مقاتلات روسية من الجيل الرابع لدعم الجيش الليبي
مصرع 40 مسلحاً من مليشيات طرابلس والقبض على عدد من المرتزقة السوريين
قالت مصادر عسكرية أميركية في أفريقيا أن روسيا أرسلت طائرات مقاتلة إلى ليبيا لدعم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في حربه ضد الجماعات والميليشيات الداعمة لحكومة السراج في طرابلس.
وجاء إعلان القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا في وقت أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن بلاده تؤيد وقفا لإطلاق النار في ليبيا وإجراء محادثات سياسية تفضي إلى تشكيل سلطات حاكمة موحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وعقيلة صالح تناولا وجهات النظر حول الأوضاع في ليبيا. وأكد الجانبان على أنه لا حل عسكري للأزمة الليبية، وشددا على ضرورة البدء في حوار بناء بمشاركة جميع القوى السياسية الليبية”.
وأضاف بيان الخارجية الروسية أنه “تمت الإشارة إلى أهمية استئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بمشاركة الأطراف الليبية لحل الأزمة على أساس قرارات مؤتمر برلين التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي”.
وتعد روسيا الحليف الأوثق للجيش الوطني الليبي في حربه على الإرهاب. ويشكل التدخل التركي العلني في ليبيا حافزا ودافعا لروسيا لزيادة دعمها للحليف المشير خليفة حفتر. وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إن “الطائرات جاءت من قاعدة جوية في روسيا بعد أن توقفت في سوريا حيث أعيد طلاؤها للتمويه على أصلها الروسي”.
ونقلت أفريكوم في بيان عن الجنرال بسلاح الجو الأميركي جيف هاريجيان تحذيره من أن استحواذ روسيا على قواعد على الساحل الليبي “سيسبب مخاوف أمنية حقيقية للغاية على الطرف الجنوبي لأوروبا”.
وقال البيان إن قوات الجيش الوطني الليبي لن تكون قادرة على “تسليح وتشغيل” تلك المقاتلات بدون دعم من روسيا.
وفي الأسبوع الماضي أعلن الجيش الليبي أنه سيشن حملة جوية كبرى جديدة على حكومة الوفاق، وقال إنه أعاد تأهيل أربع طائرات حربية.
وزعمت قوات حكومة الوفاق انه تم إجلاء مئات المقاتلين الروس من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، وذلك على الرغم من نفي الكرملين مرارا تدخله في النزاع الليبي.
وقال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند في بيان “لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. حسنا، لا يمكنها إنكار ذلك الآن”، في إشارة إلى إرسال الطائرات.
ووصف الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في ليبيا بأنها “مقاتلات من الجيل الرابع”.
ويأتي هذا الدعم الروسي لقوات الجيش الليبي في وقت تجددت فيه الاشتباكات بشكل عنيف صباح الثلاثاء مع الميليشيات المدعومة من النظام التركي في محاور عين زاره وطريق المطار والرملة.
وأكد مصدر العسكري ” أن “الجيش الوطني الليبي بكامل وحداته وقواته العسكرية يستعد لشن عملية عسكرية على مدينة مصراتة خلال اليومين القادمين”.
وأشار المصدر إلى أن “قيادات الجيش الوطني الليبي بالقيادة العامة تستعد لترتيب الهجوم على المدينة من أجل القضاء على الميليشيات المسلحة والجماعات الإخونجية، التي تسيطر على المدينة وتأخذ منها مقراً لها لاستقبال الدعم التركي من خلال المطار والموانئ الموجودة بمدينة مصراتة”.
من ناحية أخرى، أعلنت قوات الجيش الليبي، الثلاثاء، مصراع 40 مسلحا من مليشيات طرابلس وإلقاء القبض على عدد من المرتزقة السوريين في العاصمة الليبية.
وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، أن القوات نفذت عدد من الكمائن جنوب طرابلس، أسفرت عن القبض على عدد من المرتزقة السوريين وقتل أكثر من 40 مسلحا من المليشيات.
وأضاف، في بيان، أن القوات نجحت في تدمير دبابة وآليات مدرعة وسيارات عسكرية لمليشيات حكومة الوفاق وذلك أثناء التصدى لهجوم فاشل شنته تلك المليشيات على محاور الرملة وعين زارة وطريق المطار والقويعة.
وقال المنذر الخرطوش، عضو شعبة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، إن القوات المسلحة خاضت اشتباكات قوية في ثلاث محاور بالعاصمة طرابلس، وإن قوات اللواء 73 مشاة بالجيش الليبي تصدت للمليشيات وألحقت بهم خسائر في الأرواح والعتاد في مناطق الأحياء البرية ومحيط كزيرما وكوبري المطار.
ونفى عقيلة الصابر، عضو شعبة الإعلام الحربي، أن تكون المليشيات قد حققت أي تقدم في محاور الاشتباكات وبينها محور عين زاره و”النقليه”.
ومساء أمس الإثنين، حقق الجيش الليبي تقدما كبيرا في منطقة الهيرة جنوبي العاصمة طرابلس وبسط سيطرته على غالبية الطريق الموصلة بين مدينة غريان.
والسبت الماضي، اندلعت الاشتباكات في محاور مدينة غريان وجنوب طرابلس، كما استهدف سلاح الجو بطلعات قتالية معسكر الشؤون الفنية المعروف “بالسلخانة” بمدينة غريان، إضافة إلى تجمعات من المليشيات في كوبري جندوبة مدخل مدينة غريان الشمالي.
وأكد المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي أن القوات المسلحة “ستقاتل الاستعمار التركي الطامع في ثروات البلاد، حتى ترده ذليلا”، بعد أن رفضت الميليشيات مبادرة القوات المسلحة بتخفيف “المظاهر المسلحة” في طرابلس، ووقف إطلاق النار.
وتستمر انتهاكات أنقرة، للقرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا وتجاوزها لإرادة المجتمع الدولي التي تبلورت في مخرجات مؤتمر برلين، (تعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة).
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تعداد المرتزقة المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ أكثر من 10 آلاف مسلح بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3400 عنصر.
الأوبزرفر العربي