ترامب يشن هجوماً عنيفاً على المنتفضين ضد العنصرية
المنتفضون يواصلون احتجاجاتهم ويسقطون التماثيل التي ترمز للعنصرية
بينما تتواصل انتفاضة الشعب الأمريكية ضد العنصرية ، استمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في هجومه على المنتفضين، وزعم ،الخميس، أن “الإرهابيين” المحليين سيطروا على مدينة سياتل التي يديرها اليسار الراديكالي الديمقراطي، بحسب تعبيره.
ودعا في تغريدة على حسابه على تويتر عمدة سياتل إلى استعادة المدينة أو أنه سيقوم بذلك بنفسه. كما أضاف قائلاً: يجب وقف “الفوضويين” فورا وبسرعة.
يأتي هذا بعد أيام متواصلة من تظاهرات عدة شهدتها كبرى المدن في الولايات المتحدة، احتجاجا على مقتل جورج فلويد، على يد أحد أفراد الشرطة في مدينة مينيابوليس شمال البلاد.
وشكلت قضية فلويد مادة جديدة للسجال ولانقسام “وحتى الاستغلال الانتخابي” في بعض المرات، بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. واستغل عدد من النواب الجمهوريين تلك القضية للانقضاض على الرئيس الأميركي، والمطالبة بتقليل الصلاحيات المعطاة للشرطة ورجال الأمن وهو ما رفضه ترمب.
كما قال الرئيس الأميركي في وقت سابق: القانون والنظام، وليس الإطاحة بالشرطة وإلغائها. لقد ذهب الديمقراطيون الراديكاليون إلى حافة الجنون!”.
إلى ذلك، اتهم ترمب الأسبوع الماضي، بشكل غير مباشر من وصفه ب”اليسار الراديكالي” والإعلام المتعاطف معه بالتواطؤ مع “الرعاع واللصوص”، متسائلاً لماذا تقع كافة أعمال الشغب في المدن التي يحكمها الديمقراطيون.
وقال في تغريدة الأربعاء الماضي: “من المثير للشفقة تقليل بعض القنوات وشبكات الإعلام من خطورة وفساد اليسار الراديكالي واللصوص والبلطجية، وأعمال الشغب التي مزقت مدننا. يبدو كما لو أنهم جميعاً يعملون معاً!”.
ودعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الأربعاء، إلى إزالة 11 تمثالاً لعسكريين ومسؤولين يرمزون للحقبة الكونفدرالية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة العنصرية على خلفية قضية جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض.
وقالت بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس، في رسالة إلى لجنة برلمانية مشتركة إنّ “تماثيل الرجال الذي نادوا بالوحشية والهمجية للوصول إلى هذه النهاية العنصرية الصريحة، تشكّل إهانة بشعة لمُثُل” الديموقراطية والحرية.
وأضافت أنّ “تماثيلهم تكرّم الكراهية وليس التراث (…) يجب إزالتها”.
وبعض تماثيل هؤلاء الرجال الذين قادوا أو شاركوا في حرب انفصال فاشلة خلال الحرب الأهلية موضوعة في أمكنة بارزة في مبنى الكابيتول.
ومن هذه النصب التذكارية، تمثال برونزي لجيفرسون ديفيس، رئيس الولايات الكونفدرالية الأميركية، وآخر رخامي لألكسندر ستيفنز، نائب رئيس الكونفدرالية.
ولفتت بيلوسي إلى أنّ تمثالي هذين الرجلين اللذين أدينا بخيانة الولايات المتّحدة موضوعان في “قاعة التماثيل” التي تعتبر من أكثر الوجهات السياحية شعبية في مبنى الكابيتول، في حين أنّ تمثال الجنرال “روبرت إي. لي” موضوع في الطابق الأسفل.
وذكّرت بيلوسي بكلمات قاسية أدلى بها ستيفنز في خطاب أساسي أدلى به في 1861 وقال فيه إنّ الكونفدرالية تأسّست على “حقيقة عظيمة هي أنّ الزنجي ليس مساوياً للرجل الأبيض”.
وهذه ليست المرة الأولى التي توجّه فيها بيلوسي مثل هذه الدعوة، فقد سبق لها وأن طالبت في آب/أغسطس 2017 رئيس مجلس النواب في حينه بول راين بإزالة هذه التماثيل بعد أيام من أعمال عنف شهدتها مدينة شارلوتسفيل الصغيرة في ولاية فيرجينيا خلال تجمّع لأفراد من اليمين المتطرف كانوا يحتجون على تفكيك تمثال الجنرال لي.
وأسقط المنتفضون، الخميس، تمثالا للمكتشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس بمنطقة سانت بول بولاية مينيسوتا الأمريكية، في ثاني واقعة خلال يومين بعد إسقاط آخر بولاية فرجينيا.
وأسقط المنتفضون ضد العنصرية ، الخميس، الذين يقودهم أحد نشطاء الأمريكيين الأصليين في ولاية مينيسوتا التمثال المصنوع من البرونز الذي يبلغ طوله عشرة أقدام من على قاعدته المصنوعة من الجرانيت أمام مبنى برلمان الولاية، وسط هتافات تعتبره “رمزا للإبادة الجماعية”.
ونقلت وكالات صحفية عن الناشط مايك فورسيا قوله “إنه الشيء الصواب الذي يجب فعله وإنه الوقت المناسب لعمل ذلك” في إشارة على ما يبدو إلى الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين على وفاة فلويد الذي توفي 25 مايو أيار جراء تعامل شرطة منيابوليس العنيف معه.
ويعترض النشطاء من الأمريكيين الأصليين منذ فترة طويلة على تكريم كولومبوس، قائلين إن حملاته في الأمريكتين أدت إلى الاستعمار والإبادة التي تعرض لها أسلافهم.
وتجاور سانت بول مدينة منيابوليس ويشار إلى المدينتين عادة باسم التوأم.
وقال فورسيا إن جنديا من ولاية مينيسوتا أبلغه بأن ينتظر القبض عليه في الأيام المقبلة واتهامه بارتكاب تدمير جنائي.
وقام عاملون من المدينة بإزالة التمثال الذي كان محطما عند قاعدته.
ومساء الثلاثاء، قام المتظاهرون ضد العنصرية بإسقاط نصب لكولومبوس في حديقة بيرد في ريتشموند بولاية فرجينيا وإلقائه في بحيرة قبل ساعات من العثور على رأس نزعت من تمثال للمكتشف الإيطالي مكسورة في بوسطن أمس الأربعاء.
الأوبزرفر العربي