الحكومة الألمانية تكشف عن أنشطة أنقرة مع المنظمات المتطرفة في البلاد
على مدار سنوات، تناولت تقارير صحفية واستخباراتية في ألمانيا، ملف علاقة النظام التركي مع المنظمات المتطرفة مثل ميللي جوروش “الرؤية الوطنية” التركية وتنظيم الإخونجية الإرهابية.
وكشفت الحكومة الألمانية الإثنين، علاقات رئيس النظام التركي وحزب العدالة والتنمية الحاكم بهذه المنظمات المتطرفة في أوروبا.
و أكدت الحكومة الألمانية هذه العلاقة وفق مذكرة حكومية أرسلت للبرلمان ردا على طلب إحاطة.
وقالت المذكرة إنها هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية الألمانية”، رصدت اتصالات مفتوحة بشكل متزايد بين نظام أردوغان وحركة ميللي جوروش المرتبطة بالإخونجية.
وأكدت أن الاتصالات بين الطرفين تصاعدت وتيرتها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ونوهت المذكرة الحكومية، إلى جذور أردوغان الأيديولوجية والسياسية التي تعود إلى حركة ميللي جوروش، حيث كان عضوا فيها والتي كان يقودها رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان.
وأشارت الحكومة الألمانية، إلى أن هناك روابط بين أعضاء حركة ميللي جوروش، وجماعة الإخونجية الإرهابية، والاتحاد الإسلامي التركي ديتيب، حيث يتلقون أوامر مباشرة من مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانت)، الخاضعة لإشراف مباشر من الرئاسة التركية.
بدورها، قالت النائبة الألمانية عن حزب اليسار، سيفيم داجديلين، التي قدمت طلب الإحاطة إن “الحكومة الألمانية كشفت لأول مرة عن جذور أردوغان الأيديولوجية والسياسية التي تعود إلى جماعة الإخوان المناهضة للديمقراطية”.
وتابعت: “شبكة أردوغان المتطرفة تشكل تهديدا للأمن العام في ألمانيا ويجب تفكيكها بدلا من دعمها”، في إشارة إلى تمويل مساجد يديرها الاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب” بأموال دافعي الضرائب في بعض الولايات الألمانية.
وخلال السنوات الماضية، وخاصة منذ صيف 2016، كثفت المنظمات التركية الخاضعة لإدارة أنقرة، مثل الاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب”، واتحاد “اتيب”، وحركة الرؤية الوطنية، وأخيرا تنظيم الذئاب الرمادية، بالتعاون مع الإخونجية الإرهابية، تحركاتها لزعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية، ونشر التطرف، والتجسس على المعارضين الأتراك.
وترصد سلطات الأمن في النمسا وألمانيا، على سبيل المثال، تنسيقا يصل لحد التحالف بين المنظمات التركية مثل أتيب وديتيب وميللي جورش، وتنظيم الإخونجية في القارة الأوروبية، وفق تقارير صحفية.
وفي هذا الإطار، قال الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية بجامعة فيينا “حكومية” والمتخصص في شؤون جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية، روديجر لولكر، إن هناك شبكة تربط النظام التركي والإخونجية والتنظيمات الإرهابية، تهدف لتحقيق مصالح أنقرة.
وأوضح لولكر الذي نشر خلال الـ20 عاما الماضية، العديد من الدراسات حول الإخونجية والقاعدة و”داعش” والمسلمين في النمسا، أن “هناك شبكة علاقات واضحة تمتد من أنقرة، حيث الحكومة التركية، لسوريا، ملاذ العديد من التنظيمات الإرهابية، وفيينا وغيرها من المدن الأوروبية، حيث تتواجد دوائر نفوذ الإخونجية وديتيب واتيب”.
وتابع: “بكلمات واضحة، هذه الشبكة تضم تركيا والإخونجية والجماعات الإرهابية القريبة من داعش أيديولوجيا، وتهدف لخدمة مصالح أنقرة”.
وأضاف: “هناك أيضا تحالف بين الإخونجية والجماعات التركية مثل أتيب في النمسا وديتيب في ألمانيا، هدفها الهيمنة على المجتمعات الإسلامية في أوروبا، وممارسة نفوذ عليها”.
الأوبزرفر العربي