النظام التركي يواصل محاولاته للهيمنة على اليمن
تعاون إخونجي مع شركة صادات لتوسيع نفوذ أنقرة السياسي والأمني والاقتصادي
يستغل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تنظيم الإخونجية الإرهابي لتوسيع نفوذه السياسي والأمني في اليمن ومحاولات السيطرة على موارد البلاد.
فقد عاد الإرهابي اليمني المدرج بقوائم الإرهاب الدولية عبد المجيد الزنداني إلى الواجهة مجددا منذ وصوله أنقرة وتجنيده في شركة تركية تعمل بأقنعة عدة باليمن.
وفقا للمركز الأوروبي لمناهضة التطرف، ومقره ستوكهولم، فإن الإرهابي الزنداني انخرط في العمل لصالح أنقرة ومخططاتها في المنطقة ضمن شركة “صادات” التي يقودها أحد رجال أردوغان.
وشركة “صادات” الموالية لأردوغان -أسسها عدنان تانري فيردي، اللواء السابق والمستشار العسكري السابق للرئيس التركي- أعلنت مؤخرا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت عن تقديم دورة عن الحرب غير النظامية أو حرب العصابات.
وتعتبر “صادات” بأنها “الحرس الثوري” الخفي لنظام رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، كما تصفها المعارضة التركية بالمليشيا المسلحة التي يديرها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
علاقة الزنداني بـ”صادات” تعود إلى عام 2014، عقب زيارة مبعوثين بارزين بالشركة التي تدرب المرتزقة والمسلحين غير النظاميين بقيادة الضابط السابق والمستشار تانريفردي ومعه نجم الدين كيليش، وعلي كورت وإرسان إرجور، للقاء عبد المجيد الزنداني في اجتماع سري مؤلف من 10 شخصيات من الجانبين عقد بصنعاء، وفقا لسجلات داخلية للشركة اطلع عليها “المركز الأوروبي لمناهضة الإرهاب”.
وتعترف الشركة التركية على موقعها الإلكتروني بممارسة النشاط العسكري والعمل مع منظمات إخونجية إرهابية في دول عربية، وأن محفظة عملاء “صادات ” تتضمن دولا تستهدفها تركيا، بينها ليبيا التي لعبت فيها دورا منذ عام 2013 عبر إنتاج عدة مشاريع عسكرية.
وتوفر لها الدورات التدريبية العسكرية للأفراد في الوحدات الخاصة، معتبرة أن تدريب الأفراد مهمة جدا للجيوش الحديثة كأهمية وجود نظم المعدات التكنولوجية المتطورة والعربات والمعدات والأسلحة.
وشهدت اليمن مؤخراً نشاطا واسعا للمنظمات والمؤسسات التركية وجهاز المخابرات التركي بتنسيق من القيادي الإخونجي حميد الأحمر وقيادي آخر يدعى سالم بن طالب، الذي زرعه تنظيم الإخوان الإرهابي لتسهيل مخططاته.
يحظى “الزنداني” بقبول كبير في أوساط فروع وقيادات التنظيمات الإرهابية في العالم، خصوصا الفروع التي ظهرت في دول عربية وآسيوية ولا يزال محافظا على قدر كبير من الحضور كمرجعية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الإرهابية منذ عمله كمساعد لزعيمها أسامة بن لادن، وفقا لتقارير دولية.
واحتفظ “الزنداني” بفعل دوره المحوري في تجنيد الأفغان العرب ونقلهم إلى أفغانستان للقتال هناك بعلاقات مهمة تربطه بأجيال التنظيمات الإرهابية، بما فيها الجيل الحالي، وهو ما ظهر جليا في نشاطه مع المخابرات التركية لاستقطابهم ونقلهم إلى سوريا منذ عام 2012، ودوره الحالي في تعبئة الإرهابيين ونقلهم للقتال في ليبيا، وفقا لمصادر مطلعة.
وحسب المصادر المطلعة، فإن نجل عبد المجيد الزنداني كان يعمل في تركيا منسقا لتحركات الإرهابيين والمرتزقة من وإلى الدول التي تحددها مخابرات النظام التركي لمد نفوذها، وذلك كممثل لوالده الذي وصل “أنقرة” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكدن المصادر إن أنقرة مولت عملية استخراج شهادات عليا “دكتوراه” لطلاب متطرفين تخرجوا من جامعة الإيمان، لتكون بمثابة غطاء لتحركاتهم وانخراطهم في أعمال مناصب بعيدا عن شبهة الملاحقة الدولية أو القيود المفروضة على خريجي جامعة الزنداني.
وجامعة الإيمان تأسست كمكافأه للزنداني وأتباعه على دورهم في حرب اجتياح جنوب اليمن 1994، وتعد بمثابة مركز لرفد الجماعات المتطرفة بالأفراد واستقطاب المئات من الطلاب من مختلف دول العالم، وكانت مخصصة لبناء جيل متطرف يتلقى معارف جهادية ويمجد كل تنظيمات الإرهاب.
وأشارت المصادر إلى أن عددا من هؤلاء الطلاب المتخرجين بشهادات دكتوراه عملوا كمرشدين دينيين في عدد من الدول، ومنهم من يوجد حاليا في تركيا ويعمل مع مكتب “الزنداني” الذي يديره ابناه “عبد الله” و”محمد”.
وتربط المصادر بين نشاطات الزنداني والجانب التركي في ليبيا وسوريا ومشاريعهما المستقبلية في اليمن وتحركات مخابرات أردوغان التي تستغل الإخونجية لتوسيع نفوذها في اليمن.
وتؤكد وزارة الخزانة الأمريكية أن الزنداني “متورط في دعم العديد من التنظيمات الإرهابية وتجنيد الشباب للالتحاق بمراكز تدريب تنظيم القاعدة ولعب دوراً محورياً في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة، إضافة إلى علاقاته بجماعة أنصار الإسلام الإرهابية العراقية المدرجة ضمن قائمة لجنة عقوبات القاعدة في منظمة الأمم المتحدة”.
وكان النظام اليمني تلقى طلبات متكررة من واشنطن لتسليم الزنداني باعتباره مطلوبا للجانب الأمريكي لارتباطه بالإرهاب، غير أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رفض حينها تسليمه وأصر على محاكمته في اليمن، قبل أن يغدر بصالح ويساند الزنداني فوضى الربيع الإخونجي 2011.