام في قطر أو تمس بالنظام العام للإمارة، في تعبيرات فضفاضة تتيح تضييق الخناق على القطريين وترهيبهم من انتقاد الحكومة.
وانتقدت منظمة العفو القانون الجديد، ووصفت المنظمة الدولية القانون بأنه “تراجع مقلق عن الالتزامات التي قطعتها قطر على نفسها في 2018 عندما صدقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.
الأوبزرفر العربي